مطار بيروت وجهة زوار سوريا والمغادرين منها بعد سيطرة «الجيش الحر» على محيط مطار دمشق

مصدر عسكري معارض لـ «الشرق الأوسط»: الطريق البري إلى لبنان ضمن «مناطق النظام الآمنة»

أحد عناصر الجيش السوري الحر وبيديه قنبلتان يدويتان في محيط مطار منغ العسكري شمالا (رويترز)
TT

شكل مطار العاصمة اللبنانية بيروت، في ظل توقف حركة الملاحة في مطار دمشق الدولي، وجهة الدبلوماسيين القادمين إلى العاصمة السورية أو المغادرين منها في الأيام الأخيرة، بينهم مسؤولون سوريون آخرهم نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ومعاونه الوزير أحمد فاروق عرنوس، اللذان وصلا إلى بيروت برا وغادرا منها فجر الأربعاء الماضي إلى موسكو في زيارة مفاجئة على متن رحلة لشركة الطيران الروسية «أيرفلوت».

قبل مقداد، وصل المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي إلى بيروت، صباح الأحد الماضي (22 من الشهر الحالي)، إلى مطار بيروت، قادما من القاهرة، ثم توجه برا إلى دمشق للقاء المسؤولين السوريين بينهم الرئيس السوري بشار الأسد. وبعد إنهائه زيارته، عاد الإبراهيمي أدراجه عبر نقطة المصنع الحدودية إلى بيروت، قبل انتقاله مجددا إلى العاصمة الروسية موسكو.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، وهي وكالة الأنباء الرسمية في لبنان أمس، بأن ثلاثة سفراء أجانب معتمدين في سوريا من قبل دولهم غادروا عبر مطار بيروت، وهم سفير رومانيا لدى سوريا جانوت سندومنا، متوجها إلى بوخارست عن طريق إسطنبول، سفير روسيا في سوريا أزمات كولموكواميز، متوجها إلى موسكو عن طريق دبي، وكذلك فعل سفير الهند في سوريا برناتار فيروباتشام.

وكان مقاتلو «الجيش الحر»، الذين يخوضون معارك في العاصمة السورية دمشق، قد أعلنوا بداية الشهر الحالي، أن مطار دمشق الدولي أصبح منطقة عسكرية، وحذروا المدنيين وخطوط الطيران من الاقتراب منه، مما أدى إلى وقف عدد من خطوط الطيران رحلاتها من وإلى دمشق نظرا لتدهور الوضع الأمني وحفاظا على سلامة ركابها. وأكد نبيل العامر، المتحدث باسم المجلس العسكري في دمشق، أن «ألوية المقاتلين الذين يحاصرون المطار قرروا أن المطار بات هدفا»، لافتا إلى أن «المطار يغص بالمركبات العسكرية المدرعة والجنود وأن المدنيين الذين سيقتربون منه هم المسؤولون عن أنفسهم».

وفي سياق متصل، أشار مصدر في المجلس العسكري التابع لـ«الجيش الحر» في العاصمة دمشق لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الرحلات المدنية من وإلى مطار دمشق الدولي باتت شبه متوقفة أو معدومة»، لافتا إلى أن «المطار يبعد قرابة 30 كلم عن دمشق، ويفصل الأوتوستراد المؤدي إليه بين الغوطة الشرقية والغوطة الغربية». وأوضح أن «منطقة الغوطة الشرقية باتت محررة بالكامل، في حين أن البلدات والمدن المحاذية لطريق المطار لناحية الغوطة الغربية على غرار عقربا وبيت سحم باتت بدورها محررة».

وفي حين أن «تحرير» المناطق المحاذية للطريق المؤدية إلى المطار دفع المسؤولين والدبلوماسيين إلى اتخاذ احتياطاتهم الأمنية وتفضيل عدم المخاطرة بسلوكه، يشير المصدر عينه إلى أن «الخيار الوحيد المتاح لديهم هو بسلوك الأوتوستراد الدولي، الواقع على الطرف الشمالي الغربي من دمشق، والمؤدي إلى بيروت». ويضيف: «يقع هذا الأوتوستراد في مناطق آمنة للنظام السوري، حيث تتحصن الفرقة الرابعة في الجبال المحيطة ونصبت راجمات الصواريخ»، لافتا إلى أن «منطقة سهل الزبداني، حيث تدور اشتباكات بعيدة عن الأوتوستراد، في حين أن مناطق الصبورة وصولا إلى جديدة يابوس مناطق آمنة بالنسبة للنظام ولم تشهد أي حراك ثوري».

وذكر المصدر نفسه «باشتباكات وقعت منذ بداية الشهر الحالي قرب سور المطار لناحية بلدتي حران العواميد والغسولة، كما استهدفه (الجيش الحر) بقذائف الهاون بالتزامن مع اشتباكات مع حراس المطار»، مشيرا إلى أن «حركة المطار توقفت بشكل كامل منذ بداية الشهر وهو ما أدى إلى كسر الجسر الجوي القائم بين سوريا وحلفائها، لا سيما روسيا وإيران، إذ توقف وصول الإمدادات العسكرية عن طريق المطار».

وأكد المصدر العسكري في دمشق، أن «معظم جسور مطار دمشق تشهد اشتباكات في حين قطعت سبل الإمداد إلى المطار عن طريق المتحلق الجنوبي ودمشق»، لافتا إلى أنه «قبل ثلاثة أيام قامت إحدى الكتائب باستهداف المدرج العسكري في المطار، وقد باتت بالفعل منطقة المطار منطقة عسكرية مغلقة يمنع الاقتراب منها حرصا على سلامة المواطنين».