اليمن: تصاعد وتيرة الاغتيالات التي تطال الضباط.. وإحباط تفخيخ سيارة

10 قتلى في مواجهات عنيفة بمأرب بين الجيش و«المخربين»

جنود يمنيون يغلقون احد الشوارع المؤدية إلى القصر الرئاسي في صنعاء أمس (ا.ف.ب)
TT

تصاعدت وتيرة الأحداث والتطورات الأمنية في اليمن، أمس، حيث اغتيل ضابطان كبيران وفشلت محاولة تفجير سيارة ضابط ثالث في صنعاء، في الوقت الذي شهدت فيه محافظة مأرب مواجهات دامية بين قوات الجيش ومن يوصفون بـ«المخربين»، في حين تواصلت الغارات الجوية التي تستهدف عناصر تنظيم «القاعدة».

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على العميد فضل محمد جابر الردفاني، أمام المؤسسة الاقتصادية المجاورة لمبنى وزارة الدفاع (باب اليمن) وأردياه قتيلا على الفور قبل فرارهما، وتضاربت المعلومات حول نوعية السلاح المستخدم في الجريمة، ففي الوقت الذي يقول فيه البعض إنه مسدس كاتم للصوت، قال آخرون إنه مسدس عادي، وقالت وزارة الدفاع اليمنية إنه «تعرض لعمل إرهابي غادر وجبان أقدمت عليه عناصر إرهابية»، وتعهدت الوزارة بقيام «جهات الاختصاص بملاحقة تلك العناصر الإرهابية والإجرامية التي أقدمت على ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء التي لن تمر دون عقاب». ويعمل العميد الردفاني قائدا لمحور ثمود العسكري بمحافظة حضرموت، وتشير المعلومات إلى أنه كان في صنعاء لتعيينه مستشارا لوزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، الذي بدوره نجا من عدة محاولات اغتيال بواسطة تفجيرات انتحارية.

وفي منطقة «دار سلم» في جنوب العاصمة صنعاء، أطلق مسلحون النار على العقيد سليم الغرباني، أحد الضباط في الحرس الجمهوري، وقد أسعف إلى المستشفى في حال حرجة، وقد تضاربت المعلومات بشأن وفاته متأثرا بجراحه، وكان مسلحان مجهولان اغتالا، الجمعة الماضي، صف ضابط في حرس المنشآت أمام كلية الشرطة، وحسب المصادر الرسمية وشهود العيان، فإن معظم حوادث الاغتيالات التي جرت في صنعاء وحضرموت وغيرهما من المدن، استخدم منفذوها الدراجات النارية لسهولة حركتها وفقدان أثرها في الأزقة والشوارع الضيقة، فيما تشير أصابع الاتهام إلى تورط تنظيم القاعدة في جميع هذه العمليات.

وفي السياق ذاته أفشلت أجهزة الأمن عملية تفجير سيارة ضابط في قوات الأمن المركزي، وقال مصدر أمني إن «رجال الأمن أفشلوا محاولة إرهابية لتفجير سيارة أحد ضباط الأمن المركزي بالعاصمة صنعاء واستهداف الضابط»، وإنه «تم القبض على أحد العناصر الإرهابية وهو يحاول زرع قنبلتين تحت سيارة ضابط الأمن أمام منزله لتفجيرهما وتم إحباط العملية، والتحقيقات جارية مع المتهم».

على صعيد آخر، لقي ما لا يقل عن 10 أشخاص مصرعهم وجرح آخرون في مواجهات دامية شهدتها محافظة مأرب شرق البلاد، بين قوات الجيش التي نفذت حملة عسكرية على المناطق التي يتحصن فيها من يوصفون بـ«المخربين»، والذين يتهمون بالتورط في تفجير أنبوب النفط في المنطقة، وقيام عدد آخر بمنع الفرق الهندسية من إصلاح الأنبوب، وذكرت المصادر أن بين القتلى 3 جنود، وتشير المصادر المحلية إلى أن المواجهات دارت في منطقة حباب، وأن الجيش تمكن من بسط سيطرته عليها بعد أن استخدم المدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ لدك المعاقل التي يتحصن فيها «المخربون»، في حين أشارت بعض التقارير إلى شن الطيران الحربي عددا من الغارات في تلك المناطق القبلية.

وجاءت هذه الحملة بعد يومين على قصف نفذه الطيران الحربي اليمني على منطقة صرواح، بعد أن قامت مروحيات (هليكوبتر) برمي مناشير على المنطقة تحذر المواطنين من الاقتراب من المناطق المستهدفة وتحذر من التعاون مع تلك العناصر، كما أنها تأتي بعد وصول «اللواء العسكري 3 مشاة جبلي - حرس» جمهوري إلى مأرب وانضمامه إلى المنطقة العسكرية الوسطى في سياق عملية إعادة هيكلة الجيش.

من ناحية ثانية، ارتفعت حصيلة قتلى الغارات الجوية التي استهدفت عناصر يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، أول من أمس، إلى 7 أشخاص، فقد قتل 5 منهم في غارة جوية يعتقد أنها أميركية، استهدفت مدينة الشحر بمحافظة حضرموت (الساحل)، وذلك بعد ساعات على مقتل عنصرين في غارة مماثلة في رداع بمحافظة البيضاء.

في موضوع آخر وللمرة الأولى في اليمن، قام الرئيس عبد ربه منصور هادي بتقليد عدد من الجنود وسام الواجب ورقاهم إلى رتبه الملازم وصرف لهم مكافأة مالية تقدر بمليون ريال يمني (نحو 5 آلاف دولار)، وذلك بعد أن تمكنوا من اكتشاف شحنة أسلحة في نقطة حيس بمحافظة الحديدة، قبل عدة أسابيع، وكانت تلك الشحنة تتكون من أكثر من 7 آلاف قطعة سلاح (مسدسات ربع) تركية الصنع.

وبحسب مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» فقد باتت اليمن سوقا رائجة لمنتجات الأسلحة التركية، وبالأخص صغيرة الحجم بأحجام مختلفة، نظرا لجودتها ورخصها، مقارنة بالأسلحة الصغيرة الروسية والأميركية والإسبانية والتشيكية والصينية المنتشرة في السوق اليمنية.