اليمن: ضبط سفينة إيرانية تحمل أسلحة قرب ميناء الصليف

مصدر لـ«الشرق الأوسط»: كانت في طريقها لمحافظة صعدة

TT

أكد مصدر يمني مسؤول أمس أن قوات خفر السواحل اليمنية أوقفت سفينة إيرانية محملة بأسلحة متنوعة بالقرب من ميناء يمني على ساحل البحر الأحمر.. بينما قتل 4 يعتقد أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة في ضربة لطائرة أميركية من دون طيار.

وقال المصدر اليمني المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن: «تمكنت قوات خفر السواحل مساء الأحد من ضبط سفينة إيرانية محملة بالأسلحة بالقرب من ميناء الصليف على ساحل البحر الأحمر». وأكد المصدر أن السفينة «تمكنت من إفراغ جزء من شحنتها في قوارب صغيرة تم شحنها من جزيرة طنم اليمنية القريبة من جزيرة ميدي»، وأكد المصدر أنه تم ضبط «16 سوريا واثنين صوماليين على متن السفينة»، مؤكدا أنه «تم صباح اليوم (أمس) سحب السفينة الإيرانية إلى ميناء الحديدة». وذكر المصدر أنه «من الواضح أن وجهة الأسلحة هي محافظة صعدة حيث يسيطر الحوثيون»، غير أنه أكد أن «وزارة الدفاع شكلت لجنة تحقيق في القضية، وستتم إحالة ركاب السفينة إلى القضاء».

وذكرت المصادر أن عددا من الصيادين أبلغوا عن السفينة التي كانت بدأت في إنزال حمولتها على متن بعض القوارب قرب جزيرة «طنم» اليمنية من أجل نقلها إلى الساحل، من جانبها لم تعلق وزارة الداخلية اليمنية على الخبر، لكنها أكدت ضبط سفينة «مشبوهة» تحمل علم «توجو» أثناء وجودها أول من أمس على بعد 3 أميال بحرية من ميناء ميدي بمحافظة حجة، وحسب مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية فإن «السفينة المشبوهة تتكون من 3 طوابق، وقد كان على متنها 15 بحارا سوريا، بالإضافة إلى 2 من الصومال مسلحين، وهي محملة بـ4 آلاف طن من الفحم الظاهر»، وأضاف المركز أن السفينة «أظهرت أنها كانت قادمة من ميناء كسمايو الصومالي ومتجهة إلى ميناء جيزان السعودي، غير أنها توقفت قبالة ساحل ميدي»، وأضافت المصادر الأمنية أنه «تم تكليف لجنة مشتركة من جميع الوحدات العسكرية والأمنية تحركت مع السفينة إلى ميناء الصليف بمحافظة الحديدة لتفتيشها والتأكد من حمولتها والجهة التابعة لها».

وحسب تقارير محلية، فإن إيرانية، حيث بات الشارع اليمني يجمع على أن إيران تزود جماعة الحوثي بالأسلحة عبر ميناء ميدي القريب من الحدود اليمنية - السعودية، ويأتي الإعلان عن ضبط هذه السفينة بعد نحو أسبوع على رفض القضاء اليمني لطلب تقدمت به السفارة الإيرانية بصنعاء لاستئناف أحكام صدرت بحكم طاقم سفينة إيرانية ضبطت وهي تحمل شحنة كبيرة من الأسلحة عام 2009.

وقد دعا اليمن إيران أكثر من مرة إلى وقف تدخلاتها في الشؤون اليمنية، واتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إيران بمحاولة تعويض خسارتها في سوريا باليمن، وقال إن إيران «فرضت نفسها كقوة إقليمية في المنطقة، وتسعى إلى تعويض خسارتها الاستراتيجية مع تزايد مؤشرات انهيار النظام في سوريا ومحاولتها تعويض تلك الخسارة في بلادنا». واتهم هادي في محاضرة ألقاها في مركز «وودرو ويلسون» الدولي للباحثين بواشنطن في سبتمبر (أيلول) إيران بالتدخل في شؤون اليمن ومحاولة نشر الفوضى والعنف فيه، مؤكدا الكشف عن 6 شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران. كما وجه الرئيس أصابع الاتهام إلى إيران بتقديم «الدعم القوي للحراك المسلح»، وقال إنها تقدم «الدعم السياسي والعسكري والسياسي والإعلامي والمالي لقوى الحراك المسلح، في جنوب اليمن»، الأمر الذي حدا بالرئيس هادي إلى رفض لقاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك سبتمبر الماضي.

