رموز الحسكة يبحثون سبل حماية السلم الأهلي وتوحيد القوى العسكرية

المسلط لـ«الشرق الأوسط»: سنقف بوجه أي رصاصة موجهة إلى «الجيش الحر»

TT

توافق أكثر من 180 شخصية يمثلون شريحة واسعة من أبناء محافظة الحسكة، على «توحيد كافة التشكيلات الثورية المسلحة المؤمنة ببناء الدولة الديمقراطية التعددية بشكل تشاركي في المجلس العسكري الثوري لمحافظة الحسكة، من خلال فتح باب التطوع لجميع أبناءها وتسليحهم». وأكدوا أن «أي اعتداء على عناصر (الجيش السوري الحر) في الحسكة يعتبر اعتداء على الثورة بكافة رموزها»، وذلك غداة اشتباكات وإشكالات شهدتها محافظة الحسكة، وتحديدا مدينة رأس العين، بين عناصر من «الجيش الحر» وأحد الفصائل الكردية المسلحة التابع لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» (القريب من حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا).

وقال الشيخ سالم المسلط، عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وعضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط» إن «المؤتمرين شددوا على أن الثورة السورية هي ثورة ضد النظام، لكن أن يحصل اقتتال بين أطراف عدة فهذا نعتبره فتنة»، موضحا أن الهدف من المؤتمر الذي عقد على مدى يومين «هو حفظ أمن محافظة الحسكة وسلامة أولادها».

وترأس المسلط بتكليف من الائتلاف المعارض والمجلس الوطني تنظيم ورئاسة «المؤتمر الوطني لمحافظة الحسكة»، تحت عنوان «الحسكة رسالة محبة وسلام»، حيث استضافته مدينة أورفا التركية في 23 و24 من الشهر الجاري، تلبية لدعوة مجلس القبائل السورية. وشارك في المؤتمر، وفق بيانه الختامي، ممثلون عن «شريحة واسعة من أبناء محافظة الحسكة بمختلف مكوناتها؛ من عرب وكرد وآشوريين وسريان، ومسلمين ومسيحيين وشيشيان ويزيدين».

وفي حين أفرد المجتمعون جلسة لمناقشة مسائل «تتعلق بمواضيع السلم الأهلي»، تطرقوا خلالها لمستجدات الوضع الراهن بمدينة رأس العين وما يعتريه من عوائق وإشكالات، أشار المسلط إلى أن «أحد أعضاء المجلس الوطني الكردي شارك في الاجتماع، ولكن بصفته الشخصية»، موضحا أن «المشكلة هي مع فصيل (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) المسلح، الذي واجه (الجيش الحر) أثناء دخوله لتحرير مدينة رأس العين».

وقال المسلط إن «قيادة هذا الفصيل ليست داخل سوريا وفق ما سمعناه من مصادر كردية عدة، وليست في إقليم كردستان؛ لأننا قابلنا رئيسه مسعود بارزاني الذي أكد الحرص على العلاقات العربية - الكردية»، مؤكدا «رفضنا لحدوث أي إشكالات تمس بأمن دول مجاورة، ولا يمكننا أن نقف مع أي فصيل ضد تركيا». وشدد المسلط على أن «أي رصاصة موجهة إلى (الجيش الحر) نعتبرها رصاصة موجهة ضد الثورة، وسنقف جميعا بوجهها»، لافتا إلى أن «هدفنا نزع فتيل الفتنة وإسقاط النظام السوري وداعميه».

ونصت الوثيقة الختامية الصادرة عن المؤتمر، إضافة إلى توحيد التشكيلات العسكرية وتحريم الاعتداء على «الجيش الحر»، على أن «يقوم المجلس العسكري الثوري المشترك بتأمين كافة المراكز الحكومية والمنشآت الاقتصادية، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وضمان السلم الأهلي والأمن الاجتماعي». وطالبت «كل القوى الثورية الداعمة للثورة السورية والمؤمنة بأهدافها بتقديم كافة أشكال الدعم اللازم للمجلس العسكري الثوري في الحسكة»، على أن تتولى «لجنة من أصحاب الخبرة والاختصاص إدارة صندوق إغاثي سيتم إنشاؤه لتلبية الاحتياجات الماسة والضرورية».

وأوضح المسلط أن «لجنة متابعة انبثقت عن المؤتمر لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ووضع الآليات اللازمة لذلك»، إضافة إلى «تشكيل مجلس مدني مؤقت من أبناء المحافظة المشهود لهم بالتزام الخط الثوري، وحسن الدراية والسلوك، والمهنية العالية لإدارة شؤون المحافظة بكافة جوانبها».

وقال إنه «تم كذلك تشكيل لجنة متابعة خاصة بمدينة رأس العين، على أن تعقد لقاءات أخرى لاستكمال ما تم التوافق عليه». ولفت إلى أنه سيتم «توقيع ميثاق الشرف الوطني لأبناء الجزيرة السورية»، الذي يحرم سفك دم عربي على يد كردي وبالعكس، في اجتماعات مقبلة تحضرها الأطراف المعنية كافة.