أعياد الميلاد توحد السوريين على اختلاف طوائفهم

الزينات رفعت أيضا في مناطق المسلمين وتأكيد على أن الوحدة إحدى أهم نتائج الثورة

TT

لم يمر يوم ميلاد السيد المسيح الذي تحتفل به الطوائف المسيحية في سوريا مرورا عاديا، تحديدا داخل المناطق المحررة حيث تسيطر المعارضة المسلحة.. فقد قامت مجموعات الثوار التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد في الكثير من المدن والقرى السورية بتقديم التهاني «للإخوة المسيحيين» ووضع شجرة الميلاد، كبادرة تظهر «وحدة الشعب السوري».

وأظهر شريط فيديو قام ناشطون معارضون بوضعه على صفحات موقع «فيس بوك»، وضع أول شجرة عيد ميلاد احتفالا بذكرى ميلاد السيد المسيح في مدينة سراقب المحررة والتابعة لريف إدلب. وقد فاجأ هذا الفيديو الذي تم تداوله بكثرة الكثير من المراقبين، لا سيما أنّ مدينة سراقب ذات الأغلبية السنية، والخالية تقريبا من العائلات المسيحية، سبق أن اتهمت بالتطرف والسلفية في الفترة الأخيرة، كما قيل أنّ ثوارها يقومون بعمليات خطف ثبتت براءتهم منها فيما بعد.

وقال ناشط يظهر في الفيديو: «لولا الحرية ما كنا وصلنا إلى هنا أو تمكنا من وضع هذه الشجرة.. ورسالتنا للعالم هي أنّ الشعب السوري كله واحد.. المسيحي السني الدرزي العلوي كلنا سوريون، وسوريا لكل مواطنيها».

وفي محافظة الحسكة التي يسيطر الجيش الحر على بعض أطرافها ويعيش فيها أقلية من المسيحيين السريان والآشوريين، أصدرت قيادة المجلس العسكري والثوري فيها، ممثلة برئيسها العقيد الركن حسن العبدالله، بيانا يهنئ فيه المسيحيين بمناسبة مرور أعياد الميلاد. وقال البيان: «بمناسبة حلول أعياد الميلاد المجيد ورأس السنة المباركة، نتقدم بأحر التهاني والتبريكات من الإخوة المسيحيين في محافظة الحسكة، ونخص بالذكر إخواننا السريان الآشوريين.. ونسأل الله أن يعيدها على السوريين بالنصر والحرية وتحرير الأراضي السورية من النظام الأسدي القمعي، الذي استعبد البلاد والعباد». وأضاف البيان: «نؤكد في هذا السياق وكما عهدنا شعبنا، كجيش حرّ بأننا في سوريا إخوة في الوطن بمختلف مكوناتنا، وعيشنا المشترك، وسنظل نؤمن بالشراكة والمساواة والتآخي، وذلك انطلاقا من أهداف ثورة الشعب السوري المطالبة بالحرية والكرامة».

وتأتي هذه الخطوات من قبل الجيش السوري الحر داخل المناطق المحررة، في وقت يسعى فيه نظام الرئيس بشار الأسد إلى تخويف المسيحيين ودفعهم للاصطفاف معه ضد الثورة الشعبية المندلعة منذ مارس (آذار) من العام الماضي. وفي هذا السياق يقول ناشط، طلب تسميته بـ«عادل»، إن «العيد يمرّ على المسيحيين هذا العام وهم يشعرون بالقلق والخوف.. ولكن ليس من الجيش الحر أو المعارضة المسلحة، بل من النظام السوري وخياراته الوحشية تجاه سوريا وشعبها».

ويضيف الناشط المسيحي الذي يقطن في منطقة الدويلة بدمشق أن «الجيش الحر سيطر على الكثير من المناطق التي تقطنها غالبية مسيحية ولم يمس أحد منهم بأذى، على العكس تم معاملتهم معاملة جيدة».

وعن الخطر من الإسلام المتطرف الذي يروّج له الإعلام الحليف للنظام السوري، قال عادل: «الأصولية الإسلامية هي خطر على المسلمين كما هي خطر على المسيحيين، وما يصيبنا يصيب بقية مكونات الشعب السوري الذي ننتمي إليه».

وتصل نسبة المسيحيين في سوريا إلى عشرة في المائة، يرحب بعضهم بموقف الحياد الذي اتخذوه خلال الأحداث الأخيرة، فيما يطالبهم آخرون بـ«الانضمام إلى الثورة السورية وممارسة دورهم التاريخي». أما الناشطون من المسيحيين في الحراك الشعبي فيؤكدون أن أبناء طائفتهم يشاركون بكثافة في الانتفاضة السورية.