«الاتحاد الديمقراطي السوري» يبحث عن دعم أحزاب المعارضة الكردية بإقليم كردستان

في ظل سياسة الاستقطاب لحزبي بارزاني وطالباني

TT

التقى صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الموالي لحزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا برئيس حركة التغيير المعارضة نوشيرون مصطفى، وأجرى معه محادثات تركزت حول أوضاع المناطق الكردية بسوريا وتداعيات الوضع الاقتصادي السيئ على المواطن السوري بالداخل.

وفي أعقاب الاجتماع خرج الزعيمان الكرديان بمؤتمر صحافي مشترك أكدا خلاله على أهمية التعاون الكردي ووحدة الموقف بمواجهة التداعيات المستقبلية على القضية الكردية في سوريا بعد سقوط النظام الحاكم بدمشق، حيث أكد رئيس حركة التغيير أن «حركته تدعم بشكل كامل نضال الشعب الكردي بغرب كردستان من أجل تحقيق حقوقه القومية المشروعة، وأن الحركة لن تألو جهدا من أجل دعم هذا النضال بشكليه السياسي والمعنوي»، وأشار مصطفى إلى أن «المحادثات التي أجريناها كانت مفيدة وبناءة سيكون لها أثر إيجابي على نضال إخواننا هناك».

من جانبه، شدد رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي على «أهمية دعم الأحزاب السياسية بإقليم كردستان لنضال الشعب الكردي بسوريا»، مشيدا بالسياسي الكردي نوشيروان مصطفى وحركته السياسية التي وقفت منذ البداية إلى جانب النضال الكردي بسوريا، وقال «نتمنى أن تستمر لقاءاتنا السياسية هذه لما للأخ نوشيروان وحركته من ثقل سياسي بالمنطقة».

في غضون ذلك، أكد مصدر قيادي كردي سوري أن «زيارة مسلم إلى إقليم كردستان تهدف إلى حشد الدعم لحزبه الذي يسيطر على الأرض بداخل المناطق الكردية، ويدير الأجهزة الأمنية والإدارية في المناطق المحررة من كردستان سوريا، خاصة مع ازدياد الانتقادات الموجهة إلى هذا الحزب بالانفراد بإدارة تلك المناطق بعيدا عن المجلس الوطني الكردي السوري».

وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» إن القضية الكردية في سوريا تتجاذبها حاليا استقطابات سياسية، حيث إن الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان يعملان كل من جانبه إلى كسب بعض الأطراف السياسية الفاعلة داخل سوريا، وهناك محاولات من بعض الأطراف لفرض هيمنتها على الأحزاب الكردية بالداخل، فالمجلس الاتحادي الذي تشكل مؤخرا من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني والذي ضم كلا من حزب اليكيتي الكردي والحزب الديمقراطي الكردي (البارتي) الذي يتزعمه عبد الحكيم بشار والحزبين «آزادي» بجناحيه، هو محاولة من بارزاني للسيطرة على الأحزاب الكردية السورية بالداخل، وهذا المجلس بصراحة هو انقلاب على المجلس الوطني الكردي الذي كان يضم هذه الأحزاب، «فبدلا من العمل على توحيد موقف هذه الأحزاب، نرى هناك محاولات لتمزيق صفوفها بتشكيل تحالفات وهيئات ومجالس متعددة، فما دام المجلس الوطني الكردي موجودا لم يكن أي داع لتشكيل ذلك المجلس المصغر من الأحزاب الأربعة».

وقال المصدر «مخاوفنا كبيرة من هذه الاستقطابات، وخاصة أن حزب الاتحاد الديمقراطي التقى زعيمه قبل يومين بالملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة بالاتحاد الوطني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، مما يؤكد صدق مخاوفنا من دخول الأحزاب الكردية السورية إلى هذه الاستقطابات التي لن تفيدها، لأن الوضع الحالي بسوريا لا يحتمل المزيد من الانقسام والتشرذم».

وأضاف المصدر أن «هناك أيضا محاولات إقليمية أخرى، وخاصة من تركيا، لوأد القضية الكردية بسوريا، فقد علمنا أن تركيا تسعى بدورها لفرض هيمنتها على المناطق الكردية من خلال تأسيسها ودعمها لما تسمى (جبهة تحرير الجزيرة والفرات)، وكما هو ظاهر من اسم الجبهة فإنه لا يمت بأي صلة للشعب الكردي ولا لنضاله المشروع من أجل نيل حقوقه القومية المسلوبة».