تونس: التحوير الوزاري يهدد «الترويكا الحاكمة» بالتصدع

الغنوشي يأمر بـ«ردم» الإشاعات وعدم نشرها

TT

طالب حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، أحد شريكي حركة النهضة في الحكم، بالإعلان عن التحوير الوزاري المنتظر على تركيبة الحكومة التونسية قبل يوم 14 يناير (كانون الثاني) القادم، وهو تاريخ الاحتفال بالذكرى الثانية للإطاحة بنظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي. وتمسك حزب المؤتمر بضرورة عقد اجتماع الترويكا الحاكمة في أجل اليوم (الأحد) على أقصى تقدير من أجل حسم موضوع التحوير الوزاري. ودعا أمينه العام محمد عبو إلى إصلاحات جذرية على تركيبة الحكومة كشرط لمواصلة التحالف مع شريكيه في الحكم، وهدد بالانسحاب من الائتلاف الحاكم في صورة عدم التسريع بتلك الإصلاحات. إلا أن مصادر مقربة من الحزب ترى أنه لا يمكنه عمليا التخلي عن الائتلاف الذي مكن أمينه العام المنصف المرزوقي من الوصول إلى كرسي الرئاسة في ظل دعم حركة النهضة.

وفي هذا الشأن قال سمير بن عمر، القيادي في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الائتلاف الثلاثي الحاكم بتجاوزه ذاك التاريخ يحول التحوير إلى عملية غير ذات جدوى. وانتقد تأجيل اجتماع الترويكا الحاكمة للمرة الثانية بعد أن كان مبرمجا له مساء الجمعة بسبب ما قيل إن الأمر يتعلق بنقاشات داخل حركة النهضة وخلافات حول شكل التحوير المزمع إجراؤه واختلاف الآراء بين قيادات الحركة حول توسيع التحوير ليشمل وزارات السيادة التي تسيطر عليها أم أنه تحوير جزئي لسد الشغورات الحاصلة على مستوى بعض الوزارات.

وتداولت الساحة السياسية التونسية معلومات عن غضب المنصف المرزوقي الرئيس التونسي ومقاطعته اجتماع الترويكا الحاكمة واعتكافه في مدينة سوسة السياحية، وأشاعت أن وراء غضبه عدم مصادقة أعضاء المجلس التأسيسي على ميزانية رئاسة الجمهورية في وقت سابق. وذهبت بعض التحاليل السياسية إلى أبعد من ذلك، بالحديث عن تصدع سياسي عميق قد تظهر علاماته قريبا بين حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحركة النهضة. وقالت إن بدايته كانت عن طريق انتقادات المرزوقي المتكررة لحركة النهضة والدعوة إلى التخفيض في عدد أعضاء الحكومة ضمن حكومة مصغرة في انتقاد غير مباشر للتركيبة الحكومية التي تقودها الحركة منذ نحو سنة من الآن.

وصرح نور الدين العرباوي القيادي في حركة النهضة لـ«الشرق الأوسط» بأن التباطؤ في إجراء التحوير الوزاري مرده التحاور والتشاور حول كل الملفات السياسية المطروحة ومزيد تقييم أداء أعضاء الحكومة قبل الإعلان عمن سيشملهم التحوير. وصرحت قيادات من حركة النهضة بأن الإعلان عن التحوير لن يكون إلا بعد يوم 6 يناير القادم بعد اجتماع مجلس الشورى لحركة النهضة وتقديم حمادي الجبالي تشكيلة حكومية نهائية تعرض على المجلس.

ورشحت تونس عبد اللطيف عبيد وزير التربية الحالي في حكومة الجبالي لمنصب المدير العام لمنظمة «الألسكو»، وهو ما سيفتح باب سد الشغور من جديد في صورة نجاحه وفوزه بالمنصب الجديد.

وفي ذات السياق وبعد مطالبة أحزاب المعارضة بتحييد وزارات السيادة التي تحتكرها حركة النهضة، لا تزال قضية سوء التصرف المالي الذي اتهم بها رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي ماثلة، دعا راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة خلال خطبة الجمعة إلى جلد من ينشر الإشاعة 80 جلدة وقال إن الإعلام التونسي «ينشر المنكرات». وأمر الغنوشي كل من يستمع إلى إشاعة أن يردمها في مكانها ولا يسعى إلى نشرها بين التونسيين. وقال إن المجتمع السليم يجب أن يتجنب المس بأعراض الناس ونشر الفواحش. وكان من بين التهم الموجهة إلى وزير الخارجية إيواء قريبته في نفس النزل الذي يقيم به يوم 18 يونيو (حزيران) مما أشاع إمكانية حصول الخيانة الزوجية. يذكر أن رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي متزوج من إحدى بنات الشيخ راشد الغنوشي.