مصادر لـ «الشرق الأوسط»: المالكي يشكل لجنة من المقربين منه لبحث صفقة أسلحة جديدة مع روسيا

مستشار لرئيس الوزراء ينفي أن يكون بين أعضائها منتمون إلى حزب الدعوة

TT

كشف مصدر خاص بـ«الشرق الأوسط» أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي شكل لجنة جديدة للتفاوض مع روسيا حول إبرام صفقة أسلحة للعراق، بعد انكشاف فضيحة العمولات في الصفقة السابقة التي أشارت مصادر عراقية إلى تورط عدد من المقربين منه فيها والتي أحالت لجنة برلمانية للتحقيق فيها ملفها إلى هيئة النزاهة والإدعاء العام.

وقال المصدر الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه، إن المالكي بدل أن يعالج تداعيات الفضيحة التي تسبب بها المقربون منه بصفقة الأسلحة الروسية التي أثارت الرأي العام المحلي، أوعز بتشكيل لجنة جميع أعضائها من الشيعة ومعظمهم من حزب الدعوة وجلهم من المقربين من المالكي تحديدا، وهذا بحد ذاته يثير الكثير من الشكوك في ظل استمرار الفضيحة السابقة وعدم وضوح أي إجراءات ضد من تسببوا بها. وأضاف المصدر: إن «اللجنة تضم عددا من كبار المستشارين والمقربين من المالكي وهم فالح فياض مستشار الأمن الوطني والفريق الأول الركن عبود كنبر هاشم معاون رئيس الأركان للعمليات والفريق الأول الركن طالب شغاتي مشاري رئيس جهاز مكافحة الإرهاب والفريق الركن حامد عطية خوين قائد طيران الجيش والفريق فاضل عباس مهدي المستشار القانوني في مكتب القائد العام واللواء الركن مهندس هادي عذاب سلمان مدير الهندسة العسكرية واللواء الركن بهاء حسين عبد مدير المشاة وعبد الزهرة شهاب عبد مدير عام الموازنة والبرامج في وزارة الدفاع واللواء الركن مهندس مؤيد عبد الرضا عبيد معاون قائد الدفاع الجوي والعميد عبد الكريم أحمد محمد من قيادة طيران الجيش والعميد مهندس مازن محسن حسن من قيادة طيران الجيش والعميد الركن جمال مزعل طاهر من مديرية الاستخبارات العسكرية والمهندس خالد محمد مردان المديرية العامة للتسليح والتجهيز وعصام عبد الكريم نجم كزار من المديرية العامة للتسليح والتجهيز وأشرف نزار سعد مدير مكتب مستشار الأمن الوطني».

وقال المصدر: «من خلال التحقق من الأسماء يتبين أن جميع هؤلاء على الرغم من أن البعض منهم يحتلون مناصب عسكرية بالدولة وبمختلف الصنوف العسكرية، لكنهم من المقربين من المالكي، أو المحسوبين عليه، في حين أنه بعد الفضيحة التي انكشفت كان يفترض من رئيس الوزراء أن يرسل لجنة محايدة ومن ممثلي جميع المكونات ليؤكد للعراقيين أنه لا مصلحة له أو لحزبه أو طائفته من هذه الصفقة، بل إنها من أجل العراق».

لكن علي الموسوي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء، نفى وجود «أي واحد من الأسماء الواردة في اللجنة المذكورة ينتمي إلى حزب الدعوة». وقال الموسوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأسماء الواردة ليس فيها شخص من حزب الدعوة وأنهم يعرفون ذلك جيدا» مشيرا إلى أن «غالبية هؤلاء يحملون عناوين وظيفية مختلفة في المؤسسة العسكرية وهم بعيدون عن رئيس الوزراء نوري المالكي». واعتبر أن «مسألة كونهم شيعة أم سنة أم عربا أم كردا فنحن هنا لا ننظر إلى الهوية الطائفية أو العرقية للمسؤول بقدر صلته بعمله، وبالتالي فإنه بافتراض أن هذه الأسماء صحيحة فإنه لم يتم اختيارهم بناء على عنوان طائفي بل عنوان وظيفي وسوف يتحملون مسؤولية عملهم».

وتابع الموسوي «أن الوفد الجديد الذي يتفاوض بشأن الأسلحة الروسية يضم شيعة وسنة وأكرادا»، مشيرا إلى أنه «ليس القصد من ذلك هو التشكيل على أساس المحاصصة وإنما هذه هي طبيعة المجتمع العراقي وتنوعه».