مسؤولان أميركيان يرصدان إطلاق صواريخ باليستية.. وقنابل فراغية وعنقودية في ريف دمشق وحلب

«جبهة النصرة» تتهم المجتمع الدولي بالتآمر على الثورة.. والنظام يعلن تدمير معسكر لـ«القاعدة» في دير الزور

أعمدة الدخان تتصاعد في حمص على أثر قصف عنيف تعرضت له المدينة أول من أمس (أ.ب)
TT

أعلن مسؤولان عسكريان أميركيان، أمس، أن الجيش السوري «أطلق صواريخ باليستية قصيرة المدى من صنع إيراني على مواقع الثوار، خلال هذا الأسبوع».

ونقلت قناة «سي إن إن» الأميركية عن المسؤولين قولهما إن «صاروخين اثنين على الأقل أطلقا على مواقع الثوار، وهما من طراز (فاتح A - 110) التي تعتبر أكثر دقة من صواريخ (سكود) التي استخدمت ضد المعارضين في الأسابيع الأخيرة»، مشيرة إلى أن الإيرانيين «لم يعلقوا على الموضوع»، وأن الصواريخ التي أطلقتها القوات النظامية «لم تقترب من الحدود التركية - السورية».

وتزامن هذا التطور مع مواصلة الجيش السوري الحر القتال في ريف إدلب، بهدف السيطرة على معرة النعمان، بينما شهدت العاصمة اشتباكات عنيفة، وتعرض ريف دمشق لقصف بالمدفعية الثقيلة، بينما اتهمت «جبهة النصرة» الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بالتآمر على الثورة السورية. وأحصت لجان التنسيق المحلية في «جمعة رغيف الدم» 77 قتيلا في حصيلة أولية.

وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطيران النظامي شن، أمس، غارات جوية على ريف دمشق، بعد ليلة شهدت عمليات قصف ومعارك طالت عددا من أحياء العاصمة.

وأوضح المرصد أن «الطيران قصف للمرة الأولى بلدة عسال الورد في منطقة القلمون، مما أدى إلى مقتل مدني وجرح عشرات وتدمير عشرات المساكن». وأفاد المرصد بسقوط قذائف عدة في حي القابون، بينما جرت اشتباكات بين الجنود السوريين ومقاتلي المعارضة في حي القدم، الذي قصفه الجيش النظامي. وأفاد ناشطون بأن عمليات القصف والمعارك تواصلت في ضاحية داريا التي يحاول الجيش استعادة السيطرة الكاملة عليها منذ أسابيع، وأفيد بقصفها بالمدفعية الثقيلة، بينما شهدت قرية كفر هود في ريف حماه الشمالي قصفا عنيفا، فضلا عن يلدا ودوما وحول موقع عسكري بين عربين وحرستا.

وبث ناشطون لقطات فيديو تظهر سقوط صاروخ على بلدة كفر بطنا بريف دمشق، ومشاهد إخراج عدد من الجرحى.

وقال محمد، وهو أحد الناشطين الميدانيين في مجلس قيادة الثورة بريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن «طائرات (ميغ) شنت غارات عنيفة، وألقت قنابل فراغية وعنقودية على بلدات عربين وعسال الورد وحزرما ومسرابا ودوما وكفربطنا والمليحة وداريا ومعضمية الشام».

ولفت إلى أن «بلدة عسال الورد تعرضت لقصف بطيران (ميغ) للمرة الأولى، بعد أيام على انسحاب الجيش النظامي منها».

وأشار إلى أن بلدتي مسرابا ومديرا تعرضتا لقصف عنيف براجمات الصواريخ والهاون، في ظل حركة نزوح كبيرة شهدتها البلدة، كما نفذ الطيران الحربي غارة على مدينة دوما، واستهدف قصف براجمات الصواريخ وشوارع حلب وتيسير طه والقوتلي أثناء خروج المصلين من المساجد، مما أدى إلى مقتل طفلين وجرح العشرات.

في موازاة ذلك، أفاد الناشط المعارض عن استمرار الاشتباكات في منطقة السيدة زينب تزامنا مع استمرار الحصار على المنطقة لليوم الـ34 على التوالي، لافتا إلى خروج مظاهرات في كل من بلدات يبرود وداريا والذيابية وحجيرة البلد وسقبا وقارة ودوما والمليح.

في هذا الوقت، يواصل الجيش السوري الحر القتال في ريف إدلب ما سماه «معركة البنيان المرصوص»، بهدف تحرير معرة النعمان وفتح المناطق الشمالية المحررة على بعضهما من ريف حماه باتجاه حلب.

وأفاد المرصد السوري باشتباكات عنيفة في جسر الشغور ومعرة النعمان، فيما انطلقت عدة مظاهرات في قرى وبلدات إدلب تطالب بإسقاط النظام وإعدام رئيسه.

