مجزرة في القحطانية بالرقة.. و«الحر» يطلق عملية «تحرير معرة النعمان»

قتلى الثورة تجاوزوا الـ45 ألفا.. والمعتقلون 234 ألفا بينهم 6000 امرأة

عنصر من «الجيش الحر» في جولة مراقبة على أحد الخطوط الأمامية في مدينة حلب أمس (رويترز)
TT

تصدرت مدينة القحطانية في محافظة الرقة السورية واجهة التطورات الميدانية أمس، إذ أعلنت المعارضة السورية أن القوات النظامية ارتكبت مجزرة في المدينة ذهب ضحيتها 20 شخصا، في حين بث الناشطون مقطع فيديو على شبكة الإنترنت يظهر مقاتلين معارضين يقصفون المدرج العسكري في مطار دمشق الدولي بصواريخ أرض/أرض، بالتزامن مع إعلان الجيش السوري الحر سيطرته على مواقع عسكرية واستراتيجية تابعة للقوات النظامية في حلب.

وفي حين أعلنت لجان التنسيق المحلية مقتل ما يزيد على مائة شخص، بينهم 27 طفلا و13 امرأة في أنحاء متفرقة من سوريا، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن حصيلة قتلى النزاع السوري المستمر منذ منتصف مارس (آذار) 2011 ارتفعت إلى أكثر من 45 ألف شخص.

وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن من بين هؤلاء 31 ألفا و544 مدنيا، لافتا إلى أن هذه الأعداد «هي التي تمكنا من توثيقها، والأكيد أن الأرقام الفعلية هي أعلى بسبب عدم معرفتنا بمصير الآلاف من المفقودين داخل المعتقلات السورية من مدنيين وعسكريين». بينما تقدر مصادر المعارضة عدد المعتقلين بـ234 ألف معتقل، بينهم 6 آلاف امرأة.

وأفاد ناشطون بسقوط 20 قتيلا على الأقل، أغلبهم من النساء والأطفال، في قصف مدفعي على مزارع بلدة القحطانية بمحافظة الرقة، في حين ذكرت لجان التنسيق المحلية أن القصف المدفعي لبلدة القحطانية أسفر عن مقتل 21 طفلا و3 سيدات، بالإضافة إلى عشرات الجرحى. وأظهر شريط فيديو، التقطه ناشطون وبثه المرصد على موقع «يوتيوب»، عددا من الجثث، بعضها لأطفال، بدت عليها بقع دماء في غرفة لم يحدد مكانها، ووضعت على بعض هذه الجثث أغطية بيضاء وغطيت أخرى ببطانيات، بينما بدا شخص برداء أبيض يقوم بتغطية جثث أخرى.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الضحايا هم من المزارعين، وأضاف: «لا يوجد مقاتلون من أي مجموعات منظمة من المقاتلين في هذه المنطقة، الشهداء هم مجرد مزارعين». في المقابل، قالت وكالة الأخبار الرسمية السورية (سانا) إن «مجموعة إرهابية مسلحة اعتدت على الأهالي في قرية القحطانية (غرب مدينة الرقة) وارتكبت أعمال قتل وتخريب، مما أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين، بينهم أطفال ونساء». وذكر مصدر مسؤول لـ«سانا» أنه «على أثر ذلك، اشتبكت وحدة من قواتنا المسلحة مع المجموعة الإرهابية وأوقعت في صفوفها عددا من القتلى والإصابات».

في هذا الوقت، أعلن الجيش السوري تقدمه في حلب، مؤكدا سيطرته على مواقع عسكرية واستراتيجية، في حين قال المركز الإعلامي السوري إن «الجيش الحر» قصف ثلاث مروحيات كانت مرابطة في مطار منغ العسكري بريف حلب، وأحرق دبابة في محيط المطار. وقالت مصادر «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن الكتائب المعارضة «تحاصر عددا من مواقع القوات النظامية الاستراتيجية في حلب، منها مطار منغ العسكري، فضلا عن ثكنات عسكرية»، مشيرة إلى أن «مواقع القوات النظامية تتهاوى واحدة تلو الأخرى بسبب افتقادها للذخيرة». وقالت المصادر إن «الجيش الحر» تقدم أمس «باتجاه المواقع العسكرية المحيطة بمطار منغ في ريف حلب، حيث شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة تخللها قصف بالمدفعية الثقيلة». وأضافت المصادر أن «السيطرة على ريف حلب كاملا باتت قريبة جدا»، لافتة إلى أن القوات النظامية «لا تسيطر على أكثر من 15% من المنطقة، وهي عاجزة عن التقدم وتحولت إلى موقع الدفاع بدل الهجوم». وأشارت إلى أن «القصف الجوي أطال عمر بقائها، في حين تشهد تلك المواقع انشقاقات مستمرة».

