أنباء عن انفجار بمبنى أمن الدولة في دمشق.. واستمرار نزف الطائرات

مصادر عسكرية معارضة: معركة الشمال اقتربت من الحسم.. وتليها معركة حمص

عناصر من المعارضة السورية المسلحة تتفحص بعض الأسلحة التي غنمتها من القوات الحكومية في قاعدة وادي الضيف العسكرية بإدلب أول من أمس (رويترز)
TT

بينما أشارت أنباء من العاصمة السورية أمس إلى وقوع «انفجار هائل بمبنى أمن الدولة بكفرسوسة بدمشق» إضافة إلى إعلان مجلس قيادة الثورة عن «إطلاق قذائف باتجاه القصر الجمهوري في دمشق»، بحسب ناشطين معارضين، أكد آخرون أن الجيش الحر يشن هجوما على كتيبة التسليح والكيمياء في بصرى الحرير بدرعا، بينما أشار المركز الإعلامي إلى أن «الجيش الحر يسيطر على الكتيبة 413 في القلمون بريف دمشق»، بينما توالى إعلان المعارضة عن إسقاط الطائرات بين مروحية فوق مطار منغ العسكري في حلب، ومقاتلة حربية في الغوطة الشرقية، وأخرى في قلعة المضيق بحماة.

وفي غضون ذلك، أعلنت المعارضة السورية أمس، إطلاق القوات النظامية من مطار المزة العسكري صاروخا «مجهول الهوية يشاهده السوريون لأول مرة» وسقوطه في داريا بريف دمشق، ما تسبب بدمار هائل، بينما أكدت مصادر الجيش السوري الحر أن معركة الشمال «اقتربت من الحسم»، مشيرة إلى «تقدم واسع في إدلب وريف حلب»، بالتزامن مع تواصل الاشتباكات العنيفة في ريف معرة النعمان وعلى تخوم مطار منغ العسكري في ريف حلب، وتعرض مناطق واسعة للقصف ما أدى إلى سقوط 52 قتيلا في حصيلة أولية بحسب لجان التنسيق المحلية.

وجاءت تلك التطورات عقب إعلان أول من أمس «يوما دمويا»، إذ ذكرت لجان التنسيق المحلية أنه «سجلت، السبت، أكبر حصيلة ضحايا منذ بدء الثورة السورية؛ حيث قتل 397 شخصا برصاص القوات النظامية بينهم أكثر من 20 طفلا و20 سيدة، مشيرة إلى مقتل أكثر من 220 قتيلا في مجزرة دير بعلبة في حمص».

وأكدت مصادر عسكرية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» إطلاق صاروخ مجهول الهوية أمس «لم نشاهده من قبل في سوريا» من مطار المزة العسكري في دمشق، وسقوطه في داريا في ريف دمشق «ما أدى إلى إحداث حجم كبير من الدمار في المنطقة». وقالت المصادر إن الصاروخ الذي «اتجه عاموديا لحظة إطلاقه، ارتفع مسافة طويلة جدا في الجو قبل سقوطه على داريا ما أحدث أضرارا هائلة وخلف عددا من القتلى». ورجحت المصادر أن يكون الصاروخ «غير تقليدي»، محذرة أن يكون «من الترسانة الصاروخية الباليستية التي يمتلكها النظام السوري».

واعتبرت المصادر أن ما جرى أمس في داريا نتيجة هذا الصاروخ «يعتبر الأخطر في تاريخ الصراع الممتد منذ 21 شهرا»، وأضافت: «تلك الحلقة الأخطر من الصراع، ويشير إلى جنون النظام الذي بدأ يشعر أنه يتهاوى فلجأ إلى استخدام أنواع جديدة من أدوات القتل مثل الصواريخ والطائرات التي تستخدم للمرة الأولى».

