رئيس وزراء اليابان الجديد يزور المحطة النووية في فوكوشيما

آبي الرافض للاستغناء عن الطاقة النووية يريد انتهاج «سياسة مسؤولة» مع المفاعلات

شينزو آبي (وسط) أثناء تفقده أمس مركز عمليات الطوارئ في محطة دايتشي النووية بفوكوشيما المتضررة بفعل زلزال وتسوماني مارس 2011 (رويترز)
TT

زار رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس محطة فوكوشيما النووية التي تضررت بزلزال وتسونامي العام الماضي، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من تنصيبه، معبرا بذلك عن تصميمه على تجاوز الأزمة. وأمضى آبي الذي رافقه عدد كبير من الصحافيين، نحو ساعة ونصف الساعة في موقع فوكوشيما دايشي (أو المحطة الأولى) بعد عام من وقف تدهور وضع المجمع النووي الذي أصيبت أربعة من مفاعلاته النووية الستة، بأضرار بالغة. وآبي هو ثالث رئيس حكومة يزور المنطقة المنكوبة بعد رئيسي حكومتي يسار الوسط السابقتين ناوتو كان ويوشيهيكو نودا. وتسربت إثر الزلزال كميات كبيرة من المواد الإشعاعية إلى الهواء والأرض والبحر.

وقال رئيس الوزراء الياباني في موقع «فيليج جي» مركز العمال المكلفين العمل في فوكوشيما دايشي «أشكر الجميع. إنه عمل شاق لكن بفضلكم تتقدم الأشغال باتجاه تفكيك» المحطة. وأضاف: «في هذه الفترة من الأعياد في السنة وحتى إذا كان الأمر صعبا جدا لعائلاتكم، اعملوا بشجاعة وانتبهوا لسلامتكم»، قبل أن يصعد في حافلة ليتوجه إلى المحطة التي تبعد عشرين كيلومترا.

وتوجه آبي الذي ارتدى سترة زرقاء وقناعا واقيا من الغاز، بالحافلة إلى المحطتين 5 و6 الأقل تضررا وإلى مناطق قريبة من المواقع التي وضعت فيها نفايات مشعة وركام. وفي مبنى مقاوم للزلازل تحدث بضع دقائق مع عمال بحضور رئيس شركة كهرباء طوكيو التي تشغل المحطة. وقد وجه رسائل «شكر وتشجيع» إلى هؤلاء العمال الذين «يواجهون تحديا لا سابق له».

وبعدما غادر المحطة أكد شينزو آبي أن «الموقع أصبح في مرحلة الإعداد لتفكيكه». وأضاف «أريد تسريع العمليات قدر الإمكان لأن إعادة تشغيل (منطقة) فوكوشيما أساسي» لأحياء اليابان. وكان نحو 160 ألف شخص غادروا المنطقة الملوثة التي أصبح جزء كبير منها غير قابل للسكن.

ولا يخفي رئيس الوزراء الذي انتخب في 26 ديسمبر (كانون الأول) بعد الفوز الساحق لحزبه الليبرالي الديمقراطي، رغبة حكومته في إعادة تشغيل المفاعلات النووية التي ترى سلطة الإشراف على القطاع النووي أنها آمنة. وسلطة تنظيم المحطات النووية هيئة مستقلة شكلت في سبتمبر (أيلول) الماضي. لكن في فوكوشيما التي شهدت أكبر كارثة نووية بعد تشرنوبيل (1986)، التزم الحذر. وقال «أريد اتباع سياسة مسؤولة في قطاع الطاقة وهذا يعني أننا في السنوات الثلاث المقبلة سنبذل أقصى الجهود لدفع مصادر الطاقة البديلة قدما بدءا بالطاقات المتجددة، ونحدد في السنوات العشر المقبلة أي مصدر هو الأفضل».

وكان وعد خلال حملته الانتخابية باتخاذ قرار بشأن كل واحدة من المحطات الـ48 التي توقفت (من أصل خمسين محطة). ويرى رئيس الوزراء أن اليابان لا يمكنها الاستغناء عن الطاقة النووية، لأسباب اقتصادية.

وكان وزير الصناعة اسقط يوم تعيينه هدف الاستغناء نهائيا عن الطاقة النووية الذي وعدت به حكومة يسار الوسط السابقة. وبعد زيارته إلى المحطة، توجه رئيس الوزراء إلى كاواشي البلدة التي تسعى لإعادة سكانها من أجل أحياء المنطقة المنكوبة. وقد صافح بعض السكان الذين يقيمون حاليا في ملاجئ مؤقتة أقيمت بعيدا عن منطقة الكارثة. وقالت امرأة مسنة لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن لاجئون. كانت الحياة جميلة من قبل لكن الآن المسنون وحدهم مستعدون للعودة».