شوارزكوف.. أحد العسكريين العظماء في القرن الـ20

TT

* ولد شوارزكوف في 22 أغسطس عام 1934 في ترنتون بنيوجيرسي وكان والده قائدا لشرطة الولاية. تخرج في الأكاديمية العسكرية الأميركية في وست بوينت بنيويورك عام 1956. حصل على درجة الماجستير في هندسة الصواريخ الموجهة من جامعة جنوب كاليفورنيا وقام بتدريس الهندسة فيما بعد في وست بوينت. ولشوارزكوف وزوجته بريندا التي تزوجها عام 1968 ابنتان وابن. وأشاد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في بيان بشوارزكوف بوصفه: «واحدا من العسكريين العظماء العمالقة في القرن العشرين». وقال مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم ذكر اسمه أمس، إن الجنرال شوارزكوف، المعروف بلقبيه «ستورمن نورمان» (نورمان العاصف) و«الدب»، توفي في مدينة تامبا، حيث عاش آخر سنوات حياته بعد تقاعده من الجيش. وبين أغسطس 1990 ومارس (آذار) 1991 غالبا ما ظهر الجنرال شوارزكوف على شاشات التلفزيون الأميركية وفي أنحاء العالم وإلى جانبه رئيس هيئة أركان الجيوش آنذاك الجنرال كولن باول الذي كان أبرز مستشار عسكري أيضا للرئيس الأسبق جورج بوش. ولم تتضح في الحال ظروف وفاة الجنرال ذي الـ4 نجوم والذي قاد عملية «عاصفة الصحراء» بصفته قائد القيادة الأميركية الوسطى وتحت إمرة رئيس أركان الجيوش الأميركية في حينه باول، في حرب ارتبطت باسميهما وارتبط اسماهما بها. وأضاف المصدر أن الجنرال شوارزكوف كان مريضا منذ أشهر عدة وتوفي نحو الساعة 14:20 (19:20 بتوقيت غرينتش) في ظروف لم تعرف بدقة في الحال.

وعلى خطى والده، تخرج نورمان في الأكاديمية العسكرية في وست بوينت (ولاية نيويورك) عام 1956. ثم حصل على الماجستير في هندسة الصواريخ الموجهة من جامعة جنوب كاليفورنيا، في لوس أنجليس. ثم صار أستاذا في الهندسة في الأكاديمية العسكرية في وست بوينت.

بين عامي 1973 و1974، كان شوارزكوف مساعدا عسكريا لنائب وزير الدفاع. وتنقل بين الرتب العسكرية. وحصل على أوسمة بسبب قيادات مختلفة في: ولاية ألاسكا (1974 - 1976)، وقيادة المحيط الهادي العسكرية في هاواي (1978 - 1980) وغيرها.

قبل حرب تحرير الكويت، كان شوارزكوف جنرالا بـ4 نجوم، وكان قائدا للقيادة الوسطى المسؤولة عن الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، من رئاستها في ولاية فلوريدا. وبحكم منصبه، كان يراقب النشاطات والتحركات العسكرية الأميركية في عشرين دولة في المنطقة. وقبل حرب تحرير الكويت، كان قد أشرف على وضع استراتيجية للدفاع عن حقول النفط في الخليج ضد غزو افتراضي عراقي. وفي أغسطس عام 1990، عندما غزا الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الكويت، أصبحت تلك الخطة أساس عملية «عاصفة الصحراء»، ولأن اسم العملية باللغة الإنجليزية هو «ديزيرت ستورم»، ولان اسم شوارزكوف الأول هو «نورم»، أطلق الأميركيون عليه اسم «ستورم نورم» (نورم العاصفة). غير أنه، كما قال المقربون منه، لم يكن متحمسا لهذا الوصف. وكان يفضل وصف «بير» (الدب)، بسبب ضخامة جسمه، وقوة صوته، وتأثير هيبته. وأشرف مباشرة عن سير عمليات «عاصفة الصحراء»، وكانت خطته المحنكة هي إرسال القوات العسكرية إلى ما وراء خطوط الجيش العراقي. وهكذا، نقل المعركة إلى قلب العراق، خلف ألوية الجيش العراقي الموجود في الكويت. ومكنه هذا من الاقتراب من حسم المعركة خلال أربعة أيام فقط.

بعد الحرب، كرم شوارزكوف بإعطائه رتبة فخرية في لواء الأجانب في الجيش الفرنسي، وكانت هذه رتبة فخرية لم ينلها أي أميركي غيره. وتقاعد شوارزكوف بعد الحرب، في أغسطس عام 1991. وكتب سيرته الذاتية في كتاب عنوانه: «دازنت نيد هيرو» (لا يتطلب الأمر بطلا)، الذي نشر عام 1992. مؤخرا، بسبب أمراض، تغيب شوارزكوف عن تقديم استشارات عسكرية في تلفزيون «إن بي سي»، حيث عمل فيها محللا عسكريا بعد أن تقاعد.