بحثا عن مستقبل أفضل في أوروبا يخاطر الأفارقة بحياتهم

الرحلة تعد بمثابة الذهاب إلى الحرب.. والبقاء للأقوى

TT

بعد رحلة محفوفة بالمخاطر عبر خمسة بلدان أفريقية، وصل أولواسيجون مؤخرا إلى إسبانيا ليكتشف أن ربع القوة العاملة من دون عمل وأن الناس يصطفون أمام مقاصف الجمعيات الخيرية وأن أناسا كانوا في وقت من الأوقات ينتمون للطبقة الوسطى يشحذون في الشوارع.

وقال أولواسيجون لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في ضاحية بارلا بمدريد: «لو كنت أعلم أن الوضع في إسبانيا سيكون هكذا لكنت قد بقيت في نيجيريا».

ويشاركه في تجربته آلاف آخرون من غرب ووسط أفريقيا، والذين يعتقدون - حتى لو كانت لديهم فكرة غير واضحة عن أن أوروبا لم تعد غنية كما كانت من قبل - أن الحياة هناك لا يمكن أن تكون أسوأ مما هي عليه في أوطانهم.

ويقول أنتومي تواسيجي، رئيس المركز الأفريقي بمدريد: «السماع عن قصة نجاح واحدة فقط لأحد (المهاجرين الأفارقة) يحفزهم على مغادرة أوطانهم».

ويقول ميجيل جارسيا من الصليب الأحمر في مدينة قادش، إن هناك زيادة في أعداد الأفارقة الذين يعبرون مضيق جبل طارق إلى إسبانيا.

وفي عام 2011 كان الصليب الأحمر يعتني بـ650 شخصا من المهاجرين الوافدين إلى المنطقة. أما هذا العام فقد ارتفع العدد إلى نحو 1070 حتى الآن.

الأمر لا يتعلق فقط بنزوح مزيد من الأفارقة إلى إسبانيا، لكن هؤلاء الأفارقة يبدو عليهم اليأس بشكل متزايد.

ويقول أنطونيو فرنانديز، متخصص الإنقاذ في الصليب الأحمر: «إنهم يشترون قوارب صغيرة وينفخونها ويحشرون عددا كبيرا من الناس بداخلها وينطلقون بها في البحر، حيث يمكن أن تضرب قواربهم الضعيفة تيارات وعواصف أو موجات تتسبب بها الناقلات».

واعتقل أولواسيجون واصطحب إلى إقليم سبتة الإسباني. وقام الصليب الأحمر بإطعامه ووضع في مركز يشبه السجن وهو مخصص للمهاجرين غير الشرعيين في ميناء الجزيرة الخضراء، وأخيرا تم وضعه على متن حافلة متجهة إلى مدريد.

يقول أولواسيجون: «تعد هذه الرحلة البحرية بمثابة الذهاب إلى الحرب.. البقاء للأقوى فقط».