في هذا الوقت، أفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع اشتباكات عنيفة في محيط المطار الدولي في المدينة، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة السفيرة في ريف المدينة، الذي شهدت بعض بلداته عملية انتخاب مجالس محلية بغية إدارة شؤونها. كما ذكرت أن منطقة قبطان الجبل في ريف حلب تعرضت لقصف مدفعي عنيف.

إلى ذلك، أعلن «الجيش الحر» إطلاقه معركة تحرير معرة النعمان في ريف إدلب، مطلقا على العملية اسم «البنيان المرصوص». وأفاد ناشطون باشتباكات عنيفة وقعت في معرة النعمان، منها استهداف «الجيش الحر» حاجز وادي الضيف في المنطقة بالصواريخ، كما تظهر صور، بثها ناشطون على الإنترنت، حشودا من القوات المعارضة تستعد لبدء المعركة، في حين أفادت قناة «الإخبارية» السورية بتفكيك عبوة ناسفة بوزن 25 كلغ على طريق إدلب - المسطومة.

وأفاد المرصد السوري بوقوع اشتباكات، وصفها بالأعنف من أشهر، في محاولة للسيطرة على ريف معرة النعمان، مشيرا إلى استمرار الاشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف وحاجز الحامدية وعين قريع وحاجز الزعلانة.

وفي دمشق وريفها، أعلنت «سرايا المهام الخاصة» و«كتيبة حمزة بن عبد المطلب» التابعتان لـ«الجبهة الإسلامية السورية» المعارضة بالاشتراك مع «جند التوحيد والسنة في الشام»، ضرب المهبط العسكري في مطار دمشق الدولي بصواريخ أرض/أرض.

بموازاة ذلك، أفاد ناشطون باندلاع اشتباكات في حي تشرين بدمشق، حيث قال ناشطون إن المعارضة المسلحة سيطرت على 3 حواجز للقوات الحكومية، في وقت شهد حي التضامن قصفا واشتباكات. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين تجددت بعد أيام من توقفها، مشيرا إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط مدينة داريا، التي اتهمت مواقع الثورة السورية القوات النظامية بتنفيذ إعدامات ميدانية ضد مدنيين فيها، مشيرة إلى إعدام 14 شخصا على حاجز عسكري.

وقال ناشطون إن أصوات انفجارات قوية سمعت من جهة المتحلق الجنوبي في دمشق، كما هزت عدة انفجارات منطقة مشروع دمر بالتزامن مع إطلاق رصاص كثيف. وذكرت شبكة «شام» الإخبارية أن قوات النظام اقتحمت حي العمارة بالعاصمة وسط انتشار أمني كثيف في شارع الملك فيصل وحي السادات، لافتة إلى أن القصف تجدد بالمدفعية الثقيلة على مدينة داريا بالتزامن مع توافد تعزيزات جديدة لقوات النظام إلى محيط المدينة.

بدورها، أفادت شبكة «سوريا مباشر» بوقوع معارك في بلدات ريف دمشق، لافتة إلى قصف الزبداني بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والهاون. في غضون ذلك، أفادت «شبكة شام» بتجدد القصف المدفعي الثقيل على بلدة تسيل بريف درعا، بينما أفادت لجان التنسيق بمقتل ثمانية مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، في قصف مدفعي على بلدة طفس بدرعا. هذا، وأفاد ناشطون بتعرض حي بعلبة في حمص لقصف مدفعي عنيف وراجمات الصواريخ، بينما قال «الجيش الحر» إنه هاجم أمس مقر «الشركة الروسية» بمنطقة توينان في حمص، التي يتخذها من يوصفون بالشبيحة مقرا لهم.

وفي ريف حماه، تحدث ناشطون عن قصف مدفعي استهدف بلدة مورك التي استولى عليها «الجيش الحر»، وقرية جرجيسة. في هذا الوقت، أعلن «الجيش الحر» أن غنائمه من القوات النظامية منذ بدء المعارك حتى هذا الشهر بلغت 190 دبابة من مختلف الطرازات روسية الصنع، و160 عربة «بي إم بي» و40 «بي تي آر».