عودة الاشتباكات إلى مخيم اليرموك.. والأهالي يعانون من الصقيع ونقص الغذاء والأدوية

كتيبة في «الجيش الحر» تلقي القبض على مفخخ سيارة قبل تفجيرها بدقائق

TT

استبقت إحدى الكتائب الفلسطينية التابعة لـ«الجيش السوري الحر» داخل مخيم اليرموك، تفجير سيارة مفخخة في ساحة الريجة في المخيم، مساء أول من أمس، بإلقاء القبض على سائقها المدعو لؤي محمد جمعة، الذي كان مكلفا بإدخالها إلى المخيم والترجل منها، على أن يقوم شخص آخر بتفجيرها عن بعد.

وأعلنت كتيبة «الشهيد عبد الله عزام» ومجموعة «ألوية الحق» الفلسطينية أمس أنها تمكنت من إلقاء القبض أثناء كمين مشترك في منطقة ساحة الريجة بتوقيف سيارة سابا (رقم 468951)، وعند تفتيش السيارة تبين أنها مفخخة، فقام عناصر من الكتيبة بإلقاء القبض على السائق لؤي محمد جمعة (مواليد عام1988). وذكرت أنه «تم اقتياده إلى فرع التحقيق التابع لنا وقمنا بإجراء طوق أمني حول السيارة وإخلاء المنازل من المواطنين الآمنين وقطع السير عن المكان»، لافتة إلى أنه «أثناء التحقيق معه، قامت عصابات الأسد الموجودة بشارع نسرين بتفجير السيارة عن بعد، مما أحدث دمارا في المباني المجاورة، من دون أن يصاب أحد من الأهالي بأذى». وبثت الكتائب شريط فيديو يظهر فيه رجل قال إن اسمه لؤي محمد جمعة واعترف بتكليفه تفخيخ السيارة وإدخالها إلى المخيم تمهيدا لتفجيرها.

وبثت تنسيقية مخيم اليرموك صورا تظهر آثار الخراب والدمار الذي سببه انفجار السيارة المفخخة. وذكرت أنه «بعد فشل عصابات الأسد في تأليب أهالي مخيم اليرموك على الثورة السورية، قاموا بقصفه بالمدفعية وبالطيران ووضعوا القناصين لقتل المدنيين». ولفتت إلى أن «المخيم محاصر منذ أيام ويمنع إدخال احتياجات الأهالي والدواء والأكسجين للمشافي»، موضحا أن «المخيم الصامد ينادي الفلسطينيين في كل مكان للتحرك وينادي الأمم المتحدة للقيام بدورها».

وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا قد أفادت أمس عن «اشتباكات عنيفة عند مداخل المخيم وشارع الثلاثين بين (الجيش الحر) والقوات النظامية بالتزامن مع قصف بالدبابات من ثكنة شارع الثلاثين على المناطق الجنوبية والمخيم. ووجه أهالي المخيم نداء عاجلا لكل الهيئات والمنظمات الإنسانية للتدخل لضمان وصول المساعدات الضرورية من دواء وغذاء، نظرا للحصار الخانق على المخيم.

وقال محمد، وهو الناطق الرسمي باسم «المرصد الفلسطيني لحقوق الإنسان» لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن مستشفيي فلسطين والباسل العاملين داخل المخيم يعانيان من نقص حاد في المواد الطبية»، فيما كانت صفحات المعارضة الخاصة بمخيم اليرموك قد أشارت إلى أن ثلاثة موظفين فقط تمكنوا أمس من الوصول إلى مشفى الباسل.

ويزيد استمرار القصف على أحياء دمشق الجنوبية كيلدا والتضامن والحجر الأسود من صعوبة إدخال المواد الطبية والغذائية والمحروقات. ويؤكد الناشط المعارض أن «حالات وفاة عدة سجلت في اليومين الأخيرين بسبب نقص الأكسجين وعجز الأطباء عن معالجة المرضى والجرحى». وفي موازاة استمرار منع دخول الطحين والمحروقات إلى مخيم اليرموك، يعاني الأهالي من نقص في الخبز والتدفئة، في ظل موجة برد قارس.

وذكر الناشط أن «40 في المائة من أهالي المخيم عادوا إليه بعد الاشتباكات الأخيرة، لكنهم يعانون من صعوبة تأمين المأكل والمواد الاستهلاكية الأساسية والأدوية، خصوصا بسبب استمرار تساقط قذائف الهاون على المخيم وتواصل القنص، وتحديدا شارعي اليرموك وفلسطين، وهو ما يعيق حركة الأهالي»، لافتا إلى حدوث «35 حالة قنص على الأقل في الأيام الأخيرة».

وشهد مخيم اليرموك في الفترة الماضية سلسلة من أعمال العنف، إذ تعرض للمرة الأولى لقصف من الطيران الحربي السوري في 16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ومرة أخرى في 18 منه، تزامنا مع اشتباكات في عدد من أحيائه. وأدت هذه الأحداث إلى حركة نزوح كثيفة، ووصل عدد الهاربين منه إلى 100 ألف لاجئ فلسطيني، بحسب أرقام الأمم المتحدة، من أصل 150 ألفا يقطنون فيه.

لكن الآلاف من هؤلاء بدأوا منذ الخميس الماضي بالعودة إلى المخيم بعد توقف الاشتباكات، والحديث عن اتفاق بسحب المسلحين من الطرفين لتحييد المخيم عن النزاع السوري المستمر منذ 21 شهرا.