في وقت كثفت فيه السلطات الأمنية المصرية من إجراءاتها الأمنية في شبه جزيرة سيناء التي تستقبل خلال فترة احتفالات رأس السنة الميلادية نحو 15 ألف سائح، قال مصدر أمني مصري رفيع المستوى إن نشر الجيش الإسرائيلي كتيبة جديدة في منطقة مدينة إيلات على ساحل البحر الأحمر مقابل صحراء سيناء المصرية شأن داخلي إسرائيل طالما أنه لا يمس السيادة المصرية على أراضيها.
وأعلن بيان عسكري للجيش الإسرائيلي أنه تم تأسيس هذه الكتيبة الإقليمية أول من أمس (الأربعاء) رسميا لتعزيز الأمن حول إيلات، التي تعرضت خلال الشهور الماضية لهجمات صاروخية قالت إسرائيل إنها انطلقت من سيناء.
ويتوقع في إسرائيل أن تساعد كتائب «ساغوي وعربة» في تأمين الحدود، وهو ما يعني تشكيل وحدة أطلق عليها اسم «أدوم» تعمل على طول الحدود مع مصر.
وقال المصدر الأمني المصري إن «انتشار الكتيبة الإسرائيلية لم يمس شبرا واحدا من الأراضي المصرية»، مضيفا أن «انتشار الجيش الإسرائيلي تم داخل الحدود الإسرائيلية، وبالتالي فهو أمر يخصها وحدها»، لافتا إلى أن أجهزة الأمن لبلاده تتابع الوضع على الحدود المصرية بدقة.
وقال الجنرال الإسرائيلي طال روسو، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية: «نحن نعيش في زمن التغييرات والاضطرابات. التهديد القادم من سيناء أصبح كبيرا».
وأنهت إسرائيل تقريبا بناء سياج حدودي بطول 250 كلم على امتداد حدودها مع مصر. وسيبنى جزء من هذا الجدار بطول 15 كيلومترا في الستة أشهر المقبلة في منطقة جبلية قريبة من إيلات.
وكانت إسرائيل قد تعرضت لهجمات من جهة حدودها مع مصر في أغسطس (آب) الماضي، وهو ما دفع الجيش المصري الذي سقط من جانبه 16 ضابطا وجنديا على أيدي المهاجمين، أن يعيد الانتشار داخل شبه الجزيرة التي تنظم اتفاقية السلام الموقعة بين القاهرة وتل أبيب عام 1979. وعلى صعيد ذي صلة، قالت مصادر أمنية بسيناء إنه تم تشديد الإجراءات الأمنية مع قرب احتفالات رأس السنة الميلادية كإجراء احترازي، تحسبا لوقوع أي أعمال إرهابية ضد السياح الأجانب. وقال: إنه لا توجد أي معلومات بشأن تهديد إرهابي محدد، وإن ما يتم من إجراءات هي إجراءات احترازية. وتعرضت مدن شرم الشيخ وطابا ودهب بسيناء لهجمات إرهابية في أعوام 2004 و2005 و2006. وأضاف المصدر الأمني أنه تم نشر حواجز إضافية على جميع الطرق، كما يتم التدقيق في هوية جميع المسافرين ورخص السيارات وتفتيشها جيدا.
وقال اللواء سميح بشادي، مدير أمن شمال سيناء إن الوضع الأمني بالمحافظة مستقر، وإن الحملات المستمرة التي تقوم بها المديرية تمكنت خلال الفترة الماضية من ضبط كميات كبيرة من الأسلحة غير المرخصة وعشرات المطلوبين لتنفيذ أحكام قضائية بالسجن، مضيفا أن هذه الحملات مستمرة حتى يتم إعادة الانضباط بشكل كامل للشارع السيناوي.
إلى ذلك، يستقبل ميناء شرم الشيخ غدا (السبت) لأول مرة 4 سفن سياحية على متنها 5000 سائح قادمين من عدة دول أوروبية للاستعداد لاحتفالات أعياد نهاية العام. وقال عبد القادر جاب الله، رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، إنه «في الأسبوع الأول من الاحتفالات سوف تشهد موانئ الهيئة تدفقا سياحيا لعدد من السفن السياحية، حيث يصل أعداد السياح للأسبوع الأول 15 ألف سائح بزيادة قدرها 30% عن العام الماضي في مثل هذا التوقيت».