الأمين المساعد لشؤون البيئة: عناصر الأمان في مفاعل بوشهر الإيراني غير متوفرة

عبد الله بن عقلة الهاشم لـ«الشرق الأوسط»: المفاعل قريب من الدول الخليجية وإحدى مضخاته حدثت فيها أضرار كبيرة

القاعة التي عقد القادة جلستهم الختامية فيها.. وفي الإطار د. عبد اللطيف الزياني (أ.ب)
TT

شددت دول الخليج في بيانها الختامي أمس للدورة 33 والتي عقدت في المنامة العاصمة البحرينية على ضرورة التزام إيران بالشفافية والوضوح والتعامل مع وكالة الطاقة النووية خاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي في منطقة بوشهر والذي يعد أكبر المخاطر التي تحيق بمنطقة دول الخليج العربي.

وجاء في البيان الختامي الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني أن دول الخليج تدعو إيران إلى الشفافية التامة حيال تشغيل مفاعلها النووي بوشهر والانضمام الفوري إلى اتفاقية السلامة النووية وتطبيق أعلى المعايير للسلامة في تلك المنشآت.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الله بن عقلة الهاشم الأمين العام المساعد لشؤون الإنسان والبيئة أن إيران حصلت في منتصف السبعينات على حق تشغيل 23 مفاعلا نوويا أيام حكم الشاه وقبل الثورة الخمينية وكان منها مفاعل بوشهر والذي تم بناؤه من قبل شركة ألمانية حتى بداية الثورة الخمينية ليتم إغلاقه، من ثم تم إعادة بنائه عام 1995 من قبل شركة روسية، مضيفا أن المخاوف المتزايدة لهذا المفاعل النووي لافتقاده لإجراءات الأمن والسلامة وانتهاء العمر الافتراضي له وهو ما يعتبر مؤشرا خطرا على كافة دول الخليج وإيران أيضا.

وقال الهاشم إنه على الرغم من تقديم الروس لبعض النصائح لإيران بعدم البناء في المفاعل بوشهر القديم إلا أن الحكومة الإيرانية أصرت أن يتم إكمال بناء ذلك المفاعل النووي ليبدأ التشغيل سبتمبر (أيلول) 2011 متأخرا لسنوات وهو ما عزاه الإيرانيون لأسباب فنية فيما الواقع يخالف الرواية التي أعلنت عنها الحكومة الإيرانية، مشيرا إلى أن المعلومات التي سربت من قبل علماء إيرانيين وكشفت عنها الوسائل الإعلامية تشير إلى أن إحدى المضخات حدثت بها أضرار كبيرة لقدم المفاعل النووي وافتقاره لأدنى درجات الأمن والسلامة.

وأضاف الهاشم أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تملك محطة نووية في طور التشغيل وليست طرفا في اتفاقية السلامة النووية التي تضم 75 دولة، وأقرت في أعقاب كارثة مفاعل تشرنوبيل عام 1986، إضافة إلى أن المفاعل يقع بالقرب من كل العواصم الخليجية وفيه أنشطة نووية ما بين 1000 و2000 ميغاواط وهي غير ملتزمة بالحد الأدنى لوسائل السلامة في حالة وقوع كارثة نووية، وأوضح الهاشم أن هنالك قلقا من ذلك المفاعل النووي خاصة أن هنالك تقارير نشرت من علماء إيرانيين يشيرون فيها إلى أن المفاعل يقع على منطقة زلازل وهو ما قد يسبب كارثة إنسانية واقتصادية وبيئية كبرى على العالم ودول الخليج وإيران بوجه الخصوص.

وشدد الهاشم على أن تلك التقارير التي نشرت تؤكد أن عناصر الأمن والأمان في مفاعل بوشهر غير متوفرة وأن أي تسرب من ملوثات بيئية سيكون مدمرا على دول المنطقة كافة إضافة إلى الأضرار الاقتصادية والبيئية والإنسانية، خاصة أن دول الخليج تعتمد بشكل كبير على المياه المحلاة من مياه الخليج العربي، إضافة إلى أن السحب التي تطلقها تلك المفاعلات النووية تؤثر بشكل كبير على البشر والكائنات الحية. وشدد الهاشم على ضرورة الشفافية العالية من قبل إيران بخصوص مفاعلاتها النووية وأن تنضم لوكالة الطاقة النووية ودراسة المؤثرات الزلزالية على المنطقة والتعامل بشكل كبير فيما يتعلق بالبيانات والإنذار المبكر لتعمل دول الخليج بجانب إيران للمساعدة في الحد من الخطر الذي يهدد المنطقة ككل. وعلى الرغم من أن دولا غربية تتهم إيران بأنها تسعى إلى اكتساب الوسائل اللازمة لصنع أسلحة نووية، فإنه اتهام تنفيه إيران، وتعتبر محطة بوشهر خطرا كبيرا فيما يتعلق بالانتشار النووي.