موسكو تنتظر الإبراهيمي السبت.. والمقداد يستبقه إليها

منسق هيئة التنسيق ينفي لـ «الشرق الأوسط» وجود اتفاق أميركي ـ روسي حول الأوضاع في سوريا

TT

بينما تنتظر العاصمة الروسية وصول الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي العربي إلى سوريا، لاستيضاح نتائج جولته ولقاءاته مع الأطراف السورية، قالت مصادر إن فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، وأحمد فاروق عرنوس، معاون الوزير، في طريقهما إلى موسكو في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، في حين نفى حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا، ما تداولته بعض وسائل الإعلام والصحف العربية والغربية، بشأن اتفاق أميركي - روسي، وأن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي يحمل معه مقترحا بتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، مع استمرار بشار الأسد الرئيس السوري في منصبه حتى انتهاء ولايته الرئاسية عام 2014، من دون أن يحق له الترشح مجددا.

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس أن الإبراهيمي سيصل إلى موسكو السبت المقبل لإجراء مباحثات، كما نقلت عنه وكالة أنباء «إيتارتاس»، بينما أشارت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» نقلا عن صحيفة «الزمان» إلى أن «المقداد سوف يطلب من موسكو استيضاحات تفصيلية وضمانات على المبادرة التي حملها الإبراهيمي إلى الرئيس بشار الأسد قبل ثلاثة أيام».

من جهة أخرى، أشار مراسل «روسيا اليوم» في دمشق إلى «أن أوساط المعارضة ترجح أن يجري الإبراهيمي اتصالات غير مباشرة مع قادة المعارضة المسلحة من أجل إحراز نوع من الهدنة سيمكنه من تطبيق أفكاره الجديدة»، وذكر المراسل: «أنه حتى هذه اللحظة لم يتم أي تسريب لأفكار الإبراهيمي هذه»، مرجحا أن المبعوث العربي الأممي يريد استكمال لقاءاته مع كل مكونات المعادلة السورية. وأضاف: «إن الإبراهيمي قد يطرح قبيل مغادرته، على الإدارة السورية ما يمكن أن يعتبر مجموعة من المبادئ الأولية لخطة مقبلة سيعمل عليها».

وفي غضون ذلك، نفى حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا، ما تداولته بعض وسائل الإعلام والصحف العربية والغربية، بشأن اتفاق أميركي - روسي، وأن الإبراهيمي يحمل معه مقترحا بتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، مع استمرار بشار الأسد الرئيس السوري في منصبه حتى انتهاء ولايته الرئاسية عام 2014، من دون أن يحق له الترشح مجددا.

ويقول عبد العظيم، إن «هيئة التنسيق عولت في اجتماعاتها مع الموفد العربي والأممي إلى سوريا، على مواصلة جهوده لإيجاد صيغة وحل توافقي بين القطبين الرئيسيين الأميركي والروسي، وعلى القوى الإقليمية بين تركيا وإيران، وعلى القوى العربية في المملكة العربية السعودية وقطر، من أجل وقف العنف الدائر في البلاد».

وقال حسن عبد العظيم في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «خلال لقاء هيئة التنسيق مع الإبراهيمي أول من أمس (الثلاثاء)، نفى الإبراهيمي ما نشرته إحدى الصحف الفرنسية، بشأن اتفاق روسي - أميركي نص على حل سياسي بشأن سوريا»، مؤكدا أن «الروس والأميركان لم يتوصلا حتى الآن إلى إيجاد صيغة مشتركة بشأن إخراج سوريا من دائر العنف».

ومن المتوقع عقد اجتماع في العاصمة المصرية القاهرة يجمع الائتلاف الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية، وبحضور الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية والهيئة الكردية العليا والمنبر الديمقراطي وقيادات الجيش الحر، لتوحيد الجهود الثورية ضد النظام السوري. وسوف يتبنى الاجتماع الخطوط الأساسية لإيجاد صيغة مشتركة ورؤية سياسية موحدة لكافة الفصائل المعارضة السورية، إلى جانب استكمال وثائق مؤتمر القاهرة الذي عقد في يوليو (تموز) الماضي، ووقعت في نهايته تيارات المعارضة المختلفة على وثيقتي «العهد الوطني» التي تحدد شكل الدولة بعد سقوط النظام ومشروع المرحلة الانتقالية الذي يؤكد على رحيل النظام وأركانه ونقل السلطة بعملية سياسية.

وأضاف المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا: «نحن عرضنا على الائتلاف عقد اجتماع في القاهرة يضم جميع كيانات المعارضة في الداخل والخارج وبحضور عربي ودولي بهدف التعاون والتحالف، ولبلورة رؤية مشتركة لتحقيق أهداف الثورة المنصوص عليها في وثائق القاهرة، وما زلنا بانتظار موافقة الائتلاف الوطني السوري». ويبرز الخلاف بين المعارضة الداخلية (هيئة التنسيق) والائتلاف الوطني الممثل الشرعي للشعب السوري، وكما أقر في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري بمراكش في منتصف الشهر الحالي، حول تسليح المعارضين في الداخل، وهذا ما ترفضه هيئة التنسيق، وكذلك هي لا تزال تنظر إلى إيران على أنها صديقة الشعب السوري، وترى أيضا أن روسيا غير متورطة في دعم الرئيس السوري بشار الأسد.

من جانبه، قال وليد البني الناطق الرسمي باسم الائتلاف السوري لـ«الشرق الأوسط» إن «هيئة التنسيق لا تؤمن بالجيش الحر ولا تدين روسيا وإيران بسبب دعمها للأسد». وتقر وثائق القاهرة دعم الجيش السوري الحر بالأسلحة الثقيلة لتمكينه من الدفاع عن الشعب، خاصة في ظل تصعيد العمليات العسكرية للنظام السوري، وكذلك المطالبة بمنطقة حظر جوى وتحديد ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة، ويدين الائتلاف الممثل الشرعي للشعب السوري كلا من روسيا وإيران، ويعتبرهما مسؤولتين عن إراقة الدم السوري بدعمهما للنظام سياسيا وعسكريا. وسبق للائتلاف الوطني السوري في نهاية الشهر الماضي، دعوة البعض من أمناء أحزاب في هيئة التنسيق، وعلى رأس الوفد حسن عبد العظيم، للمشاركة والانضمام إلى الائتلاف السوري في القاهرة؛ إلا أن الجهود التفاوض بين الطرفين لم تثمر عن التقارب في وجهات النظر والعمل بآلية موحدة.