«الائتلاف السوري» يدين مجزرة دير بعلبة.. وناشطون يتحدثون عن خلافات بين الكتائب المقاتلة

صبرا لـ «الشرق الأوسط»: رمزية حمص بمدها خط تحرير المدن السورية من حلب إلى دمشق

TT

ليست هذه المرة الأولى التي تدفع فيها مدينة حمص، عاصمة الثورة السورية، كما يحلو لعدد كبير من الناشطين والمعارضين السوريين تسميتها، فاتورة تمردها على النظام السوري، الذي لم يغمض عينه يوما منذ بدء الاحتجاجات الشعبية ضده في منتصف شهر مارس (آذار) 2011 عن أحيائها الثائرة. مجازر متنقلة شهدتها هذه الأحياء من الخالدية وبابا عمرو إلى كرم الزيتون فالحولة؛ وأخيرا دير بعلبة.

وفي حين كانت لجان المعارضة تحذر من تبعات إعادة اقتحام الجيش السوري النظامي لحي دير بعلبة، فجر يوم السبت، مبدية تخوفها من ارتكاب مجازر بحق المدنيين فيه بعد انسحاب عناصر «الجيش السوري الحر» الذين يخوضون اشتباكات منذ أشهر، مقابل تهليل وسائل الإعلام السورية النظامية بـ«إحكام» الجيش السوري قبضته على حي دير بعلبة «بالكامل»، انتهى نهار السبت بقول لجان التنسيق المحلية في سوريا إنه «تم العثور مساء السبت على 220 جثة في حي دير بعلبة، وذلك إثر اقتحام الجيش النظامي للحي بالدبابات وبرفقة أعداد من الشبيحة»، مشيرة إلى أن «هؤلاء قتلوا ذبحا أو حرقا».

ولقيت المجزرة إدانة واسعة من قبل الناشطين والمعارضين السوريين الذين أعربوا عن غضبهم الشديد من سكوت المجتمع الدولي. لكن اللافت كان إشارة بعض الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن اقتحام الجيش النظامي لأحياء في حمص بينها دير بعلبة حدث «نتيجة خلافات بين الكتائب المقاتلة».. ومنع قائد كتيبة الفاروق، بحسب ما نقله ناشطون، دخول شحنة قذائف إلى داخل حمص، ومطالبته بالحصول على نسبة سلاح منها ومبلغ مالي.

وفي حين نفى ناشطون في مدينة حمص لـ«الشرق الأوسط» علمهم بأي تفاصيل في هذا السياق، أكد رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور جورج صبرا لـ«الشرق الأوسط» إن «النظام السوري هو وحده المسؤول عن هذه المجزرة». وقال: «هذه صورة واضحة تماما عن نظام يعتبر أن أي فسحة يتم الحديث فيها عن مبادرات سياسية تتلهى بها الأوساط الدولية هي فرصة ليتوجه خلالها إلى مهمته الأساسية بممارسة أكبر قدر من القمع، بلغ ذروته هذه المرة بارتكاب مجزرة جماعية في دير بعلبة».

وأشار صبرا إلى «الحصيلة القياسية بعدد القتلى المدنيين التي سجلها يوم السبت، بينما كانت وسائل الإعلام منشغلة بتغطية مبادرات الإبراهيمي والمشاريع الروسية».

وكان ناشطون سوريون قد أطلقوا على يوم السبت اسم «السبت الأسود» في سوريا. ووضع صبرا ما جرى «برسم الأمم المتحدة والمجتمع دولي لمعرفة كيف يستغل النظام كل المبادرات التي لا تستند إلى رغبة الشعب السوري بتجديد نظامه السياسي».

وشدد على أن «حمص عاصمة الثورة السورية وملهمتها، حيث شكلت أحياؤها كبابا عمرو رمزا للثورة من خلال صمودها لثلاثة أشهر في وجه النظام وآلته الحربية». وقال: «سيكتب التاريخ عن صمود شباب حمص العزل أمام قصف الطائرات والدبابات»، متوقفا عند «رمزية حمص بوصفها قلب الجغرافيا السورية ورمز الثورة». وأشار إلى أن «النظام السوري يدرك جيدا أن حمص تمد خط تحرير المدن السورية من حلب إلى دمشق، ولذلك فهو يركز على قهر الحمصيين وتثبيط عزائم الثوار وقوة الهجوم باتجاه دمشق».

وكان «الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية» قد أشار إلى أن «هذه المجزرة تشكل مثالا حيا جديدا على حقيقة نية النظام القاتل في القضاء على إرادة الشعب السوري»، لافتا إلى أن «ما تواتر على وسائل الإعلام عن استعداد نظام الأسد للشروع في حل سياسي يصون البلاد ليس سوى محاولة سافرة لشراء الوقت وإعطائه المزيد من الفرص للقضاء على الثورة».

وجدد الائتلاف «التزامه الثابت بجانب شعبه في مواجهة نظام الأسد حتى ينال الشعب السوري حريته»، لافتا إلى أنه سيدعو لانعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن واتخاذ موقف حازم ونهائي يوقف جرائم النظام بحق السوريين وتجريم كل من يدعمه بالسلاح والمال والخبرة والمقاتلين. ودعا «المجتمع الدولي للوفاء بوعوده وإمداد الجيش الحر والثوار بكل الوسائل التي تمكنه من الدفاع عن المدنيين الأبرياء».