الخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: لا علم لنا بمكان جهاد مقدسي

تقرير بريطاني أشار إلى تعاونه مع الاستخبارات المركزية

TT

نفى مسؤول في الخارجية الأميركية علم الخارجية بمكان وجود جهاد مقدسي، المتحدث السابق باسم الخارجية السورية الذي غاب عن الأنظار منذ مطلع الشهر الجاري، عقب أنباء عن انشقاقه عن النظام السوري، وإذا ما كان مقدسي وصل إلى الولايات المتحدة أو لا.

وقال المسؤول إنه لا يقدر على نفي أو تأكيد تقارير إخبارية تشير إلى أن مقدسي في الولايات المتحدة بترتيب من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ورفض المسؤول الحديث عن أي دور تقوم به «سي آي إيه». وكانت صحيفة «غارديان» البريطانية التي أوردت الخبر أمس قالت إن «سي آي إيه» رفضت الإجابة عن أسئلتها عن مقدسي.

واكتفى المسؤول في الخارجية الأميركية بالقول لـ«الشرق الأوسط» إن الشيء الهام هو أن «مؤيدي نظام الأسد ينفضون من حوله واحدا بعد الآخر»، وأضاف: «يسرنا دائما أن نسمع ذلك، ونتوقع مزيدا من هروب واستقالات الذين حول الأسد».

وقبل أسبوعين، كان مارك تونر، نائب المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، أيضا نفى علم الوزارة بمكان مقدسي، ونفى وجوده في الولايات المتحدة. وقال: «نحن لا نقلل من أهمية المقدسي لأنه المتحدث باسم النظام، وفي أي حكومة، المتحدث باسمها شخص هام».

وكان تونر قال، قبل ذلك بيوم، ردا على أسئلة صحافيين في المؤتمر الصحافي اليومي، إن المقدسي في لندن. لكن تونر، في اليوم التالي، كرر بأن ذلك ليس صحيحا، واعتذر عن ما قال. وعندما سئل إذا كان في الولايات المتحدة، قال: «أقدر أن أقول بكل تأكيد إنه (مقدسي) ليس في الولايات المتحدة».

وكرر أمام أسئلة ملحة من الصحافيين: «لا أعرف أين هو»، عندما سئل إن كان يقول ذلك لدواعٍ استخباراتية. كما أكد تونر أن مقدسي لم يدخل الولايات المتحدة بطريقة قانونية، بحسب معلوماته.

وفي مطلع الشهر، نفى مسؤولون سوريون أن مقدسي قد انشق، مدعين أنه في «إجازة إدارية» لمدة ثلاثة أشهر.. بينما أكد تلفزيون «المنار» اللبناني التابع لحزب الله، أن مقدسي «أقيل من منصبه لإدلائه بتصريحات لا تعكس المواقف الرسمية للحكومة»، مشيرا إلى «إعفائه بسبب ارتجاله مواقف خارج النص الرسمي السوري»، دون ذكر تفاصيل أخرى. بدورها، أفادت قناة «العالم» الإيرانية أنه «تم إعفاء المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي من منصبه»، فيما أشارت قناة «الجديد» اللبنانية إلى أن مقدسي «غادر إلى بريطانيا عبر مطار بيروت الدولي».

ويعد مقدسي من أبرز المسؤولين المنشقين من الدائرة المقربة إلى الأسد، نظرا لاتصاله المباشر مع وزير الخارجية وليد المعلم ووزير الإعلام السابق عدنان محمود (الذي عين لاحقا سفيرا لسوريا لدى إيران)، مما أهله للاطلاع على كثير من الأسرار والملفات الحساسة.

وبرز مقدسي كبديل في الإعلام لسد تغييب المستشارة الإعلامية في القصر الرئاسي بثينة شعبان ووزير الخارجية وليد المعلم، بعد تنامي الهجوم عليهما من قبل المعارضة لضعف أدائهما الإعلامي، والإدلاء بتصريحات تحولت إلى نكات للتندر على النظام السوري.. إلا أن أداء مقدسي لم يكن أفضل بكثير، إذ أقر في تصريح شهير له بوجود سلاح كيماوي في سوريا «ولكنه لن يستخدم إلا في حال التدخل الخارجي»، كما أثارت تصريحاته حول مجزرة الحولة - والتي اتسمت بالاستخفاف - الكثير من ردود الفعل السلبية.