تركي بن سلطان.. مهندس تطوير الإعلام الرياضي في السعودية

ربع قرن شهد مشاركة الراحل متدرجا في مناصب الوزارة

TT

ودعت السعودية، أمس، الأمير تركي بن سلطان، عن عمر يناهز 53 عاما، وذلك بعد أن أمضى ما يربو على 26 عاما من العمل الدؤوب لتطوير الإعلام في السعودية، ولعل تدشين القنوات الرياضية الرسمية المتعددة للتلفزيون السعودي، كآخر دليل ملموس لتخطيط وأعمال الراحل الذي كان يشرف على القنوات الرياضية، حتى باتت تقدم بشكل احترافي محتوى يتواءم مع المتغيرات والتقنيات المتجددة لكرة القدم والرياضة بشكل عام.

بيد أن فصول الحكاية لا تقف عند التلفزيون والرياضة وحسب، رغم أنها الأشهر والأكثر متابعة وضوءا، إذ سبق للراحل أن تقلد جملة مناصب قبل أن يتوسد كرسي نائب وزير الثقافة والإعلام، إذ عمل بعد تخرجه في الجامعة في 1982 مشرفا على إدارة الصحافة في وكالة الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام بالمرتبة الثامنة، ودأب يعمل بجهد وافر مع الإعلام الخارجي، مستندا إلى خبرة اتسقت مع نيله درجة الماجستير في تخصص الإعلام الدولي من جامعة سيراكيوز بولاية نيويورك الأميركية، وعمله سنة تدريبية مع القناة الشهيرة «سي بي إس»، بعد أن تخرج في جامعة الملك سعود في العاصمة الرياض تخصص (صحافة) في 1980.

وتدرج الأمير تركي في عمله بالوزارة؛ ليترقى إلى مستشار إعلامي بوكالة الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام بالمرتبة العاشرة، وذلك في 1986، قضى بعدها أربعة أعوام عين بعدها وكيلا مساعدا للتخطيط والدراسات بالمرتبة الرابعة عشرة، وفي عام 1996 كلف بالقيام بأعمال وكالة الوزارة للإعلام الخارجي ثم وكيلا للإعلام الخارجي بالمرتبة الخامسة عشرة.

وفي نهاية مايو (أيار) 2001، تم تعيين الأمير تركي مساعدا لوزير الإعلام بالمرتبة الممتازة، وبعدها بثمانية أشهر. وفي مايو 2011، عين نائبا لوزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية، كما كلف في العام نفسه، بالإشراف على القناة الرياضية السعودية وتطويرها، وأنتج منظمة إعلامية تغطي كافة الأنشطة الرياضية بقنوات متعددة، وفرق عمل فنية وتقنية من الشباب السعودي المحترف في تقديم المادة الإعلامية الرياضية بإتقان، إلى جانب تدشين البرامج الثقافية والاجتماعية المتعددة التي تهم الشباب والرياضة في السعودية.

ويحفل تاريخ الراحل، بسجل حافل في المشاركات الدولية، إذ ترأس إبان عمله في وزارة الثقافة والإعلام عددا من اللجان في مناسبات ومؤتمرات متعددة، منها «لجنة الحج، واليوم الوطني، ومهرجان التراث والثقافة»، كما ترأس اللجنة التحضيرية لتغطية احتفالات المملكة بمرور مائة عام على تأسيسها في 1999. كما عين عضوا في مجلس أمناء مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية في 1995، إضافة إلى مشاركته كرئيس لوفد الإعلام الخارجي في تصفيات آسيا لأولمبياد لوس أنجليس في سنغافورة، ولوس أنجليس في 1984. وترأس وفد الإعلام الخارجي المشارك في تغطية معارض المملكة بين الأمس واليوم لعدة مواسم في فرنسا، وأميركا، والقاهرة في1987.

وأعد الراحل دراسة إعلامية وقدمها لوزراء الإعلام في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اجتماعهم الذي عقد بعد تحرير الكويت في عام 1993. كما ترأس اجتماعات مسؤولي الإعلام الخارجي بدول مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة 1997 وحتى 2000.

وشارك في اجتماعات وزراء الإعلام العرب في تونس والقاهرة عام1998، إلى جانب رئاسته وفد السعودية للاجتماع السادس لوزراء الإعلام في مؤتمر دول عدم الانحياز الذي عقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور في 2005، كما ترأس الوفد السعودي لاجتماع وزراء الثقافة والإعلام الذي عقد في أبوظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة.

يذكر أن الأمير تركي هو الابن الرابع للراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز، وهو متزوج من الأميرة جواهر بنت خالد بن تركي آل سعود، ولديه من الأبناء، الأميرة العنود، والأمير عبد العزيز.