اليمن: مجهولون يحاولون اقتحام البنك المركزي في صنعاء

محللون: النظام المنهار بشقيه يقف وراء الاغتيالات

جندي يمني يقف بجانب مقر البنك المركزي في صنعاء
TT

قالت مصادر يمنية متطابقة إن مسلحين مجهولين حاولوا، فجر أمس، اقتحام البنك المركزي اليمني من إحدى بواباته بالقوة المسلحة، في حين أقر مجلس النواب اليمني استدعاء وزيري الدفاع والداخلية لمساءلتهما بشأن الانفلات الأمني وسلسلة الاغتيالات التي تشهدها البلاد.

وذكرت المصادر أن مسلحين يستقلون سيارتين حاولوا اقتحام البنك المركزي اليمني من البوابة الجنوبية والدخول عنوة مع ساعات الفجر الأولى واصطدموا بحراسة البوابة مما اضطرهم إلى إطلاق النار وإصابة أحد الجنود في قدميه بعدة طلقات نارية أسعف على إثرها إلى المستشفى، ووصف مراقبون هذا التطور بالخطير، خصوصا أن البنك المركزي وإبان الأزمة والاحتجاجات التي كانت تطالب برحيل نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح كانت تحرسه قوات عسكرية خاصة معززة بالمصفحات، بينما تقتصر حراسته، حاليا، على بضعة عشرات من جنود حراسة المنشآت وبأسلحتهم الشخصية فقط.

وفي سياق الانفلات الأمني الحاصل في اليمن، اغتال مسلحان مجهولان، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، الشاب عبد الله عوض العاجم (25 عاما) في مدينة غيل باوزير بمحافظة حضرموت بجنوب شرقي البلاد، وقال شهود عيان إن المسلحين كانا يستقلان دراجة نارية وإنهما أطلقا أربع رصاصات على الشاب في صدره وتوفي على الفور، والشاب الصريع هو نجل المسؤول الثاني في الاستخبارات العسكرية بمحافظة حضرموت، عوض العاجم، الذي اغتيل في الـ2 من ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، في نفس المدينة وبذات الأسلوب ولم يعثر على قتلته حتى اللحظة.

وحظيت التطورات الأمنية على الساحة اليمنية باهتمام مجلس النواب (البرلمان) الذي أقر، عقب جلسة برلمانية لمناقشة الاختلالات الأمنية وأعمال الاغتيالات، استدعاء وزيري الدفاع والداخلية، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، واللواء الركن عبد القادر قحطان، وكل المسؤولين في الأجهزة الأمنية المختصة، وذلك لمساءلتهم، السبت المقبل، بشأن «الاختلالات الأمنية والاغتيالات وتقديم إيضاحات بشأنها والإجراءات المتخذة حيال ذلك»، وأكدت النقاشات تحت قبة البرلمان على «ضرورة رفع درجة اليقظة والوعي لدى الأجهزة العسكرية والأمنية والمواطنين عامة واستيعاب مدلولاتها المختلفة»، وعلى التعاون بين المواطنين وأجهزة الأمن، «ومنها الأمن القومي والأمن السياسي والاستخبارات العسكرية والبحث الجنائي وغيرها من الأجهزة العسكرية والأمنية في سبيل كشف الجريمة قبل وقوعها ومحاربة الجريمة بالاستناد إلى القوانين والأنظمة النافذة ذات الصلة ومنع المظاهر المسلحة بكل أشكالها والحفاظ على أمن واستقرار اليمن ووحدته».

وتتعدد الحالات الأمنية في اليمن في ضوء الانفلات الأمني، حيث تواجه السلطات اليمنية جبهة الحرب على الإرهاب وأنشطة تنظيم القاعدة الذي ينشط في أكثر من محافظة يمنية وتنسب إليه معظم حالات الاغتيالات الحالية، غير أن الكاتب والباحث اليمني عبد الباري طاهر يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الاغتيالات الراهنة هي مظهر من مظاهر انهيار النظام القديم برأسيه المنشق والأساس، وأنهما يقفان وراء هذه الاغتيالات لأنها تترك فرصة لكل طرف ليرمي التهمة على الآخر، فليس من المعقول أن يقتل أكثر من 70 جنديا في ميدان السبعين ويتعرض وزير الدفاع لمحاولة اغتيال كبيرة في قلب العاصمة وأمام مجلس الوزراء وهناك حراسات وفي موقع يستحيل أن تتم فيه محاولة اغتيال إلا في ظل التفلت الأمني».

ويؤكد طاهر، وهو نقيب سابق للصحافيين اليمنيين، أن «النظام المنهار (السابق) يقوم بهذه الاغتيالات ويزرع الحروب القبلية من أجل إعاقة الحل السياسي وإعاقة بناء يمن ديمقراطي موحد وآمن»، ويردف أن هذه «الأطراف المتصارعة التي حكمت اليمن بالحديد والنار وبالاغتيالات وبالقتل منذ بداية عهدها عام 1978، وحتى الآن وهي تحكم اليمن بهذه الصيغة». وشوهدت في صنعاء أمس حملات أمنية واسعة النطاق يقوم بها الأمن العام في مختلف الشوارع والطرقات، وتقوم تلك الحملات بالتدقيق في الهويات وبتفتيش بعض السيارات.