وثائق: ثاتشر تفاجأت بغزو الأرجنتين لجزر فوكلاند

ريغان حاول إقناعها بالتخلي عن الحملة العسكرية لاستعادة الجزر

TT

أظهرت وثائق كشفت عنها مؤخرا هيئة السجلات الوطنية في بريطانيا أن الحملة العسكرية التي شنتها الأرجنتين على جزر فوكلاند في عام 1982 فاجأت رئيسة الحكومة البريطانية آنذاك مارجريت ثاتشر.

ولم تدرك ثاتشر أن إجراء الأرجنتين محتمل الوقوع إلا بعد الاطلاع على معلومات استخباراتية قبل يومين من وصول الأرجنتينيين للجزر الواقعة في المحيط الأطلنطي وتظهر الوثائق، التي تم الكشف عنها بموجب قاعدة إتاحة الوثائق للاطلاع بعد مرور 30 عاما على أحداثها، أن ثاتشر كانت قلقة بشدة بشأن استعادة الجزر.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 1982، بعد أشهر قليلة من نهاية الحرب، أدلت ثاتشر بشهادتها أمام لجنة المراجعة الخاصة بجزر فوكلاند برئاسة اللورد فرانكس.

ولأول مرة منذ عام 1982، تم نشر ما جاء في مضبطة الشهادة التي أدلت بها ثاتشر خلف أبواب مغلقة أمام اللجنة التي باتت تعرف بلجنة فرانكس.

وكشفت الوثائق التي تعود لعام 1982 والتي رفعت سريتها في الآونة الأخيرة النقاب عن اتصالات بين ثاتشر والرئيس الأميركي الأسبق وريغان بشأن الأزمة ومدى الضغوط التي شعرت بها ثاتشر عندما غزت الأرجنتين الأرخبيل النائي الواقع في جنوب المحيط الأطلسي.

وقالت ثاتشر أمام لجنة بريطانية للتحقيق حول فوكلاند في أكتوبر 1982 بعد أربعة أشهر على انتهاء الحرب «لم أفكر إطلاقا في أن الأرجنتين ستغزو فوكلاند مباشرة. إنه لمن الغباء القيام بذلك».

وجاء هذا التصريح لثاتشر في وثائق رفعت عنها السرية واطلعت عليها «بي بي سي».

وكانت ثاتشر أبلغت في 31 مارس (آذار) 1982 أي قبل يومين من الغزو، من قبل الاستخبارات البريطانية بتدخل أرجنتيني وشيك.

وقالت في شهادتها في أكتوبر من السنة نفسها «كان أسوأ يوم في حياتي. في تلك الليلة لم يقل لي أحد ما إذا كنا سنتمكن من استرجاع فوكلاند. لا أحد. لم نكن نعرف. لم نكن نعرف». وتكشف الوثائق أيضا أن ثاتشر فعلت ما بوسعها لمنع فرنسا من بيع بيرو صواريخ ايكزوسيت خوفا من نقلها بعد ذلك إلى الأرجنتين التي استخدمت عددا منها لإغراق سفن بريطانية. وفي برقية إلى الرئيس الفرنسي حينذاك فرنسوا ميتران مؤرخة في 30 مايو (أيار) 1982 حذرت ثاتشر من أنه «إذا علم العالم- وهذا الأمر سيحدث على الأرجح - بأن فرنسا تسلم الآن بيرو أسلحة ستنتقل بالتأكيد إلى الأرجنتين لاستخدامها ضدنا نحن حلفاء فرنسا، فسيكون لذلك تأثير مدمر على العلاقات بين بلدينا». وأضافت «سيكون لذلك تأثير كارثي على الحلف» في إشارة حلف شمال الأطلسي. في اليوم التالي، أبلغ الدبلوماسي الفرنسي فرانسيس غوتمان المستشار الخاص لثاتشر المكلف فوكلاند بأن الصواريخ لن تسلم. وكشفت وثائق أخرى رفعت السرية عنها أن «السيدة الحديدية» قاومت ضغوط الرئيس الأميركي رونالد ريغان الذي كان يحاول إقناعها بقبول نشر قوة لحفظ السلام في الأرخبيل.

وفي 31 مايو 1982 أي قبل أسبوعين من انتهاء النزاع، اتصل ريغان بثاتشر ليقول لها إن «بريطانيا تتمتع بالتفوق العسكري لذلك يفترض أن تتوصل إلى اتفاق».

وردت ثاتشر بالقول إن «المملكة المتحدة لم تخسر الحياة الثمينة لكل هؤلاء الجنود في المعركة ولم ترسل قوة هائلة لنقل الجزر من يدي الملكة إلى أيدي مجموعة اتصال».

وانتهى نزاع فوكلاند أو المالوين الذي استمر من 02 أبريل (نيسان) إلى 14 يونيو (حزيران)، بهزيمة الأرجنتين ومقتل نحو 900 جندي من الجانبين (649 جنديا أرجنتينيا، و255 جنديا بريطانيا).