«الحر» يتقدم في معرة النعمان.. ويقترب من السيطرة على مطار «منغ» في حلب

معارك الشمال متواصلة.. وأنباء عن استخدام الفوسفور الأبيض في إدلب وعربين في ريف دمشق

TT

أعلن الثوار السوريون أمس، اقتراب سيطرتهم على مطار منغّ في حلب، حيث دارت اشتباكات عنيفة في محيط المطار العسكري، بالتزامن مع مواصلتهم القتال على تخوم منطقة معرة النعمان بغرض السيطرة عليها.

وتزامنت تلك التطورات مع اشتباكات عنيفة شهدتها أحياء عدة من دمشق وريفها، التي شهدت انفجار سيارة مفخخة في منطقة «سبينة»، بينما تناقل ناشطون أنباء عن استخدام قنابل الفوسفور الأبيض المحرم دوليا في عربين في ريف دمشق وفي إدلب، وسط تواصل القصف الذي أسفر عن مقتل ما يزيد على 80 شخصا في حصيلة أولية، بحسب لجان التنسيق المحلية.

وفي الوقت الذي ذكر فيه ناشطون أن مقاتلي المعارضة المسلحة اقتحموا مطار منغ العسكري في ريف حلب، نفى عضو تجمع حماه الثورة المقدم الركن مسعف صبوح السيطرة الكاملة على المطار. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي الجيش السوري الحر «حققوا تقدما كبيرا على جبهة المطار، ونفذوا عمليات نوعية داخله»، لافتا إلى أن الثوار «يحاولون الآن (مساء أمس) اقتحام المطار العسكري».

وأشار صبوح إلى أن المعارضة «إذا سيطرت على المطار الواقع في منطقة أعزاز، تكون قد سيطرت على شمال حلب بالكامل، بدءا من مدخلها الشمالي في دوار الليرمون في حلب، حيث يوجد فرع المخابرات الجوية»، لافتا إلى أن ريف حلب كما المدينة «شهدا أمس معارك عنيفة بين مقاتلي الجيش الحر والقوات النظامية».

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة شهدها محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل. في هذا الوقت، واصل الجيش السوري الحر تقدمه على محور معرة النعمان في ريف إدلب في عملية أطلقها قبل يومين للسيطرة على المنطقة. وأشار المقدم الركن صبوح إلى أن العمليات أمس «انقسمت إلى محورين، بغية السيطرة على معسكر وادي الضيف ومعسكر الحامدية».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن العمليات «انطلقت أمس بتمهيد مدفعي وقصف بصواريخ محلية الصنع، قبل أن يبدأ الهجوم الذي حرر حواجز صالة اللجين ومدرسة عين قريع في جنوب معرة النعمان، وحاجز الزعلانية شرق المعرة»، لافتا إلى أن المعارضين «شنوا هجوما على مبنى السماد الذي يعتبر مفتاح معسكر وادي الضيف».

وإذ أكد انهيار معنويات القوات النظامية «بسبب نقص إمداداتها»، أشار إلى أن القوات النظامية «تستعيض عن خسائرها بقصف مديرية معرة النعمان والريفين الجنوبي والشرقي بالذخائر العنقودية»، لافتا إلى «استخدام القوات النظامية قنابل بثت غازات بيضاء يتوقع أنها فوسفور أبيض، وهو مادة حارقة محرمة دوليا». وقال إنه «إذا تمت السيطرة على معرة النعمان، فإن الجيش الحر يكون قد أحكم سيطرته على طريق الإمدادات من حماه إلى حلب، بعد سقوط ريف حماه الشمالي، ما يجعل المعارضين على مقربة من تحرير كامل شمال سوريا».

إلى ذلك، بث ناشطون سوريون شريط فيديو على «يوتيوب» قالوا إنه قصف من جانب القوات الحكومية على مدينة عربين في ريف دمشق باستخدام القنابل الفسفورية المحرمة دوليا. ويقول أحد الناشطين في الفيديو إن المدينة تتعرض لقصف بالقنابل «المحرقة» بينما تظهر الصور حرائق تتصاعد منها أعمدة من الدخان الأبيض.

وفي حين أعلن الجيش الحر أنه أسقط مروحية فوق مطار المزة العسكري قرب العاصمة دمشق، أفاد المركز الإعلامي السوري أن مدينة الزبداني تعرضت فجر أمس لقصف عنيف بأكثر من ألفي قذيفة شملت راجمات الصواريخ والمدفعية والدبابات وقذائف الهاون والقنابل الانشطارية، أسفر عن تدمير مائتي منزل.

في ريف دمشق أيضا، أعلن المرصد السوري تعرض المناطق المحيطة في بلدة الذيابية للقصف، مشيرا إلى تعرض المناطق الواقعة بين عربين وحرستا لإطلاق نار من رشاشات متوسطة. وفي بلدة حوش عرب ومحيطها دارت اشتباكات عنيفة بالتزامن مع قصف تتعرض له المنطقة، كما في محيط بلدتي عقربا وبيت سحم. ولفت المرصد إلى قصف تعرضت له التعلة وسقبا كما تعرضت بلدة مسرابا للقصف.

وأفاد المركز الإعلامي السوري أن إحدى كتائب الجيش الحر تمكنت من تدمير حاجز جسر النبك في منطقة القلمون، مما أدى إلى مقتل 15 جنديا نظاميا.

في هذا الوقت، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «إرهابيين فجروا سيارة مفخخة في السبينة، شارع النهر في ريف دمشق، صباح أمس، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين وإصابة عشرة آخرين معظمهم من طلاب المدارس». أما قناة «العالم» الإيرانية، فأفادت بمقتل عدد من المسلحين قرب جامع ابن الوليد في حجيرة بريف دمشق.

وفي حمص، أفاد ناشطون عن قصف بالطائرات وراجمات الصواريخ تعرضت له أحياء حمص القديمة ودير بعلبة ومدن الحولة والرستن وتلبيسة والغنطو، كما تعرضت مدينة الرستن لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بعد أن قصفها الطيران الحربي بالبراميل المتفجرة.

وفي حماه، أعلن معارضون عن إسقاط طائرة من نوع ميغ في مدينة مورك، في حين أفاد المرصد السوري بمقتل أربعة أشخاص بقصف تعرضت له مدينة الميادين في دير الزور. أما في درعا، فأفادت لجان التنسيق بقصف استهدف منطقتي لجاه وبصرى الحرير.