موسكو توجه دعوة للائتلاف السوري للحوار.. والمعارضة ترفضه قبل رحيل الأسد

صافي: بنود الدعوات السابقة للحوار لم تراع مطالب الشعب السوري

TT

دعت روسيا أمس رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب لزيارتها للمرة الأولى، لكن المعارضة سارعت إلى رفض دعوة موسكو لإجراء محادثات مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء الصراع المستمر منذ 21 شهرا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس: «أعتقد أن تقييما واقعيا مفصلا للوضع في سوريا سيدفع الحكماء في المعارضة إلى البحث عن وسائل لبدء حوار سياسي». وأعلن لافروف أن روسيا «تحث القيادة السورية على تنفيذ دعواتها السابقة إلى الحوار مع المعارضة».

وقال لافروف للصحافيين في مؤتمر صحافي بعد لقاء مع نظيره المصري محمد عمرو: «شجعنا فعليا كما نفعل منذ أشهر القيادة السورية على تنفيذ ما أعلنته عن استعدادها للحوار مع المعارضة».

من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن الخارجية الروسية وجهت الدعوة للخطيب للمشاركة في مفاوضات بهدف حل النزاع السوري، موضحا في تصريح لوكالة أنباء «ريا نوفوستي» أن اللقاء «يمكن أن يعقد في موسكو أو خارج روسيا على سبيل المثال في جنيف أو القاهرة»، مشيرا إلى أن «الدعوة قد وصلت إلى معاذ الخطيب».

لكن الائتلاف الوطني السوري المعارض رفض الدعوة على الفور. وقال وليد البني المتحدث باسم الائتلاف لوكالة رويترز إن «الائتلاف جاهز لإجراء مباحثات سياسية مع أي أحد، ولكن على الأسس التي انطلق بها، وهي أن لا حوار ولا مفاوضات مع نظام بشار الأسد»، مشيرا إلى أن «كل شيء يجري بعد رحيل نظام بشار الأسد بكل مرتكزاته، ويمكن الجلوس مع السوريين جميعا لنحدد مستقبل سوريا».

ولم يفصح البني عما إذا كان الخطيب سيقبل الدعوة، معتبرا أن «نوايا موسكو غير واضحة».

بدوره، أعلن عضو الائتلاف الوطني السوري د. لؤي صافي، أن الائتلاف المعارض «يختبر جدية بنود دعوة روسيا للمشاركة في مفاوضات بهدف تسوية النزاع في سوريا، قبل اتخاذ القرار النهائي».

وأوضح صافي في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن الائتلاف «لم يتخذ موقفا بعد بشأن المشاركة في المفاوضات؛ لأنه يريد أن يتأكد من جدية البنود التي يتضمنها الاقتراح»، مشيرا إلى أن الدعوات السابقة «لم تكن بنودها جدية ولا تراعي مطالب الشعب السوري، ولم يكن هناك شيء قابل للتفاوض عليه». وقال صافي إن الائتلاف ينظر فيما إذا كانت الدعوة للمفاوضات تتضمن «اقتراحا مقبولا ليتم التفاوض عليه، يراعي ثوابت المعارضة»، مشددا على أن الائتلاف يرفض أي اقتراح «لا يتضمن رحيل الأسد والفريق الأمني الذي ساعده».

وأضاف: «نحن بصدد الدخول في مفاوضات تؤدي إلى تغيير النظام وإلى الدخول في المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة جديدة تشكلها المعارضة بعد رحيل الأسد». وأعقبت هذه الدعوة محادثات أجراها نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في وزارة الخارجية الروسية أول من أمس، وعشية وصول المبعوث العربي والأممي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى موسكو.

وعما إذا كانت الدعوة جاءت تفويضا من سوريا لموسكو لتلعب دور الوسيط بين الطرفين، أكد صافي أن «دور روسيا كان أساسيا في استمرار النظام السوري بقتل السوريين، والنظام مرتبط بالدعم الروسي له»، مشيرا إلى أنه «يبدو الآن أن المبادرة ليست بتفويض من أحد». وقال صافي إن «الموقف الروسي تغير الآن بعدما تقدم الثوار وأحرزوا تقدما على الأرض، وهو ما بدل في رؤية روسيا تجاه الأزمة».

وردا على ما قيل من أن باستطاعة روسيا خلق حوار مشترك بين الحكومة السورية والمعارضة، قال صافي: «نحن نعتبر روسيا طرفا في الحرب، وهي إحدى القوى المسؤولة عن استمرار الأزمة؛ كونها شريكة النظام في توفير الدعم له، لذلك لا نعتبرها محايدة»، مجددا تأكيده أن الائتلاف «يشارك في مفاوضات تؤدي إلى رحيل الأسد ومساعديه الأمنيين والعسكريين».

وكانت مارينا سابرونوفا البروفسور في جامعة موسكو للعلاقات الدولية قالت في إن «باستطاعة روسيا خلق حوار مشترك بين الحكومة السورية والمعارضة»، مشيرة إلى أن «موسكو اقترحت مرارا العمل وسيطا بين طرفي الصراع في سوريا للمساعدة في حل الأزمة».

وأضافت سابرونوفا في حديث لقناة «روسيا اليوم» أن «رحيل الرئيس بشار الأسد أو بقاءه يجب أن يقرره الشعب السوري وحده، وليس من حق أي طرف خارجي التدخل بهذه المسألة».