مدير «الرياضية السعودية»: فقدنا شخصيتين.. مسؤولا قياديا وإنسانا عاطفيا

عادل عصام الدين لـ«الشرق الأوسط»: الأمير تركي كان يتجهز للسفر الأسبوع الحالي

الأمير تركي بن سلطان محاطا برجال الإعلام في أحد المؤتمرات الصحافية (واس)
TT

انطلقت قناة «الرياضية السعودية» بنسختها المطورة في 2010، إثر تخطيط وتطوير طال جميع جوانبها الفنية والتقنية، وتطورت من قناة واحدة تبث فضائيا وأرضيا بشكل محدود، إلى شبكة واسعة من ست قنوات لا يقتصر بثها على المباريات والمنافسات وحسب، بل امتدت إلى جملة برامج رياضية وحوارية، مطعمة بالخبرات الفنية والتحليلية المحترفة، وأطقم التغطية التي تجول أرجاء الوطن للتغطية ولتقصي الأخبار وإعداد القصص والتقارير المتنوعة، فضلا عن البرامج الاجتماعية والثقافية التي تحفل بها القناة، والتي تستضيف من خلالها شخصيات مؤثرة وجماهيرية، ونجوم الرياضة والمجتمع السعودي بشكل كامل.

ويؤكد الدكتور عادل عصام الدين في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «في السنوات الأخيرة التي أشرف فيها الأمير على القناة، تحولت فترة رئاسته إلى ورشة عمل واسعة، في كثير من اللحظات يتعامل معي ومع الزملاء كصديق مقرب نتشارك كل الأحاديث، ولا أتوقع نسيان الراحل طوال عمري».

ويقول: «إن أكبر دعم نال القناة (الرياضية السعودية) كان إبان توليه الإشراف المباشر على التلفزيون، وكان شخصيا يهتم بكافة التفاصيل التقنية والديكور، إلى جانب الأمور الفنية وحتى تقسيم حصص الأندية في التحليل والمشاركة في البرامج».

وأطلت القناة بحلة جديدة طالت مواقع التصوير والاستوديوهات، وتغير الشعار ليواكب الرؤية التي تتسم بها خطة تطوير التلفزيون الرسمي السعودي، إلى جانب التطوير في الديكورات وغرفة الأخبار، لتغطي أربعة برامج أساسية ونشرات الأخبار بتصميمات عصرية نفذتها شركات ألمانية وبريطانية.

وفي أحيان كثيرة، كان الأمير يدفع من حسابه الشخصي تكاليف البرامج، وآخرها ديكورات برنامج إرسال على القناة «الرياضية». كما قال مدير القناة «الرياضية السعودية». مكملا: «في بعض الأحيان، إذا كان لدينا رحلات للسفر، كان لا يدعنا نترقب الاعتماد المالي، وكان يدفع من حسابه أيضا، وآخر المساعدات كانت التجهيزات الخاصة بالاستعداد لدورة الخليج كانت من حسابه الخاص».

ويضيف: «منذ تحول التلفزيون إلى هيئة، ودعنا رسميا نظرا لتبعية التلفزيون للهيئة، لكنه في المقابل، أبقى العلاقة بيننا وبينه قائمة كصداقة وود. ومع ذلك كان دعمه متواصلا».

وكانت نصيحة الأمير الراحل بشكل عام هي الاهتمام بالمناطق وعدم التركيز على الأندية الكامنة في المناطق الكبرى، ويؤكد الدكتور عصام الدين «سأنفذ توصيته نظرا لما يمثله الأمير بالنسبة إلي».

إنسانيا، مثل عمل الأمير مع مسؤولي وتنفيذيي القناة، جانبا إنسانيا واسعا. ويقول مدير القناة «الرياضية السعودية»: «بلغني الخبر الساعة التاسعة صباحا، كان صادما ومفجعا رحيل الأمير، نؤمن أن الموت حق، ولكن موت الفجيعة صادم ومفزع».

مضيفا: «فقدت الرئيس وفقدت الصديق في الوقت نفسه، كانت (الرياضية) قناة وأصبحت قنوات الدوري السعودي وست قنوات وبرامج متعددة».

ويؤكد مدير القناة «الرياضية» أن المرتب الشهري الذي يتقاضاه الفقيد، كان يعود إلى الجمعيات الخيرية منذ تخرج في الجامعة منذ كان موظفا في الوزارة إلى أن بات في مرتبة وزير.

ويشير إلى أن الراحل، كان من المفترض أن يتجه إلى إجازة رسمية خلال الأسبوع الحالي. ويستطرد: «كان الأمير تركي يقول خلال الأسبوع الماضي إنه ختم القرآن، وكان يدعو كثيرا لوالده ووالدته، وكان يوصيني شخصيا ليس بالصلاة المفروضة وحسب، بل بصلاة الوتر، إذ كنا نمضي وقتا طويلا في المحادثات الهاتفية، وكان يقطع المكالمة ويقول: لنصل الوتر ثم نكمل الحديث».

لافتا إلى أن علاقة الأمير بالموظفين لم تكن قاسية البتة، على الرغم من أنه المسؤول الأول، إلا أن أقسى توجيه لأي موظف ولي شخصيا، يجابهه الأمير بالابتسام وإعادة التحدث بهدوء بعد وقت قريب جدا، «لأننا نؤمن بوجود إنسان عاطفي داخل شخصيته الدمثة».

ويقول الدكتور عصام الدين: «كان الأمير يساعد جميع الموظفين في التلفزيون إذا ما رزقوا بمواليد، وكان يدعمهم ماديا ومعنويا، فضلا عن مساعداته للعاكفين على الزواج، ولاعبين وآخرين من الوسط الرياضي، كانت تصلهم مساعداتهم إلى بيوتهم».