الإبراهيمي يدعو إلى حكومة انتقالية بـ«صلاحيات كاملة» أو قرار «ملزم» من مجلس الأمن

حراك دبلوماسي في موسكو.. وروسيا تنفي وجود «خطة» مشتركة مع أميركا لحل النزاع

المبعوث الاممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في مؤتمر صحافي في دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما تشهد موسكو حراكا دبلوماسيا متزايدا لحل الأزمة السورية، دعا الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي أمس إلى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لحين إجراء انتخابات، مؤكدا على وجوب أن يكون التغيير «حقيقيا».. ولم يوضح الإبراهيمي ما سيكون عليه مصير الرئيس السوري بشار الأسد نتيجة هذا «التغيير»، فيما نفت موسكو التي تستقبل الإبراهيمي السبت، وجود خطة مشتركة أميركية روسية للحل في سوريا.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرته دمشق متوجها إلى بيروت أمس: «إن الوضع في سوريا يشكل خطرا كبيرا؛ ليس فقط على الشعب السوري، وإنما على دول الجوار، بل على العالم»، وإن «الوقت ليس في صالح أحد». وعبر عن الأمل في أن «يساعد كل من له إمكانية على الخروج من هذه المحنة التي تتخبط فيها سوريا، وألا يبخل بالجهد»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ودعا الإبراهيمي إلى تشكيل حكومة «كاملة الصلاحيات»، موضحا أن «كل صلاحيات الدولة يجب أن تكون موجودة في هذه الحكومة» التي يفترض أن «تتولى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية». وشدد على أن «التغيير المطلوب ليس ترميميا ولا تجميليا.. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع إلى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم من الجميع». وقال إن المرحلة الانتقالية يفترض أن تنتهي بانتخابات «إما أن تكون رئاسية إن اتفق أن النظام سيبقى رئاسيا»، أو برلمانية في حال «الاتفاق على تغيير النظام في سوريا إلى نظام برلماني».. وتنتهي الولاية الحالية للرئيس الأسد في 2014، بينما يستمر مجلس الشعب حتى 2016.

ولم تثمر زيارة الأيام الخمسة عن توافق طرفي النزاع على سبل الحل، ونفى الإبراهيمي تقديم مشروع متكامل، محبذا إرجاء ذلك إلى حين «تكون الأطراف وافقت عليه كي يكون تنفيذه سهلا». ولمح إلى أن الفشل في الاتفاق قد يدفع نحو «الذهاب إلى مجلس الأمن واستصدار قرار ملزم للجميع»، علما أن مجلس الأمن فشل ثلاث مرات في استصدار قرار حول سوريا بسبب استخدام روسيا والصين الداعمتين للنظام حق النقض (الفيتو).

ونفت موسكو الخميس وجود خطة مشتركة روسية - أميركية لتسوية في سوريا، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ألكسندر لوكاشفيتش «لم يكن هناك وليس هناك مثل هذه الخطة، وليست موضع بحث». وكانت تقارير صحافية رجحت بعد اجتماع الإبراهيمي في 6 ديسمبر (كانون الأول) في دبلن مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، التوصل إلى اتفاق حول حكومة انتقالية مع منع الأسد من الترشح لولاية جديدة في 2014.

وأشار لوكاشفيتش إلى أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي وصل إلى موسكو أول من أمس، أجرى محادثات في وزارة الخارجية، على أن تعلن «النتائج لاحقا». وإذ أكد استناد المقاربة الروسية إلى اتفاق جنيف، اعتبر أن «جعل رحيل رئيس منتخب حجر أساس لأي حوار هو انتهاك لكل الاتفاقات التي تم التوصل إليها»، في إشارة إلى رفض المعارضة السورية أي حديث عن حل لا يشمل رحيل أركان النظام.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن وحدات من مشاة البحرية، المخصصة لعمليات مكافحة الإرهاب، الموجودة على متن مجموعة السفن الروسية المنتشرة قرب سواحل سوريا ستجري تدريبات على تأمين السفن. وقالت الوزارة في بيان أوردته قناة «روسيا اليوم» إن البحارة الروس سيجرون مجموعة من التدريبات على الدفاع الجوي والسفن والغواصات، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأشار البيان إلى أن سفينتي الإنزال الكبيرتين «نيقولاي فيلتشينكوف» و«أزوف» التابعتين لأسطول البحر الأسود الروسي قد عبرتا منطقة مضيقي البوسفور والدردنيل وستنضمان قريبا إلى مجموعة السفن الروسية التي تتكون من الطراد الصاروخي «موسكو» وسفينة الحراسة «سميتليفي» والناقلة «إيفان بوبنوف» والقاطرة «ب س 406»، موضحا أن مجموعة السفن تقوم بتنفيذ مهمات الخدمة القتالية في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط.