حماس توافق على طلب «فتح» إحياء مهرجان انطلاقتها في ساحة السرايا

الحكومة المقالة في غزة تفرج عن المزيد من عناصرها

TT

في تطور مفاجئ، وافقت حركة حماس والحكومة المقالة في قطاع غزة على طلب حركة فتح إحياء الذكرى الـ48 لانطلاقتها في ساحة «السرايا» في مدينة غزة، وتراجعت فتح عن القرار الذي اتخذته أول من أمس إلغاء تنظيم الاحتفال المركزي احتجاجا على موقف حماس الرافض لتنظيم الاحتفال في أي من الساحتين السرايا أو الكتيبة. ونقل رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، رسميا قرار حكومته وحماس إلى وفد من حركة فتح.

وقال يحيى رباح نائب المفوض العام لـ«فتح» إن مهرجان انطلاقة حركته سيعقد في ساحة السرايا في قلب مدينة غزة، وذلك بعدما تم الاتفاق على ذلك مع حكومة غزة. واعتبر رباح أن هذه الخطوة «ستكون نقطة انطلاقة لمزيد من العلاقات الطيبة والوحدة الوطنية ومقدمة نحو المصالحة الفلسطينية».

وجاء هذا التطور في أعقاب سلسلة من اللقاءات عقدها بشكل مفاجئ وعلى عجل، هنية مع ممثلين عن فتح وبقية الفصائل الفلسطينية مساء أول من أمس في منزله الكائن في مخيم الشاطيء شمال مدينة غزة، امتدت حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية. ومن أجل الاتفاق على أدق التفاصيل المتعلقة بإقامة الاحتفال، عقد هنية اجتماعا آخر صباح أمس، مع قيادات في فتح، ومن المتوقع أن يعقد هنية لقاءً آخر مع ممثلي كافة الفصائل لوضعهم في صورة ما تم التوافق عليه مع ممثلي فتح بشأن ظروف تنظيم الاحتفال.

وذكرت مصادر فلسطينية أن نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لفتح أجرى الليلة قبل الماضية اتصالا هاتفيا مطولا مع هنية، وبحثا خلاله حفل الانطلاقة وآخر المستجدات على هذا الصعيد.

من ناحيته كشف رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير زكريا الأغا النقاب عن أنه تم الاتفاق مع حكومة غزة على تشكيل لجنة مشتركة لبحث تأمين المهرجان «وعدم السماح لأحد بإفساده وتوفير كل اللوجيستيات لإنجاحه». وعقد هنية مؤتمرا صحافيا الليلة قبل الماضية قدم خلاله التهنئة لحركة فتح بمناسبة ذكرى انطلاقتها، مؤكدًا حرص حكومته على عقد احتفال بغزة يليق بالحركة وتاريخها وتوفير المناخات الملائمة له.

وقال طاهر النونو، الناطق باسم الحكومة، إن الاجتماعات التي عقدها هنية مع ممثلي فتح والفصائل الأخرى جاءت في إطار متابعة ما يتعلق بمهرجان انطلاقة فتح.

من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، إنّ اللقاء مع هنية عقد للتأكيد على أهمية تعزيز العلاقات الداخلية ونشر الأجواء الإيجابية على طريق إنهاء الانقسام، مشيرا إلى أنّ هنية هنأ خلال الاجتماع «فتح» بمناسبة انطلاقتها، وأكد حرصه على أن يعقد المهرجان بغزة. وأوضح البطش أن المعركة الأخيرة مع الجيش الإسرائيلي كانت إحدى تجلياتها تحقيق المصالحة الميدانية بين أبناء الشعب الفلسطيني، والفترة المقبلة لتحقيقها بين القيادات.

في تطور آخر أفرجت وزارة الداخلية في حكومة غزة عن مزيد من أعضاء فتح المعتقلين في سجونها على خلفيات أمنية متعلقة بالانقسام، إلى جانب الإفراج عن عشرين من السجناء الجنائيين على خلفيات متعددة. وقال كامل أبو ماضي، وكيل الوزارة في مؤتمر صحافي، أثناء الإفراج عن المعتقلين، إنه جرى الإفراج عن 26 محكوما بقضايا أمنية من مركز الإصلاح والتأهيل الرئيسي (الكتيبة) غرب غزة. وأضاف أن الإفراج عن كوادر من «فتح»، يعد خطوة صحيحة في طريق تعزيز المصالحة وإنهاء الانقسام، سيما بعد سماح الحكومة في غزة بعودة 17 عنصرا من فتح للقطاع.

وأشار أبو ماضي إلى أن المفرج عنهم من «فتح» كانوا مسجونين على خلفية جرائم وقضايا أمنية، متأملا أن تكون هذه الخطوة دافعة إيجابية للمصالحة. ووجه أبو ماضي رسالته للمعتقلين الجنائيين المفرج عنهم، قائلا: «أنتم جزء أصيل من أبناء المجتمع، فلا تعودوا لأخطائكم لأن عودتكم لما كنتم عليه له عواقب وخيمة».