وجددت المصادر تحذير الجيش السوري الحر من استخدام القوات النظامية صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى التي «حذرنا من استخدامها من قبل»، وقالت: «حذرنا قبل أسبوعين من أن القوات النظامية أعادت نصب صواريخها على تلة جبل قاسيون وصواريخ أخرى في شمال سوريا ووسطها باتجاه مناطق سورية بعيدة نسبيا، يمكن استهدافها بالصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى». وأفادت لجان التنسيق المحلية بقصف أحياء من دوما بقذائف الهاون، وقصف البوضية وداريا التي ترافق القصف عليها مع وصول تعزيزات عسكرية من منطقة طريق درعا، مشيرة إلى اشتباكات اندلعت في مخيم اليرموك بين الجيش الحر وقوات النظام التي حاولت اقتحامه من جهة شارع راما بالتزامن مع قصف بالهاون على المخيم وحي التضامن. بالإضافة إلى قصف جسؤين وحتيتة البرج التي تم قصفها بالطائرات الحربية.

وجاءت الاشتباكات عقب سيطرة الجيش الحر على بلدة رنكوس بريف دمشق الشمالي عند الحدود مع لبنان، بحسب شبكة «سوريا مباشر». أما المرصد السوري فتحدث عن غارات جوية بطائرات الـ«ميغ» استهدفت بلدات جسرين وكفر بطنا وسقبا ومعضمية الشام بالغوطة الشرقية، بينما احتشدت قوات نظامية عند مداخل داريا والزبداني في محاولة لاستعادتهما وسط قصف بالمدافع وراجمات الصواريخ.

وفي دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش الحر اشتبك مع القوات النظامية داخل دمشق بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وتحديدا في منطقة باب السلام في المدينة القديمة بدمشق. وعقب الاشتباك الذي استغرق وقتا وجيزا، هرعت سيارات إسعاف وأرسلت تعزيزات أمنية إلى المنطقة وفقا للمصدر نفسه.

وفي غضون ذلك، أشارت مصادر من المعارضة والناشطين إلى وقوع انفجار هائل بمبنى أمن الدولة بكفرسوسة بدمشق، أمكن سماع صوته في أغلب الشوارع المحيطة، وأعقبه سمعت أصوات سيارات الإسعاف في المنطقة، إلا أن المعلومات الواردة لم توفر مزيدا من التفاصيل.

بدورها أفادت لجان التنسيق المحلية بقصف حي جوبر بقذائف الدبابات المتواجدة في حاجز ميسلون على منطقة علوش. وذكرت أن مظاهرة طلابية خرجت في منطقة مدحت باشا أكدت على وحدة الشعب السوري والفلسطيني وهتفت للشهداء والمعتقلين والجيش الحر. كما ذكرت أن مظاهرة لاتحاد طلبة سوريا الأحرار خرجت في السوق الطويل على الرغم من الحصار الأمني الخانق تهتف للوحدة الوطنية بين الشعبين السوري والفلسطيني وتطالب بإسقاط النظام.

بموازاة ذلك، واصل المقاتلون المعارضون تقدمهم في إدلب وريف حلب. وأعلنت مصادر عسكرية في الجيش السوري الحر «التقدم المتواصل على جبهة معرة النعمان في إدلب، والقتال بمحيط مطارين عسكريين في حلب في محاولة للسيطرة عليهما»، مشيرة إلى أن «الحسم في معركة الشمال سيكون قريبا جدا، ما يجعلنا نتجه جنوبا صوب حمص لحشد قواتنا والسيطرة عليها، قبل أن ننتقل إلى دمشق حيث المعركة الكبرى». وأشارت المصادر إلى أن الجيش الحر «يحرز تقدما ويحقق انتصارات لجهة سقوط حواجز القوات النظامية واحدة تلو الأخرى في ريف إدلب، بالتزامن مع تواصل الاشتباكات في حلب بمحيط مطار منغ العسكري».

في هذا الوقت، أفاد ناشطون أن الجيش الحر أسقط طائرة مروحية قرب مطار منغ شمال حلب؛ حيث سيطرت كتائب للثوار في الأثناء على كتيبة الدفاع الجوي 599 في تل حاصل ريف حلب الذي يشهد أيضا قتالا حول مطاري منغ وكويرس العسكريين. وذكر المرصد السوري أن أحياء السكري وحلب القديمة وبستان القصر تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية ليل السبت الأحد، كما تعرضت بلدة تلعران بريف حلب للقصف.

وفي إدلب، أفاد المرصد السوري باستمرار الاشتباكات العنيفة في محيط معسكر وادي الضيف شرق معرة النعمان.