إيران تبدأ مناورات عسكرية تستغرق 6 أيام في مضيق هرمز

جنرال عسكري إيراني: هذه المناورات تأتي «للدفاع عن الحياض المائية لإيران»

جانب من المناورات.. وقد كشفت ايران عن غواصات «غدير» في ميناء بندر عباس (أ.ب)
TT

في واحدة من أكبر المناورات العسكرية من حيث المساحة التي تجري ضمنها، أعلنت إيران أمس أنها بدأت تدريبات عسكرية بحرية تستغرق ستة أيام، انطلقت من عمق الخليج العربي على سواحل محافظة بوشهر باتجاه منطقة مساحتها نحو مليون كيلومتر مربع انطلاقا من مرورا بمضيق هرمز وخليج عمان ومناطق شمالية من المحيط الهندي، في محاكاة لصد هجوم من قبل عدو افتراضي في طريقه للاقتراب من مياه بحر عمان والخليج العربي لمهاجمة السواحل الإيرانية، وفي الوقت الذي أكد فيه جنرال عسكري إيراني أن هذه المناورات تأتي «للدفاع عن الحياض المائية لإيران»، أكد مسؤول آخر أنها رسالة سلام لدول المنطقة، فيما اعترفت إيران أن قطعها البحرية تراقب مضيق باب المندب لرصد أي تحرك من «قطع معادية».

وأعلنت إيران أنها بدأت أمس مناورات عسكرية بحرية تحت اسم «الولاية 91» تستغرق ستة أيام في مضيق هرمز وهي المناورات التي تهدف إلى استعراض القدرات العسكرية الإيرانية في هذا الممر الحيوي لشحن النفط والغاز، والذي يمر منه 40 في المائة من نفط العالم بمشاركة قوات بحرية بمختلف صنوفها وقطعاتها العائمة والغاطسة والمروحيات بتنفيذ تدريبات تكتيكية لمهاجمة العدو المفترض في منطقة المناورات بحسب عسكريين إيرانيين.

ونقلت وكالات أنباء إيرانية متعددة عن حبيب الله سياري قائد القوات البحرية الإيرانية قوله إن تدريبات «ولاية 91» تستمر حتى يوم الأربعاء في منطقة مساحتها نحو مليون كيلومتر مربع في مضيق هرمز وخليج عمان ومناطق شمالية من المحيط الهندي. وأضاف أن «الهدف من هذه المناورات هو إظهار القدرات العسكرية للقوات المسلحة الإيرانية في الدفاع عن الحدود الإيرانية فضلا عن أنها تبعث برسالة سلام وصداقة للدول المجاورة».

وتكررت تصريحات مسؤولين إيرانيين بأن طهران ستغلق المضيق - الذي يمر به 40 في المائة من حجم صادرات النفط العالمية المحمولة بحرا - إذا تعرضت لهجوم عسكري بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، وأجرت إيران تدريبات مماثلة استمرت عشرة أيام في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وأرسلت غواصة ومدمرة إلى منطقة الخليج قبل أربعة أشهر في الوقت الذي كانت تجري فيه الولايات المتحدة والقوات البحرية لدول حليفة تدريبات في المنطقة ذاتها للتدريب على سبل إبقاء ممرات الشحن مفتوحة.

ونقل عن سياري قوله يوم الثلاثاء الماضي أن التدريبات الجديدة ستختبر الأنظمة الصاروخية بالبحرية والسفن القتالية والغواصات وأساليب القيام بدوريات ومهام استطلاعية. وبحسب تقارير إعلامية إيرانية فإن طهران تحاكي من خلال هذه المناورات هجوما على قوات العدو الافتراضي عندما تكون في طريقها للاقتراب من مياه بحر عمان والخليج العربي لمهاجمة السواحل الإيرانية.

بدوره قال المتحدث باسم المناورات، العميد البحري رستجاري، إن «مجموعة السفن الحربية الإيرانية الثالثة والعشرين المؤلفة من المدمرة (جمران) وحاملة المروحيات (بوشهر) تؤدي حاليا مهام المراقبة والدورية في مضيق باب المندب والمياه الحرة وترسل جميع المعلومات حول تحركات القوات المهاجمة المفترضة إلى مقر قيادة المناورات».

مؤكدا أن أحد أهداف إجراء مناورات «الولاية 91» التي يعتبر أنها الأكبر والتي يجري تنفيذها في منطقة مضيق هرمز وبحر عمان وشمال المحيط الهندي على رقعة مائية مساحتها أكثر من مليون كيلومتر مربع، هو المحافظة على استعداد القوات البحرية للجيش لمواجهة أي تهديدات محتملة للعدو، وإيصال رسالة سلام ومحبة لجميع دول المنطقة.

وانطلقت المناورات الإيرانية في منطقة عسلوية وبارس الجنوبي في محافظة بوشهر جنوب إيران، وذلك بحضور كبار قادة الحرس الثوري الإيراني «بمشاركة وحدات من القوات البحرية والبرية والقوات الخاصة وقوات الضفادع وقوات سلاح الصواريخ» كما سيتم استخدام المنظومات الصاروخية (جنكال) إيرانية الصنع بحسب وكالة «تابناك الإخبارية» المقربة من الحرس الثوري.

وأعلن الأدميرال علي رضا ناصري، قائد المنطقة الرابعة للقوة البحرية للحرس الثوري الإيراني أن المناورات هذه «ترمي إلى رفع جهوزية الوحدات البحرية المختلفة المستقرة في هذه المنطقة وتقييم مدى القابلية الدفاعية للوحدات البحرية ومعداتها في مختلف الأبعاد»، معتبرا أن الحدود البحرية الطويلة لإيران «يستلزم إجراء تدريبات وتسجيل حضور فاعل في المياه الإقليمية ورفع الجهوزية الدفاعية لمواجهة التهديدات المحتملة».