الجيش الحر يقصف مطار دمشق ويستهدف مسقط رأس الأسد للمرة الأولى

الائتلاف الوطني يستنكر التوتر بين درعا والسويداء وقوات النظام تسيطر على دير بعلبة في حمص

عناصر من الجيش السوري الحر يجوبون أحد شوارع حلب التي يبدو الدمار عليها بعد تعرضها لقصف القوات النظامية أمس (رويترز)
TT

بعد جمعة دامٍ سقط فيه 140 قتيلا بحسب ما أعلنت لجان التنسيق المحلية، أعلن الجيش السوري الحر عن قصف مطار دمشق الدولي واستهدافه القرداحة، بلدة الرئيس السوري بشار الأسد، للمرة الأولى، إضافة إلى ضرب أحد الحواجز في جبال القلمون، بحسب ما أعلن المكتب الإعلامي التابع للقيادة المشتركة، وهذا ما أظهرته مقاطع فيديو نشرت على مواقع المعارضة. فيما وصل عدد قتلى أمس، إلى 102 قتيل، كحصيلة أولية، بحسب ما الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وذكرت القيادة المشتركة، أنّ الجيش الحر استهدف براجمات الصواريخ مطار دمشق الدولي مما أدى إلى حدوث انفجارات داخل المطار وتصاعد لأعمدة الدخان. ولفتت لجان التنسيق إلى تعرض بلدة برزة للقصف الذي استهدف جادة المشروح بالتزامن مع سماع أصوات إطلاق نار. وفي ريف دمشق، قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ وطائرات الميغ مدن وبلدات حوش عرب والمليحة ومسرابا ومدينة الزبداني ومعضمية الشام بريف دمشق.

من جانبه لفت الناشط أحمد الدمشقي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الغوطة الشرقية تعرضت يوم أمس لقصف عنيف غير مسبوق، بالإضافة لقصف عقربا تعرضت بلدتي النشابية وحرستا ومدينتي دوما ويبرود لقصف مدفعي وجوي عنيف وقال «بدأ القصف الجوي الجنوني على الغوطة الشرقية منذ الساعة الثامنة من صباح يوم أمس، وكان القصف لشدته يسمع في غالبية أحياء العاصمة» كما أشار إلى «وصول مزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة داريا جنوب غربي دمشق، وتعرضت المدين للقصف بصورايخ أرض - أرض مصدرها مطار المزة العسكري واستهدف الأحياء السكنية»، وفي مدينة حرستا وبعد اشتباكات دامت عشر ساعات بين قوات النظام ومقاتلي الجيش الحر، تمكن الجيش الحر من السيطرة على «أهم طرق الإمداد العسكري لإدارة المركبات» بحسب الناشط أحمد الدمشقي الذي أفاد بتعرض مطار دمشق الدولي للقصف بقذائف الهاون من قبل الجيش الحر» وذلك بعد توارد أنباء عن «وجود ضباط روس وإيرانيين في مطار دمشق الدولي يتولون مهمة إدارة العمليات العسكرية لقوات النظام».

بدورها قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الحصيلة الأولية للقتلى يوم السبت تجاوزت الستين قتيلا معظمهم في ريف دمشق وحلب.

وأفادت شبكة «شام» بأن قوات النظام عمدت منذ الصباح الباكر لقصف مدينة سقبا ومحيطها وبساتين في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى، وتدمير عدد كبير من المنازل.

وأشار المرصد إلى أنّ الطائرات الحربية نفذت غارتين على بلدة سقبا ومحيطها وعلى بساتين في الغوطة الشرقية. فيما أفادت لجان التنسيق بتنفيذ قوات النظام حملة مداهمات واعتقالات في الضمير طالت عشرات المنازل والأشخاص وسط إطلاق نار، وتعرضت بلدة عقربا إلى القصف بالقنابل الفوسفورية من طيران الميغ.

وفي اللاذقية، كانت القرداحة ليل أمس، هدفا لوحدات من فرقة النعيم التي استهدفت البلدة للمرة الأولى بصواريخ عدّة وقذائف هاون، بحسب ما جاء في بيان للمكتب الإعلامي للقيادة المشتركة، مرفقا بمقطع فيديو. ولفت البيان إلى أنّ هذا الاستهداف جاء ردّا على مجازر النظام في حلفايا والريف الحموي عامة وتلبيسة ودير بعلبة والربيع العربي في حمص، مما أسفر عن هروب الكثير من سكان البلدة.

وقالت لجان التنسيق إنّ القصف المدفعي والصاروخي استهدف قرية عكو التي شهدت حركة نزوح كبيرة. وأكّد عمار الحسن، الناشط في اتحاد تنسيقيات الثورة في محافظة اللاذقية، لـ«الشرق الأوسط» تعرض جبل التركمان لقصف صاروخي ومدفعي استهدف قرى ناحية ربيعة وقصف بالهاون والمدفعية على قرى بيت عوان والشاكرية والتفاحية ودير حنا والخضرا، من قبل قوات النظام المتمركزة في خربة السولات. ولفت الحسن إلى استهداف جبل الأكراد بالقصف المدفعي، بمعدل قذيفة كل 5 دقائق، ولا سيما على قرى سلمى ودورين وكفردلبة. مشيرا إلى أنّ سيارات الإسعاف لم تهدأ طوال يوم أمس في المدينة حيث كان يتم تشييع ضابط في الجيش السوري برتبة عميد أو لواء. ولفت إلى أنّ المستشفيات الحكومية في المنطقة، وهي الأسد الجامعي والعسكري والمستشفى الوطني، لم تعد قادرة على استقبال المرضى والمصابين، لا سيما المدنيين منهم، وذلك نظرا إلى امتلائها بعناصر الشبيحة وقوات النظام.

