ناشط سوري ينشر حوارا مثيرا مع جهاد مقدسي عبر «تويتر»

المحادثة تظهر «ميولا» انشقاقية منذ يوليو الماضي.. وجراح لا يستبعد وجوده في أميركا

TT

قام الناشط والمعارض السوري رامي جراح بنشر صورة لمحادثة دارت بينه وبين المتحدث باسم الخارجية السورية المنشق جهاد مقدسي عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي في يوليو (تموز) الماضي، ومن بين سطور كلمات المتحدث المنشق، يتضح ضيقه الشديد مما آلت إليه الأوضاع في سوريا، وميله إلى الانشقاق، وإن كان لا يرى جهة صالحة للانضمام إليها من بين أطياف المعارضة السورية. لم يستبعد جراح، الذي سبق أن تم اعتقاله في السجون السورية، خبر رحيل مقدسي إلى الولايات المتحدة، أو عقد صفقة مع الأميركيين خلال زيارته الأخيرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لنيويورك للمشاركة في افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبدأ الشارع السوري يتحدث عنه. وأضاف جراح لـ«الشرق الأوسط» أن «جهاد مقدسي رجل دبلوماسي، ويستطيع إقامة علاقات مع الآخرين»، لكن جراح لم يستبعد أيضا احتمالية وجود مقدسي في دمشق، كلعبة سياسية ودبلوماسية من النظام السوري ليثبت العكس للمجتمع الدولي ويثبت خبر إجازته التي تستغرق ثلاثة أشهر. وأوضح جراح أنه - من خلال تبادل الرسائل بينه وبين مقدسي - لمح تعاطفه مع الثورة الشعبية ضد النظام، واقتناعه أن بشار الأسد راحل عاجلا أم آجلا ولا إمكانية لبقائه في سوريا بعد كل ما حدث من سفك لدماء الأبرياء والدمار الذي لحق بسوريا. وأضاف: «بوصفي معارضا وجهاد مع النظام، كنت أشرح له إمكانية أن يكون في المعارضة السورية، التي لم يكن مقتنعا بها حينذاك.. ولكن عرضت عليه الكثير من الجهات المعارضة للانضمام إليها». وكان المقدسي برسائله عبر «توتير» يشير لـ«بطولات الشعب السوري» التي لا تخفى على أحد، و«مواقفه الوطنية ضد النظام السوري»، كما أظهر مقدسي عدم تمسكه بفكرة البقاء مع النظام، وكان يعتبر نفسه رجلا دبلوماسيا ليس إلا، وأشار إلى عدم علاقته بما يحدث من قتل ودمار، قائلا: «أنا أقوم بعمل دبلوماسي». يذكر أن تاريخ المحادثة الأخيرة بين جراح ومقدسي، وهو 21 يوليو الماضي، يقع بين حدثين مهمين في الأزمة السورية؛ أولهما انفجار مبنى الأمن القومي بدمشق يوم 18 يوليو خلال اجتماع قادة خلية الأزمة، الذي أسفر عن مصرع عدد من أبرز قيادات النظام السوري. وأعقب تاريخ المحادثة أيضا ما وصف بأنه «زلة اللسان» الشهيرة لمقدسي حول الأسلحة الكيماوية، حين قال إن النظام السوري لن يستخدم أسلحته الكيماوية أبدا ضد أبناء شعبه، وهو ما تم اعتباره أول اعتراف رسمي من نوعه بامتلاك النظام السوري ذلك النوع من السلاح، مما أثار ردود فعل دولية موسعة منذ ذلك الحين، لم تهدأ حتى اليوم.