من ناحية أخرى، تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين في عدة محافظات للمطالبة بسرعة تنفيذ قرارات إعادة هيكلة القوات المسلحة اليمنية.

وهتف المشاركون في جمعة «تنفيذ القرارات» بساحة الحرية بتعز قائلين «القرار يرفع الرأس والتنفيذ هو الأساس» و«يا هادي حان التغيير والمطلوب منك الكثير». وطالب خطيب الجمعة الرئيس هادي بتطبيق قرارات الهيكلة على أرض الواقع تمهيدا للحوار وقال إن «التنفيذ الشامل يقطع الطريق على عودة الطغيان ويحول الدولة من العسكرية إلى المدنية، وإن التنفيذ الشامل هو تحول كامل من الدولة التقليدية إلى دولة العدل والمساواة، والمواطنة المتساوية تحقق مطالب الجماهير وتحقق أهداف الثورة غير منقوصة».

يعاني اليمن من حالة من الانفلات الأمني صاحبت الانتفاضة ضد نظام حكم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، حيث استغلت «القاعدة» وعدد من المجاميع المسلحة وجماعة الحوثيين تردي الأوضاع الأمنية بالسعي لمزيد من الانتشار والتوسع.

على صعيد آخر، قالت وزارة الدفاع اليمنية إن 4 أشخاص، على الأقل، من عناصر تنظيم القاعدة لقوا مصرعهم في غارة جوية استهدفت عددا من العناصر الإرهابية في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت، وبحسب مصادر محلية فإن طائرة أميركية من دون طيار استهدفت المطلوبين الذين كانوا يستقلون دراجتين ناريتين في الشحر، وهي المدينة ذاتها التي قتل فيها، الاثنين الماضي، 5 من عناصر «القاعدة» في غارة جوية مماثلة، وكانت السلطات اليمنية أعلنت أنها عثرت، أول من أمس، على سيارة من نوع «كامري» في أحد شوارع الشحر وهي مغلقة، فيما عثر على مفتاحها في شارع آخر، وعند تفتيشها عثر بداخلها على عدد من أجهزة الهاتف الجوال وقنبلة ومسدس أميركي الصنع «كلك»، ورجحت الأجهزة الأمنية أن السيارة تتبع أحد العناصر الإرهابية تركها إثر ملاحقة أمنية أو خشية أن تتعرض للقصف من الجو.

إلى ذلك، توفي أمس العقيد سمير الغرباني، أحد القادة العسكريين في قوات الحرس الجمهوري، متأثرا بجراحه التي أصيب بها في محاولة الاغتيال التي تعرض لها في منطقة «دار سلم» جنوب العاصمة صنعاء، على يد مسلحين مجهولين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، ونعت وزارة الدفاع اليمنية رحيل الغرباني وقالت إن الأجل وافاه داخل مستشفى «48»، وقتل، الأشهر الماضية، العشرات من ضباط أجهزة الأمن والمخابرات المدنية والعسكرية وضباط الجيش في سلسلة اغتيالات استهدفتهم في صنعاء وحضرموت وعدن وغيرها من المحافظات.

في موضوع آخر، عاود «المخربون» في محافظة مأرب (شرق البلاد)، استهداف أنبوب النفط الذي يمتد من مصافي صافر إلى ميناء رأسي عيسى على البحر الأحمر في غرب البلاد، فبعد ساعات قلائل على تمكن فريق هندسي من إصلاح الأنبوب بعد أن تعرض لعمل تخريبي الأسبوع قبل الماضي، قام مسلحون ممن يطلق عليهم «المخربون» باستهداف الأنبوب الذي يتسبب توقفه في خسارة الاقتصاد اليمني ملايين الدولارات، في منطقة الكيلو 107 بعد إصلاحه في الكيلو 102. وكانت قوات الجيش خاضت، الأسبوع الماضي، مواجهات عنيفة ضد هؤلاء المسلحين في منطقة حباب بمديرية صرواح في مأرب، بعدما منعوا الفرق الهندسية من إصلاح الأنبوب، وقتل في تلك المواجهات نحو 7 من المسلحين و3 من الجنود، إضافة إلى عدد من الجرحى.

في السياق ذاته، قالت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات إن كابل الألياف الضوئية الكائن في محافظة شبوة تعرض لعمل تخريبي ثان خلال 24 ساعة، وكانت الوزارة أعلنت، الأسبوع الماضي، أن كابل الألياف تعرض خلال العام الجاري لعشرات الأعمال التخريبية في تلك المناطق.