أردوغان يزور مع الخطيب مخيمات اللاجئين.. ويؤكد أن العملية في سوريا على وشك الانتهاء

مسؤول تركي لـ«الشرق الأوسط»: نؤيد مطالبة المعارضة باستبعاد الأسد وفريقه عن المرحلة الانتقالية

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته ورئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب لأحد مخيمات االلاجئين على الحدود التركية أمس (رويترز)
TT

تابع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إطلاق الإشارات حول اقتناعه بقرب نهاية النظام في سوريا، معتبرا أن «العملية في سوريا على وشك الانتهاء»، مؤكدا تلقي «دلالات قوية على ذلك»، بينما قال مسؤول تركي لـ«الشرق الأوسط» إن القيادة التركية «باتت مقتنعة تماما بقرب رحيل النظام بناء لمعطيات لا لتوقعات».

وقال كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هورموزلو لـ«الشرق الأوسط» إن «المعطيات التركية مستمدة من الواقع الموجود على الأرض في سوريا»، مشيرا إلى أن محادثات المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي الأخيرة أظهرت اتجاها نحو التوصل إلى حل للأزمة. واعتبر أن «القرار يتوقف الآن على مسألة رفض المعارضة السورية وجود شخصيات من النظام في المرحلة الانتقالية»، معلنا أن موقف بلاده في هذا الإطار ينسجم مع موقف المعارضة. وقال: «موقف تركيا هو ما ترتضيه القوى الوطنية السورية المتمثلة الآن بالائتلاف السوري، الذي يحظى بتأييد دولي وعربي متزايد»، متحدثا عن «قناعة بأن سقوط النظام بات قريبا».

وقال هورموزلو إن استمرار الوضع القائم في سوريا معناه الاستمرار في سفك دماء السوريين. ورأى أن «إنهاء الوضع بالطريقة التي ينادي بها الائتلاف السوري هو الأفضل؛ لأنه يمثل حاليا الشعب السوري».

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زار، أمس، مخيمات اللاجئين السوريين في جنوب البلاد، معتبرا أن قبول نحو 100 دولة لقيادة (رئيس الائتلاف الوطني السوري) معاذ الخطيب وفريقه، يعني أن على الأسد أن يرحل. وأضاف أردوغان أثناء إلقائه خطابا في قضاء «أقشجة قلعة»، على الحدود التركية - السورية، برفقة الخطيب، أن قبول كل هذا العدد من الدول لقيادة الخطيب، يعني «أننا لا نعترف بك بعد الآن يا أسد، وأن عليك أن ترحل». وتابع أردوغان أن «القائد الذي لا يقبله شعبه، لا بد أن لا يبقى في منصبه». وشدد على أن الحق سيسود في سوريا إن آجلا أو عاجلا.

لكن أردوغان رأى أن «كل ولادة لا بد أن يصاحبها ألم»، معبرا عن «يقينه باكتمال ولادة سوريا الجديدة على يد الشعب السوري». وقال: «بشار الأسد كان يقول إنه لن يكرر أخطاء من سبقوه، إلا أن ما ارتكبه من فظائع تجاوز ما ارتكبه والده، حتى وصل عدد قتلى السوريين إلى أكثر من 50 ألفا».

ولفت أردوغان إلى أن عدد اللاجئين السوريين في المخيمات التركية بلغ 150 ألف شخص، بينما وصل عدد اللاجئين الإجمالي في الأراضي التركية، 230 ألفا، مع احتساب الذين يقيمون في منازل بإمكاناتهم الخاصة، مشيرا إلى تجاوز تكلفة الأمر نحو 279 مليون دولار - حتى اليوم - مؤكدا استمرار أنقرة في استقبال اللاجئين وتلبية احتياجاتهم، حتى لو لم يكترث العالم لأمرهم.

من جهته، شكر معاذ الخطيب تركيا حكومة وشعبا، على مساعداتها التي قدمتها للسوريين، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري، وتقديم كل أنواع الدعم له. وتمنى الخطيب أن يلهم الله السوريين الصبر، لافتا أنهم سينعمون بالطمأنينة خلال فترة قصيرة.

وزار أردوغان أيضا ذوي الضحايا الخمسة الذين قتلوا جراء سقوط قذيفة من الأراضي السورية على القضاء، في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.