نداءات لإغاثة 400 مريض نفسي محاصرين في أحد مستشفيات حلب

ناشطون: يفتقدون الماء والطعام والدواء ويعكسون جزءا من الوضع الكارثي

TT

وجه ناشطون سوريون نداء استغاثة لجميع الجهات المحلية والدولية لإنقاذ أكثر من 400 مريض محتجزين في «مشفى ابن خلدون» للأمراض العقلية في مدينة حلب. ونقل الناشطون عن طبيب مقيم في المشفى رسالة وجهها أمس، قال فيها: «ناشدت إغاثة الجوامع، وإغاثة الكنائس، ومديرية الصحة، ووزارة الصحة، والجيش السوري، والجيش الحر، وجبهة النصرة، والمحافظ، وأمة لا إله إلا الله.. لتأمين صهريج ماء للشرب، من أجل أربعمائة إنسان ساقتهم الأقدار ليصابوا بالفصام، وليحتجزوا في أقبية المشفى دون ماء ولا طعام ولا كهرباء ولا دواء.. بسبب صراع تافه بين كل من لا يفكر إلا بنفسه». و«مشفى ابن خلدون» الواقع بمنطقة الباب في حي الدويرينة الذي يأخذ اسمه منها لدى العامة، يقع على طريق المسلمية، التي تعد من المناطق الساخنة التي تشهد اشتباكات بشكل دائم، مع حصار خانق في ظل انقطاع الماء والكهرباء والدواء، مما زاد في معاناة المرضى النفسيين في المشفى، الذين حرموا من الماء والكهرباء والأدوية، علما بأنها من الأدوية الضرورية التي لا تحتمل التأخير. وأكد ناشطون أن المشفى مهمل منذ بداية الأحداث في مدينة حلب، وتضاعفت أزمته والمعاناة الإنسانية فيه جراء تعرضه للقصف المدفعي والجوي. ويظهر مقطع فيديو بثه ناشطون أمس على شبكة الإنترنت حجم الضرر البالغ والدمار الذي أصاب مبنى المشفى. وقال الناشط خالد الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: «لم تبق جهة إلا ناشدناها لإنقاذ المرضى، ولكن دون جدوى. والآن نناشد أهالي المرضى لإنقاذ أبنائهم من هذا الجحيم، أكثر من 400 مريض في القبو حيث لا ماء ولا كهرباء ولا طعام ولا دواء، يعيشون وضعا إنسانيا كارثيا». وتعيش مدينة حلب حالة معيشية وإنسانية متردية للغاية، حيث يؤكد الناشط خالد الحلبي أن «المياه مقطوعة عن بعض المناطق منذ أسبوع، مع استمرار لأزمة الطحين والخبز والوقود والكهرباء.. وأمس وصل سعر لتر البنزين حدا قياسيا مع تجاوز سعره 300 ليرة، أي بارتفاع خمسة أضعاف». وأضاف: «هناك مساعدات طحين بكميات محدودة تدخل من تركيا، إلا أن عملية نقلها وإيصالها إلى الداخل مكلفة ماليا، كما تسيطر الفوضى على توزيعها، مما يجعل الأزمة تستمر بل وتزيد أكثر وأكثر، فمعظم الريف لا تصل إليه من تلك المساعدات ما يسد الرمق». من جانب آخر، ناشد ناشطون في حلب المنظمات الدولية لإنقاذ سكان حلب، وقالوا في نداء وجه عبر صفحات الإنترنت: «بعد أزمات الكهرباء والخبز والطحين والغاز، أطلت أزمة جديدة أخذت تعصف بسكان مدينة حلب؛ وهي أزمة المياه». وأكدوا أن «المياه داخل السكن الجامعي مقطوعة منذ أكثر من ثلاثة أيام، وفي بعض المناطق الأخرى مقطوعة منذ سبعة أيام متواصلة، وصار من الطبيعي جدا مشهد الأهالي الذين يحملون البراميل في الشوارع بحثا عن مياه للشرب».