آمال «النور» السلفي تتبدد في رأب الصدع قبيل انتخابات البرلمان

قواعده المنشقة تستعد لإنشاء حزب جديد.. ورئيسه أعلن استقالته رسميا

TT

أنهى الدكتور عماد عبد الغفور، مساعد الرئيس المصري للتواصل المجتمعي، الجدل الدائر داخل أكبر حزب سلفي في البلاد، وأعلن أمس (السبت) تقديم استقالته رسميا من رئاسة حزب النور وتأسيس حزب جديد باسم «الوطن».

وبينما بدأت أمانات حزب النور في المحافظات، بشكل رسمي، جمع توكيلات من جميع الأعضاء المستقيلين من «النور» لإنشاء كيان سياسي جديد، كشف الدكتور طلعت مرزوق، رئيس اللجنة القانونية لحزب النور، عن أنه «سوف يتم النظر في استقالة الدكتور عبد الغفور في الجمعية العمومية للحزب المقرر لها يوم 9 يناير (كانون الثاني) المقبل».

ويرى مراقبون أن آمال قيادات «الدعوة السلفية»، التي يعتبر حزب النور الذراع السياسية لها، تبددت في لم شمل أبناء الحزب قبيل انتخابات البرلمان المقبلة، مما قد يؤثر على فرص الحزب في الحصول على النسبة التي سبق له أن حصدها في الانتخابات الماضية والتي ضمنت له 25% من مقاعد مجلس الشعب المنحل.

وأضافت الصفحة الرسمية لـ«عبد الغفور» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن «حزب الوطن سيكون أكبر حزب مصري يجمع كل أطياف القوى الإسلامية والوطنية».

وأعلن الدكتور يسري حماد، المتحدث الرسمي السابق باسم حزب النور، أنه «تحدد الثلاثاء المقبل موعدا للإعلان عن تأسيس حزب الوطن بقاعة المؤتمرات بجامعة الأزهر الشريف بمدينة نصر (شرق القاهرة)».

وقال حماد على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أمس، إن «الأعضاء المستقيلين من (النور)، والمؤسسين لحزب الوطن اجتمعوا، أول من أمس (الجمعة)، واتفقوا على أن يكون الدكتور عماد عبد الغفور وكيل المؤسسين».

من جانبه، قال علي عبد العال، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية إن «الحزب سيكون ذا مرجعية إسلامية حسب المنهج السلفي، ومنفتح على كل أبناء الوطن»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»، أن «أعضاء (النور) تواصلوا مع عدد من شيوخ (الدعوة السلفية) لإطلاعهم على الهدف من الحزب الجديد، وأكدوا أنهم مؤيدون للحزب الجديد باعتباره إثراء للتيار السلفي وأنهم لا يرون أي تعارض في أن يكون حزب الوطن موجودا في الوقت الذي يستمر فيه حزب النور، باعتباره الذراع السياسية لـ(الدعوة السلفية)».

وكان حزب النور قد تفادى في وقت سابق من العام الحالي أزمة حادة على أثر قرار من قيادات بالحزب بعزل عبد الغفور من منصبه؛ لكن تم احتواء الأزمة في حينه. ويرى مراقبون أن «الخلافات داخل (النور) أساسها تدخل (الدعوة السلفية) في سياسيات الحزب بشكل متكرر، وشكل تحالفاته المستقبلية، خاصة في الانتخابات البرلمانية المقبلة». لكن جابر عوض، القيادي في حزب النور بمحافظة مطروح، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الخلاف إداري فقط وليس عقائديا، وتظل (الدعوة السلفية) هي المرجعية الدينية والعقائدية لجميع الأعضاء على اختلاف توجهاتهم، وهي بمنأى عن الخلاف السياسي الدائر الآن في (النور)».

وكان لـ«الجبهة السلفية» وحزب النور دور بارز في تمرير الدستور الجديد المثير للجدل. وقال الشيخ شريف الهواري، عضو مجلس إدارة «الدعوة السلفية»، لـ«الشرق الأوسط» إنه «في حالة تأسيس كيان جديد من المستقيلين، فإن (الدعوة السلفية) ملتزمة بتأييد حزب النور الذراع السياسية لها، سواء في الانتخابات المقبلة أو في غيرها».

وكان قيادات من حزب النور وأعضاء برلمانيون قد أعلنوا استقالتهم من حزب النور (الثلاثاء) الماضي، وربط خبراء بين استقالتهم وتأسيس الشيخ السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، المشرح المستبعد من الرئاسة، تحالفا إسلاميا يحمل اسم «التحالف الوطني»، ويضم إلى جانب حزب أبو إسماعيل (الذي لم يدشنه بعد) حزبي «الفضيلة» و«الشعب»، وأكدت مصادر مقربة من الشيخ أبو إسماعيل، أن «حزبي أبو إسماعيل وعبد الغفور سوف يعلنان تحالفهما في كيان واحد تحت اسم (تحالف الوطن الحر) لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، وذلك (الثلاثاء) المقبل».

ومن جهته، قال الدكتور طلعت مرزوق إنه «من المحتمل أن تكون هناك علاقة بين المستقيلين بـ(النور) بحزب الشيخ أبو إسماعيل». لكنه في الوقت ذاته قلل من أهمية موجة الاستقالات التي يواجهها أبرز الأحزاب السلفية في البلاد، قائلا لـ«الشرق الأوسط»، إن «قواعد الحزب متماسكة، وإنه يستعد حاليا لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة»، إلا أن جابر عوض، وهو قيادي في حزب النور بمطروح، قال إن «الاستقالات تزداد كل يوم.. ونستعد لجمع توكيلات لحزب عبد الغفور الجديد».

وأكد مرزوق الذي تولى رئاسة لجنة الاقتراحات والشكاوى في البرلمان المنحل، أن «حزب النور يستعد حاليا للانتخابات البرلمانية المقبلة ليخوض منافساتها بقوة»، مؤكدا أن العمل في الحزب جار على قدم وساق، والتواصل والتعاون بين جميع أبناء حزب النور لم يتأثر قط بالاستقالات.