الدبلوماسية السودانية تعلن توقف الحوار مع أوروبا

سلفا كير يبدي موافقته على لقاء البشير دون شروط

TT

أعلن السفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية السودانية، أول من أمس، توقف الحوار بين بلاده وأوروبا؛ بسبب عدم توقيع السودان على اتفاقية «كوتونو» بعد تضمينها قضايا رفضها السودان، كالمحكمة الجنائية الدولية.

وأعربت وزارة الخارجية السودانية عن تفاؤلها الحذر لتولي السيناتور جون كيري حقيبة الخارجية الأميركية.

وقال عثمان إن جملة من التقاطعات وأشياء أخرى تحكم علاقة الخرطوم وواشنطن، إلا أنه توقع إسهام كيري مع الإدارة الجديدة للرئيس الأميركي باراك أوباما في تحريك ملف العلاقات بين البلدين.

وانتقد وكيل وزارة الخارجية السودانية كراهية سوزان رايس مندوبة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة، للسودان، واعتبر أن كراهيتها للسودان غير مبررة.

من جهة أخرى، أكد رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت استعداده لإجراء لقاء مع الرئيس السوداني عمر البشير دون شروط في أي زمان يتم تحديده، سواء في جوبا أو أديس أبابا، لتنفيذ اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين قي سبتمبر (أيلول) الماضي، ردا على ترحيب البشير بلقاء سلفا كير في أي زمان ومكان، في وقت أبدت فيه جوبا ترحيبها بفريق تحقيق روسي للتحقق من أسباب سقوط مروحية تابعة للأمم المتحدة استهدفها جيش جنوب السودان عن طريق الخطأ أدت إلى مقتل طاقمها المكون من أربعة من الروس.

وقال ميوم الير المتحدث باسم خارجية جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس بلاده سلفا كير ميارديت على استعداد لإجراء لقاء قمة مع الرئيس السوداني عمر البشير في جوبا أو أديس أبابا. وأضاف: «رغم الاعتداءات المتكررة من جانب جيش الخرطوم على حدود بلادنا في شمال بحر الغزال التي أدت إلى مقتل خمسة مواطنين، بينهم نساء وأطفال، فإن رئيسنا سلفا كير مستعد للقاء البشير». وقال إن جوبا لم ولن تنسحب من أي لقاءات ومفاوضات، حتى في ظل الحرب الأهلية بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية كانت الحركة تتفاوض مع الخرطوم لأجل تحقيق السلام. وتابع: «لكن الخرطوم ما زالت تضع العراقيل في تنفيذ اتفاقيات التعاون، ويبدو أنها لم تمتلك الإرادة السياسية حتى الآن لمواصلة المسيرة معنا». وقال: «من جانبنا ليس هناك ما يمنع أن يلتقي سلفا كير بالبشير، خاصة أننا ما زلنا نقدم المبادرات لإجراء مثل هذا اللقاء على عكس الخرطوم»، معتبرا أن تنفيذ اتفاقيات التعاون سيعود بالفائدة على شعبي البلدين. وقال إن جوبا بعد توقيع الاتفاقية مباشرة قامت بكافة الإجراءات المتعلقة بالتنفيذ، مطالبا الوسيط الأفريقي والمجتمع الدولي بالضغط على السودان.

وقال الير إن الحكومة السودانية لديها قراءات خاطئة تجاه التعامل مع جنوب السودان، وعليها أن تصحح ذلك. وأضاف أن الخرطوم كانت تعتقد أنها إذا أوقفت تصدير النفط عبر السودان يمكن أن تضغط على جوبا حتى تذعن لها. وقال: «لكن هذا غير صحيح، والأيام كفيلة بإثبات ذلك، وعلى الخرطوم أن تراجع هذه القناعات؛ لأنها لا فائدة من ورائها»، داعيا إلى ضرورة توفر الإرادة السياسية لتنفيذ اتفاقيات التعاون، مشيرا إلى أن حكومته ستواصل في تقديم شكواها ضد السودان ما وصفه بالاعتداءات على أراضي بلاده في شمال بحر الغزال. وقال: «تقدمنا بشكوى من قبل حول اعتداءات سابقة، ونعمل على تقديم الشكوى الجديدة بعد اعتداءات الأربعاء الماضي».

وكان هايلي مريام ديسالجين رئيس الوزراء الإثيوبي قد أجرى محادثات مطولة أول من أمس مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، ناقشا خلالها العراقيل التي تواجه تنفيذ اتفاقيات التعاون بين البلدين. وكان الرئيس السوداني البشير قد أعلن استعداده للقاء سلفا كير في أي زمان وأي مكان. ويتوقع أن ينعقد اللقاء على هامش اجتماعات قمة الاتحاد الأفريقي في يناير (كانون الثاني) المقبل.