اليمن: اغتيال ضابط في المخابرات و«القاعدة» تطالب برأس السفير الأميركي

عودة 8 صيادين يمنيين احتجزوا لدى قراصنة صوماليين في عام 2010

TT

اغتال مسلحان مجهولان يعتقد بانتمائهما لتنظيم القاعدة أمس، أحد منتسبي جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، في سياق سلسلة الاغتيالات واسعة النطاق التي تطال ضباط الأجهزة الأمنية والمخابراتية وضباط القوات المسلحة، يأتي هذا في وقت أعلنت فيه «القاعدة» عن جائزة مالية كبيرة لمن يقتل السفير الأميركي في صنعاء.

وقال شهود عيان في مستشفى ابن سيناء بمدينة المكلا لـ«الشرق الأوسط» إن المساعد مطيع باقطيان، أسعف إلى الطوارئ وقد أصيب بـ3 طلقات من مسدس؛ واحدة في الرأس واثنتان في الصدر، وإنه لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى، الذي أسعف إليه بعد أن قام مسلحان يستقلان دراجة نارية بإطلاق النار عليه بالقرب من مقر عمله، قبل أن يلوذا بالفرار، وتزايدت، في الآونة الأخيرة، عمليات الاغتيالات التي تطال ضباط جهاز الأمن السياسي (المخابرات) وضباط الاستخبارات العسكرية، وكذا الضباط المنتمين للألوية والوحدات العسكرية والمركز الرئيسي في وزارة الدفاع.

وشهدت مدينة المكلا وقفة احتجاجية لأعضاء المجلس المحلي (البلدي) بحضرموت احتجاجا على الانفلات الأمني وتزايد حوادث الاغتيالات، في حين اعتبرت اللجنة الأمنية بحضرموت اغتيال باقطيان بأنه «تندرج ضمن الأعمال والمخططات الإجرامية التي تستهدف إقلاق الأمن والاستقرار وخلق المزيد من المتاعب والمشكلات.

في هذه الأثناء، أعلنت أجهزة الأمن اليمنية عن اعتقال 5 مسلحين يشتبه في انتمائهم لـ«القاعدة»، وحسب مصادر أمنية يمنية، فقد تمكن رجال الأمن بمديرية سنحان، مسقط رأس الرئيس السابق علي عبد الله صالح في محافظة صنعاء، من ضبط المشتبه بهم. وأضافت المصادر أن عملية الاعتقال جرت فجر أمس، عندما كان المشتبه بهم يستقلون إحدى السيارات، من دون لوحة معدنية، واعتبروا «مشتبهين بالانتماء لتنظيم إرهابي». وحسب ذات المصادر، فقد عثر بحوزة المقبوض عليهم على «4 رشاشات معدل وقطعة (آر بي جي)، مع 3 قذائف، بالإضافة إلى 1700 طلقة رصاص كلاشنيكوف».

وفي الوقت الذي تشهد فيه الحرب على الإرهاب وتنظيم القاعدة ما يشبه الكر والفر، مع السلطات اليمنية، حيث ينفذ التنظيم الاغتيالات بحق الضباط، وفي نفس الوقت تستهدف عناصره الطائرات الأميركية من دون طيار في أكثر من محافظة يمنية، فقد أعلن التنظيم عن جوائز مالية مغرية لمن يقتل جيرالد فايرستاين السفير الأميركي في صنعاء، أو أحد الجنود الأميركيين (المارينز) الذي يحرسون السفارة الأميركية.

وقال التنظيم في شريط فيديو بثه، أمس، على موقع «يوتيوب»، وحمل عنوان «جهاد أمة»: «إننا في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتحريضا منا على الجهاد وتشجيعا لأمتنا المسلمة وتوسيعا لدائرة جهاد أمتنا الشعبي، نعلن عن جوائز تحفيزية: الجائزة الأولى: مقدارها ثلاثة آلاف غرام من الذهب (3 كيلوغرام ذهب) لمن يقتل السفير الأميركي اليهودي في صنعاء جيرالد فايرستاين»، حسب تعبيرهم، و«الجائزة الثانية مقدارها خمسة ملايين ريال يمني (نحو 25 ألف دولار أميركي) لمن يقتل أي جندي أميركي في اليمن».

وفي حين لم يصدر أي تعليق عن السفارة الأميركية في صنعاء على محتوى التسجيل المصور، قال مصدر في السفارة لـ«الشرق الأوسط» إن «محققين يعملون حاليا على تحليل محتوى الفيديو للتأكد من صحته».

يذكر أنه يوجد العشرات من جنود البحرية الأميركية (المارينز) في اليمن ضمن جهود مكافحة الإرهاب، بين البلدين، بينما تقوم طائرات أميركية من دون طيار بشن غارات بين وقت وآخر على مواقع مفترضة لـ«القاعدة» في معظم المدن اليمنية، خاصة في حضرموت ومأرب والبيضاء، إضافة إلى أنهم أسسوا قاعدة تحكم أميركية، في «قاعدة العند» العسكرية بمحافظة لحج الجنوبية التي تعتبر أكبر القواعد العسكرية في البلاد، في وقت يوجد فيه العشرات من الجنود الأميركيين في المناطق المحيطة بسفارتهم في «حي الشيراتون»، وذلك بعد عملية الاقتحام التي تعرضت لها السفارة من قبل محتجين في الـ13 من سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية الفيلم المسيء.