لافروف: المعارضة تعمل على استفزاز الحكومة السورية.. و«الباتريوت» قد يستهدف إيران أيضا

الإبراهيمي قد يزور موسكو نهاية الأسبوع * تقارير: الوجود العسكري الروسي يشكل تحديا أمام أي تدخل غربي

TT

كشفت مصادر الخارجية الروسية عن أن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي إلى سوريا يمكن أن يقوم بزيارة موسكو في نهاية الأسبوع الحالي، لإطلاعها على نتائج لقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد، ونتائج اتصالاته التي قام بها في أعقاب اللقاء الثلاثي الذي عقد في جنيف بين الإبراهيمي وممثلي روسيا والولايات المتحدة في وقت سابق من الشهر الحالي.. في وقت أشار فيه وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى أن المعارضة السورية تعمل على استفزاز الحكومة، وتلجأ أيضا إلى طرق غير مقبولة مخالفة تماما للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان.

وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية إن «الزيارة المرتقبة للإبراهيمي لا تزال قيد الدراسة عبر القنوات الدبلوماسية بشكل رسمي، غير أنه من المحتمل أن تتم قبيل نهاية الأسبوع الحالي».

وذكر غاتيلوف أنه من المنتظر أن يجري تبادل للآراء حول تطورات الوضع السوري وجهوده المستقبلية، التي قال إنه يأمل في أن «تأتي بنتائج عملية وأن تساعد على تحريك عملية التسوية من نقطة الجمود».

وفي حديثه الذي أدلى به إلى قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالإنجليزية، وأذاعته أمس، كشف سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية عن احتمالات التدخل الخارجي في سوريا، مشيرا إلى أن «من تراودهم الرغبة في التدخل في الأزمة السورية لا يريدون القيام بذلك دون أن تكون هناك بعض الشرعية لتدخلهم - أو على الأقل دون أن يكون هناك بعض التحرك من قبل الأمم المتحدة - كي يتمكنوا من تبرير تدخلهم، وإضفاء صفة الشرعية عليه».

وقال لافروف إن روسيا تحتكم إلى ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على أن مهمة مجلس الأمن الدولي ترتبط بتحقيق الأمن والسلام الدوليين، ولا ترتبط بدعم طرف على حساب طرف آخر في الصراعات الداخلية. وأضاف: «وهذا ما يحصل تماما في سوريا، فهناك بعض الأطراف تسعى إلى تدويل الصراع وتوسيع العنف خارج الحدود السورية. وبالفعل كانت هناك محاولات لاستغلال قضية اللاجئين السوريين الذين يفرون من سوريا بسبب الإجراءات غير المتناسبة من قبل القوات الحكومية، ومن الجانب الآخر هناك الجماعات المسلحة للمعارضة السورية التي لم تتوحد تحت قيادة واحدة.. تلك الجماعات تلجأ أيضا إلى طرق غير مقبولة مخالفة تماما للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان لأنهم يعمدون إلى أخذ رهائن وتنفيذ هجمات إرهابية» وأشار لافروف أيضا إلى أن المعارضة تعمل على استفزاز الحكومة «من خلال إعطاء الصراع بعدا خطيرا جدا، وهو البعد الطائفي المتبلور أصلا في العالم الإسلامي، الذي يشهد الآن احتقانا سنيا شيعيا - عربيا كرديا، فضلا عن أن التركيب الطائفي في سوريا معقد جدا. وفي حال انتشار الفوضى في سوريا، فإن هذا من شأنه أن يقود إلى انتقال الفوضى إلى كامل منطقة الشرق الأوسط. وبالعودة إلى الوضع الحالي، أقول إن الجهات التي ترفض الحوار مع الأسد وتعتبر رحيله بأي طريقة أولوية من أولوياتها، عليها أن تفهم بأنها يجب أن تدفع ثمنا مقابل تحقيق أهدافها الجيوسياسية، ولكن الثمن سيكون حياة الشعب السوري».

وأضاف: «بالنسبة لنا الأولوية ليست الإطاحة برأس شخص ما، بل الإيقاف المباشر للعنف وإراقة الدماء. وإذا كانوا يقولون إنهم يريدون أن ينقذوا سوريا والسوريين، فيجب عليهم الانضمام إلينا، وأن يطلبوا من جميع المقاتلين في سوريا أن يتوقفوا عن القتال وبدء الحوار دون أي شروط مسبقة.. وترك مصير الأسد بيد الشعب السوري نفسه، وليس بيد أي قوى خارجية».

وفي معرض الحديث نفسه، كشف لافروف عن احتمالات استهداف إيران بمنظومات صواريخ «باتريوت» على الحدود السورية - التركية، وقال: «هذا ما يقوله بعض الأشخاص، ومن خلال طريقة عرض هذه المنظومة في وسائل الإعلام يبدو أنها حقا يمكن استخدامها ضد إيران». كما قال: «لا أعتقد أن سوريا ستستخدم أسلحة كيميائية. وفي حال حصل ذلك، فسوف يكون بمثابة انتحار سياسي للحكومة».

ومن جانبه عاد ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، أمس، إلى تأكيد وجود خطة لإجلاء المواطنين الروس من الأراضي السورية. وقال: «من المعروف للجميع وجود خطط عمل تحسبا لحالات ظهور مواقف طارئة في مختلف الدول»، مشددا على أن «مثل هذه الخطة موجودة بالطبع، لحالة مواطنينا المقيمين في سوريا، وعند الضرورة سيتم تقديم الدعم اللازم والمساعدة للمواطنين الروس، بما في ذلك في حال صدور قرار بإجلائهم من الأراضي السورية».

ونقلت عنه وكالة أنباء «ايتار تاس» قوله إن «الخارجية الروسية ستقوم بالتنسيق الكامل مع وزارة الطوارئ وغيرها من الوزارات والجهات الفيدرالية المعنية. وتبقى الأولوية الرئيسية بالنسبة لنا هي أمن وسلامة المواطنين الروس».

وفي غضون ذلك، ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية، أمس، أن مستشارين عسكريين روسيين وصلوا لسوريا لإدارة النظم الدفاعية التابعة لنظام الأسد، وهو ما قد يشكل تحديا أمام أي تدخل أميركي محتمل لإسقاط النظام السوري. وأفادت الصحيفة في تقريرها بأنه قد تم نشر المستشارين الروس لإدارة نظم صواريخ «سطح - جو» وغيرها من النظم الدفاعية الحديثة، التي أمدتها موسكو لنظام الأسد منذ بدء الثورة، وأوضحت أن عمق وتعقيد الدفاعات السورية المضادة للطائرات يعنيان أن أي حملة غربية مباشرة، تنفذ من خلال فرض منطقة حظر للطيران فوق سماء سوريا أو عن طريق شن ضربات جوية ضد قيادات الأسد، سوف تكون مكلفة وطويلة الأمد، بل ومحفوفة بالمخاطر. كما أشار التقرير إلى أن احتمالات وقوع خسائر عسكرية روسية في هذه الحملة سوف يتمخض عنها عواقب جيوسياسية لا يمكن التنبؤ بها.