أما في حمص، فقد أعلن المكتب الإعلامي في القيادة المشتركة، في بيان له مرفقا بمشاهد فيديو، أنّ عناصر كتائب النور قامت بضرب أحد حواجز الجرد في جبال القلمون بالاشتراك مع كتيبة المجاهدين الأحرار، وذلك، بالتزامن مع قيام حزب الله بإرسال مئات من العناصر وتعزيزات عسكرية وأمنية إلى المناطق الحدودية مع سوريا من جهة القلمون، بحسب ما جاء في البيان، بهدف التدخل وحماية طريق دمشق - حمص من الوقوع تحت سيطرة الجيش الحر لا سيما بعد قيام كتائب أسود السنة بضرب حاجز جسر النبك قبل يومين. متوعدا كذلك، حزب الله بعمليات نوعية وكبيرة في القلمون وريف حمص.

وبدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات النظام استهدفت أيضا حي الخالدية بمدينة حمص، كما سمع دوي انفجارات شديدة بالحي.

مشيرا في الوقت عينه، إلى سيطرة القوات النظامية على حي دير بعلبة بمدينة حمص بعد انسحاب مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة من الحي إثر عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية استمرت لعدة أيام رافقها قصف عنيف واشتباكات متواصلة ومحاولات اقتحام متعددة وسط حصار للحي الذي يعيش ظروف إنسانية مزرية. كما تم استهداف حي جوبر بقذائف الهاون وإلقاء القنابل العنقودية عليه، بحسب ما ذكرت لجان التنسيق.

وفي درعا قالت شبكة «شام» إن أربعة قتلى وعددا من الجرحى سقطوا في المدينة، جراء استهداف قوات النظام لإحدى الحافلات وسط المدينة بإطلاق النار عليها.

وفي محافظة إدلب، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام، وكتائب أخرى بمحيط معسكر وادي الضيف وعين قريع وحاجز الحامدية، كما سمعت أصوات انفجارات شديدة بمحيط حاجز للقوات النظامية بمنطقة حيش ترافقت مع اشتباكات عنيفة وقصف من قبل قوات النظام على قرى التح وبابولين وتلمنس.

كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أخرى اقتحموا معسكر الحامدية للقوات النظامية وهو تجمع كبير للقوات النظامية السورية جنوب مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في شمال غربي سوريا، في خطوة قد تسهل لهم التقدم نحو معسكر وادي الضيف القريب الذي يحاصرونه منذ أسابيع، مشيرا إلى أن «اشتباكات عنيفة تدور الآن مع عناصر المعسكر تترافق مع أصوات انفجارات شديدة».

كما لفت المرصد في بيان له إلى انشقاق دبابة مع كامل عناصرها من المركز الذي يضم عددا من الدبابات والعناصر.

وذكرت لجان التنسيق أنّ الطيران الحربي شنّ غارات جوية على كفررومة ومعرة النعمان في إدلب حيث دارت اشتباكات عنيفة حول معسكري وادي الضيف والحامدية.

أما في حلب، فقد تعرض محيط مطار منغ العسكري للقصف من الطائرات الحربية في محاولة لفك الحصار عن المطار المحاصر من قبل مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والذين تمكنوا قبل أيام من اقتحام السور الخارجي لحرم المطار، بحسب المرصد الذي ذكر أنّ انفجارا هزّ ليل الجمعة مطار حلب الدولي والمنطقة المحيطة به وشوهدت النار تندلع داخله، فيما تضاربات المعلومات عن طبيعة الانفجار، منها ما أشار إلى استهداف طائرة مدنية كانت ترافقها طائرة عسكرية لدى إقلاعها من المطار مما أدى إلى سقوطها واحتراقها، فيما قالت معلومات أخرى إن الانفجار ناجم عن قصف للمطار المحاصر، كما تجددت الاشتباكات في محيط وأطراف لواء للقوات النظامية مكلف بحماية المطار الدولي الذي يقع قرب مطار النيرب العسكري.

كذلك، قالت لجان التنسيق إنّه تم قصف أعزاز بالطيران الحربي كما تمّ إلقاء براميل متفجرة عليها.

كذلك، في حماه، تعرضت بلدة كرناز للقصف من الطائرات الحربية وسقط عدد من القتلى، ولا يزال بعضهم تحت الأنقاض.

من جهة أخرى، أصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، بيان تعزية بقتلى السويداء، مدينا كذلك، لغة التهديد التي استهدفت هذه المنطقة، وذلك بسبب التوتّر الحاصل بين أبنائها وأبناء درعا، نتيجة جريمة اقترفها عناصر من الشبيحة التابعين للنظام والتي أدت لمقتل عناصر من الجيش الحر واعتقال بعض منهم.