رئيس الحكومة المغربية يتضامن مع مدرس تعرض لاعتداء من طرف أحد طلابه

عبد الإله ابن كيران: نحن مصدومون من الحادث ولا نقبل به

عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية ومحمد الوفا وزير التربية الوطنية لدى تفقدهما الفصل الدراسي الذي تعرض فيه مدرس للاعتداء من طرف تلميذه أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، أثناء زيارته إحدى المؤسسات التعليمية بمدينة سلا، أول من أمس، على أثر اعتداء أحد الطلاب على مدرسه، كاد يودي بحياته: «نحن مصدومون من جراء هذا الحادث الكبير جدا لأنه ليس مجرد إساءة للمدرس، ولكنه اعتداء بالسلاح الأبيض».

وشدد ابن كيران على القول، إن حكومته عازمة على القيام بواجبها في حماية المدرسين، وستكون صارمة في كل ما يتعلق بحمل السلاح داخل المؤسسات التعليمية.

وكان حادث الاعتداء قد وقع الاثنين الماضي صباحا بالمؤسسة التعليمية «الكتبية» بحي سيدي موسى بمدينة سلا المجاورة للرباط، نقل على أثره المدرس إلى المستشفى، في حين هرب الطالب ولم يتم إلقاء القبض عليه.

وزار رئيس الحكومة المغربية أمس الكثير من أقسام المؤسسة التعليمية، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن الهدف من هذه الزيارة هو إظهار التضامن الكافي واللازم لرجال التعليم بسبب هذا الاعتداء الذي تعرض له المدرس. وعبر ابن كيران عن أسفه الشديد لزملاء الطالب الذي اعتدى على مدرسه، وقال مخاطبا التلاميذ: «أعتقد أنها حالة معزولة ولا يمكن أن تكون مقبولة ولا شك أن كل واحد منكم يستنكرها في أعماقه». وذكر ابن كيران طلبة كل قسم ببيت أحمد شوقي «قم للمعلم وفه له التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا».

كما زار رئيس الحكومة المغربية مرفوقا بمحمد الوفا، وزير التربية والتعليم المغربي، منزل المدرس الذي تعرض للاعتداء، للاطمئنان على صحته، ومواساة أهله.

وأوضحت لطيفة فوكنار، زوجة المدرس لـ«الشرق الأوسط»، أن زوجها لم يستعد عافيته بعد، وأنه يفقد الوعي من حين لآخر، ولا يتمكن من تحريك أصابع يديه، مشيرة أن زوجها أمضى ثلاثين سنة في التعليم.

وعن تفاصيل الحادث، ذكرت حياة الطاهري، مديرة المؤسسة التعليمية «الكتبية»، أنه بينما كان المدرس يكتب على السبورة داخل الفصل الدراسي، باغته الطالب بطعنة على يسار عنقه بسكين وبعد مقاومة المدرس، كاد يوجه له طعنة أخرى، لكن إمساك المدرس بالسكين حال دون ذلك، ثم هرب التلميذ.

وعقدت المؤسسة مجلسا تأديبيا في حق الطالب. وجاء قرارها بالإجماع فصل الطالب من المؤسسة، لكن يبقى تنفيذ هذا القرار معلقا إلى حين الإمساك بالطالب ومتابعته قضائيا.

ومن جهتها، قالت أم الطالب الذي اعتدى على مدرسه، إن ابنها اشتكى لها من سوء معاملة المدرس له في الأسبوع الماضي، لكنه لم يخبرها بتفاصيل هذه المعاملة، وطالبت برؤية ابنها الذي اختفى منذ الحادث.

يذكر أن مدرسة «الكتبية» التي شهدت هذا الاعتداء، حصلت السنة الماضية على جائزة التميز الدراسي على مستوى الأكاديمية، على الرغم من أن هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه في هذه المؤسسة، حيث شهدت السنة الماضية مقتل حارس أمن خاص على أثر اعتداء تعرض له من قبل أشخاص خارج المؤسسة.