وأفادت شبكة «شام» بأن أفرادا من الجيش الحر تمكنوا من السيطرة على حاجز الكورنيش بالكامل، ودمروا دبابات وآليات. ويعد هذا الحاجز من أهم الحواجز التي كان جيش النظام يقصف منها المدينة. كما لفتت لجان التنسيق المحلية إلى تعرض بلدة بنش لقصف براجمات الصواريخ من قبل قوات النظام، كذلك تعرض كنصفرة لقصف مدفعي عنيف.

وفي مقابل إعلان الجيش الحر سيطرته على بعقوبة في جسر الشغور، أفادت «الإخبارية السورية» بمقتل شخصين في تفجير سيارة مفخخة في اليعقوبية التابعة لجسر الشغور، فضلا عن وقوع أضرار مادية.

بدوره، أفاد المرصد بتعرض بلدتي كفرومة ومعرشورين بريف إدلب للقصف من قبل القوات النظامية في حين تجددت الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف. كما أعلن الجيش الحر سيطرته على حواجز المفرق وبيت يسوف وتل ذهب وعبوس بريف إدلب.

وفي حلب، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تعرض منطقة السفيرة في حلب لقصف بالقنابل الفراغية. وأفاد المرصد بتعرض محيط مطار منغ العسكري بريف حلب للقصف من قبل القوات النظامية، الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظمية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة، إثر حصار نفذه مقاتلون على المطار منذ عدة أيام ترافق مع سيطرة المقاتلين على أجزاء واسعة من المنطقة، مشيرا إلى تعرض أحياء الشعار والجزماتي وكرم الطراب للقصف برشاشات الطائرات. وأفادت لجان التنسيق باستمرار الاشتباكات في خان العسل بمحيط مدرسة الشرطة.

وفي حماه، أفاد ناشطون عن تعرض بلدتي طيبة الإمام واللطامنة في ريف حماه للقصف من قبل قوات النظام، بينما دارت اشتباكات بين مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية في ريف حماه الجنوبي، إثر الهجوم على رتل عسكري للقوات النظامية في المنطقة. ولفتت لجان التنسيق إلى اشتباكات بين عناصر الجيش الحر وقوات النظام وقعت في قرية الزعفرانة بحماه.

أما في القنيطرة، فتحدثت لجان التنسيق المحلية عن قصف عنيف تعرضت له قرى بريقة وبئر عجم وزبيدة من كل الجهات، بالإضافة إلى اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام. كما قصف الطيران الحربي قرية الحويقة في دير الزور.

وأفاد ناشطون بتعرض الميادين في دير الزور لقصف عنيف من جميع الاتجاهات، بينما شهدت اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والنظاميين في 3 محاور على الأقل.

وفي حمص، أفاد ناشطون بقصف قوات النظام بالطائرات وراجمات الصواريخ أحياء حمص القديمة ودير بعلبة ومدن الحولة والرستن وتلبيسة والغنطو، بريف المدينة. كما أفادت لجان التنسيق بقصف قرية طلف في الحولة بحمص بمدافع «الفوزديكا».

في هذا الوقت، اتهمت «جبهة النصرة»، على لسان زعيمها أبو محمد الجيلاني، الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بالتآمر على الثورة السورية. وقال الجولاني، في تسجيل صوتي بثّ عبر موقع «يوتيوب» إن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يسعيان لمد عمر النظام السوري، عبر إعطاء المهل وإرسال المراقبين والسعي بالهدن.

في المقابل، تحدثت وكالة «سانا» الرسمية السورية عن استهداف وحدات من القوات النظامية «معسكرا لتنظيم القاعدة في الميادين شرق طيب الفال، ودمرته بالكامل، إضافة إلى تدمير سيارة بمن فيها من الإرهابيين».

وأشارت الوكالة إلى تدمير «ثماني سيارات بمن فيها من الإرهابيين قرب حقل التنك بالميادين». إلى ذلك، أعلن ضابطان في القوات الجوية السورية انشقاقهما عن الجيش، وأقدما على اللجوء إلى تركيا لينضما إلى مئات العسكريين الذين انشقوا عن النظام. وأكد دبلوماسي تركي لوكالة «فرانس برس» إن «ضابطين برتبة لواء طيار وصلا إلى تركيا».

وذكرت الوكالة أن الضابطين المنشقين اجتازا الحدود التركية السورية مع عشرات من الجنود السوريين الآخرين وعائلاتهم عند قرية ريحانلي الحدودية في محافظة هاتاي. وستنقل السلطات التركية هؤلاء العسكريين المنشقين إلى معسكر للاجئين في هاتاي أيضا، يضم جميع الجنود السوريين الذين انشقوا عن الجيش النظامي.