«الجيش الحر» يطلق دليل التوجيهات العسكرية للثوار والمقاتلين

مجلس القيادة العسكرية المشتركة يصدر قرار ترقية رئيس هيئة الأركان من عميد إلى لواء

TT

ضمن الخطوات العسكرية التنظيمية التي يعمل عليها الجيش السوري الحر، جاء إطلاق دليل التوجيهات العسكرية للثوار والمقاتلين، كما اتخذ مجلس القيادة العسكرية المشتركة العليا، قرار ترقية رئيس هيئة الأركان العميد سليم إدريس إلى رتبة لواء، في أول قرار صادر عنه، بحسب ما جاء في القرار رقم واحد الذي تلاه عضو القيادة العقيد عبد الجبار العكيدي في شريط فيديو وزعه المكتب الإعلامي للقيادة.

وقد أكد أبو إياد، الناطق باسم المجلس العسكري الثوري في دمشق لـ«الشرق الأوسط»، أن إطلاق الدليل هو استكمال لخطة توحيد الصفوف وضبط العمل العسكري على الأرض بين الثوار والمقاتلين السوريين على اختلاف عقائدهم وتنظيماتهم، وذلك، لتذكيرهم بالواجبات والمبادئ الواجب الالتزام بها، لافتا إلى أن هذه التوجيهات لا تقتصر فقط على توزيع هذا الكتيب إنما أيضا على التواصل المباشر مع المقاتلين على الأرض من قبل القيادات العليا وعبر المجالس الثورية والمحلية التي تلعب كلها مجتمعة دورا أساسيا في هذا الإطار، لا سيما أن ديننا الإسلامي يمنعنا من القيام بأعمال لا تناسب أخلاقنا وإنسانيتنا. مشددا على أن هذه الخطوة هي استكمال لتوحيد الجهود بعدما تم تشكيل رئاسة الأركان وجمع أكثر من 80 في المائة من القوى العسكرية تحت مظلة واحدة، ليكون العمل مؤسسيا وتوحيد الصفوف بعدما أصبحنا قاب قوسين من تحرير العاصمة دمشق.

وهذه الدروس العسكرية الأخلاقية التي ينص عليها الكتيب، ارتكزت، بحسب ما ظهرت على مواقع المعارضة، مقرونة بمقتطفات من القرآن والإنجيل، وأحاديث عن غاندي ومارتن لوثر كينغ، تحث كلها على الالتزام بهذه القواعد مع المدنيين و«الأعداء» في إشارة إلى قوات النظام.

وبينما يجري توزيع الدليل على الجبهات، قامت مجموعة «واو الوصل»، التي أشرفت فنيا على هذا الكتيب، بنشره على موقعها وعلى موقع «يوتيوب»، على ذلك يسهم أكثر في انتشاره بين المقاتلين.

وعما إذا كان وضع هذا الكتيب يأتي نتيجة بعض الارتكابات التي يقوم بها عناصر «الجيش الحر» بحسب ما ذكرت مصادر عدة، أكد أبو إياد أن معظم الفيديوهات التي تم تناقلها هي مسربة من النظام متهما بها «الجيش الحر» بهدف تحريض أبناء الطائفة السنية وجرهم إلى الانتقام من العلويين، وبالتالي إلى حرب أهلية، وهذا ما لن نقبل به ولن نسمح بأن يصل الأسد وحلفاؤه إلى تحقيق ما يصبون إليه وإقامة دولة علوية. ويرى أبو إياد أن هناك فرقا كبيرا بين ممارسات النظام وممارسات المعارضين، ولا يمكن المقارنة بين الاثنين، مضيفا: «قد يكون هناك بعض التجاوزات الفردية غير المنضبطة، لكن يتم محاسبة هؤلاء ومعاقبتهم ووضع الحد لها». لافتا إلى أن رد فعل النظام على هذه التجاوزات، إذا حصلت، تكون بالانتقام من المدنيين، الأمر الذي نرفضه؛ لأن مهمتنا هي الدفاع عن هؤلاء والمحافظة على حياتهم.

وأبرز ما جاء في التوجيهات التي نص عليها الكتيب، تلك التي جاءت تحت عنوان «قواعد السلوك أثناء القتال»، وأهمها، عدم مقاتلة إلا المقاتلين وعدم مهاجمة إلا الأهداف العسكرية والابتعاد عن المدنيين والأغراض المدنية. والعمل على تجريد «مقاتلي الأعداء» من أسلحتهم وذخيرتهم وعدم الاعتداء عليهم بالضرب أو التعذيب ومعاملتهم بإنسانية وتقديم الإسعافات الأولية لهم، وتسليمهم بأسرع وقت إلى القيادات أو أقرب مركز للأسرى. وتركز هذه التوجيهات على عدم التصرف كما تتصرف قوات النظام، والابتعاد عن أعمال الثأر، مخاطبين إياهم بالقول «نعول عليكم في حماية أبناء الشعب وحقن الدماء قدر الإمكان لأننا نرى فيكم القدوة الحسنة والقيادة التي ترعى الشعب. والتأكيد على أن ثورتنا سلمية ودماء السوريين ستظل غالية علينا».