متظاهرو الأنبار يستقبلون المطلك بالحجارة.. وصلاح الدين تبدأ اعتصامها اليوم

محتجون طاردوا نائب رئيس الوزراء مسافة كيلومتر ونعتوه بـ«الخائن».. والأخير يتحدث عن محاولة اغتيال

محتجون يهاجمون المطلك ويحاولون إنزاله عن المنصة ثم يطاردونه (أ.ف.ب).. وفي الإطار صالح المطلك (أ.ب)
TT

في وقت ما زالت فيه الأوضاع مشتعلة في محافظتي الأنبار ونينوى (الموصل) حيث تشهدان احتجاجات متواصلة منذ أكثر من 7 أيام أطلقتها شرارة اعتقال حماية وزير المالية العراقي رافع العيساوي، الذي يتحدر من تلك المناطق ذات الأغلبية السنية، قرر النائب السني لرئيس الوزراء العراقي صالح المطلك التوجه إلى مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، للقاء المتظاهرين وبحث مطالبهم، إلا أن الرياح لم تجر كما تشتهي السفن، إذ هاجمه المئات من المتظاهرين الغاضبين هناك ونعتوه بـ«الخائن»، وتمكنت الشرطة من إنقاذه بعد أن أطلق حراسه النار في الهواء لتفريق الجموع، مما أدى إلى إصابة شخصين.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد وصل المطلك إلى تجمع المتظاهرين صباحا وصعد إلى منصة الخطابات، لإلقاء كلمة، لكن ما إن بدأ كلامه بالسلام، ثم قال: «اسمعوني يا شباب»، انطلقت صيحات تردد: «خائن».

حينها بدأ المتظاهرون يقذفون زجاجات المياه والحجارة والأحذية تجاه المنصة، وهتفوا «ارحل.. ارحل»، ثم أجبروا المطلك على النزول منها وأحاطوا به، مما دفع حمايته إلى إطلاق النار في الهواء لتفريقهم. وأجبر الحشد المطلك على التوجه إلى جهة عكس الجهة التي تقف فيها سيارات موكبه. وهرول المتظاهرون خلف المطلك لمسافة كيلومتر قبل أن تصل قوة من الشرطة الاتحادية التي قامت بدورها بإطلاق النار بالهواء وإنقاذه. وانتزع المحتجون ربطة عنق المطلك الذي تعرض للكمة على فمه، وأصيب بنزيف، وقال متحدث باسم المطلك لاحقا إنه سليم وهو في طريق عودته إلى بغداد. وقال سعيد اللافي، وهو متحدث باسم المحتجين لوكالة «رويترز»: «الآن فقط وبعد مرور 7 أيام على المظاهرات يأتي المطلك لتقويض المظاهرة».

وبدوره حمل المطلك، المتحدر من الأنبار أيضا وزعيم جبهة الحوار الوطني المنضوية في القائمة العراقية، بشدة على جهات لم يسمها وزعم بأنه تعرض لمحاولة اغتيال.

وقال بيان صادر عن مكتبه وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «المطلك تعرض إلى محاولة اغتيال جبانة أثناء حضوره الاعتصامات القائمة في محافظة الأنبار»، مشيرا إلى أن «الاعتداء أدى إلى جرح عدد من أفراد الحماية وتضرر المركبات الخاصة للموكب الرسمي، نتيجة لإصابتها بوابل من الرصاص».

وزعم البيان أن «المتظاهرين استقبلوا نائب رئيس الوزراء حال وصوله بحفاوة بالغة وهتفوا باسم العراق وشعبه الواحد»، متهما «وجود عناصر مندسة تحاول ثني المتظاهرين عن تحقيق مطالبهم المشروعة، وقاموا بمحاولة جبانة لاغتيال المطلك وسط حشود المعتصمين من أهلنا في محافظة الأنبار».

ومن جهته، أكد مقرب من المطلك كان يرافقه في زيارته إلى الرمادي لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أنه «لدى صعود المطلك إلى المنصة، كان أحد المندسين يقف خلف حمايته، وذلك بهدف دفع المطلك لكي يسقط على الأرض ويكون بمتناول جماعة هؤلاء»، مشيرا إلى أن «العملية منظمة ومخطط لها، ولم تكن ردة فعل عفوية من قبل المتظاهرين، حيث إنه تم استخدام أسلحة نوع (بي كي سي) والسؤال هو من أين جاءت هذه الأسلحة غير الشخصية؟ ومن وفرها لهم؟». وأضاف أن «عددا من سيارات الموكب وهي مصفحة أصيبت جراء ذلك».

ومن جانبه، أكد أمير قبائل الدليم الشيخ ماجد علي سليمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «التظاهرات أمر مقبول في حال بقيت في حدود المطالبات المسموح بها، وفق القانون والدستور، لكنها تتحول إلى شيء آخر، في حال حصل تداخل فيها هنا أو هناك». وفي غضون ذلك، تواصل أمس الاعتصام في محافظة نينوى، مركزها الموصل، شمال العراق. وطبقا لما أعلنه عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية شعلان الكريم، فإن محافظة صلاح الدين سوف تبدأ من اليوم (الاثنين) اعتصاما يبدأ من مدينة سامراء. وكان المئات قد تظاهروا أمس قرب مجلس محافظة نينوى للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين والمعتقلات العراقيات في السجون. ويذكر أن هذه المظاهرات مستمرة لليوم الرابع هناك. وطالب عضو البرلمان العراقي عن محافظة صلاح الدين شعلان الكريم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» رئيس الوزراء نوري المالكي بـ«الاعتذار لأبناء المنطقة الغربية عندما استخدم كلمة (جعجعة)، التي هي صوت البعير». وقال الكريم إن «على رئيس الوزراء سحب هذه الكلمة لأنه لا يجوز له استخدام مثل هذه المفردات بحق أبناء الشعب العراقي، لا سيما أن الشعارات والهتافات كانت تنادي بوحدة البلاد وترفض الطائفية».