دولة جنوب السودان تجدد اتهاماتها للخرطوم بحشد قواتها على الحدود وتدعو الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للتدخل

المتحدث باسم جيش الجنوب لـ «الشرق الأوسط»: لا نعرف كيف ستنجح محادثات البشير وسلفا كير في مثل هذه الظروف

عناصر من جيش تحرير جنوب السودان
TT

جددت جمهورية جنوب السودان اتهاماتها إلى السودان بحشد قواته والقيام بتحركات واسعة على الحدود المشتركة خاصة في منطقة (الميل 14) في شمال بحر الغزال، واعتبرت أن الخرطوم تحاول فرض أمر واقع على المناطق الحدودية الخلافية والمدعاة بين الدولتين، وحذرت من مغبة العبث بأمنها لأن ذلك سيقود إلى حالة أخرى في المنطقة، وأكدت التزامها باتفاقيات التعاون التي تم توقيعها بين البلدين في سبتمبر (أيلول) الماضي.

ويأتي التصعيد بعد إعلان موافقة رئيسي السودان عمر البشير ونظيره الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت على عقد لقاء بينهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في الأسبوع الثاني من يناير (كانون الثاني) الجاري، وقد قام رئيس الوزراء الإثيوبي بتحركات مكوكية بين الخرطوم وجوبا الأسبوع الماضي لتحريك الجمود في تنفيذ اتفاقيات التعاون بين البلدين. من جهته قال فيليب أقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» إن هناك حشودا ضخمة من القوات المسلحة السودانية وميليشيات جنوبية وقوات الدفاع الشعبي وتجهيزات الخيول، وأضاف أن الحشود تمتد من مدينة (الضعين) في دارفور السودانية وحتى نهر (كير اكو) على الحدود في شمال بحر الغزال، وقال إن حشودا وتجهيزات مماثلة من قبل الجيش السوداني على الحدود المحاذية مع بلدة (جاو) في ولاية الوحدة الجنوبية، مؤكدا أن هناك هدوءا حذرا في المنطقة، وأضاف «نحن نتابع كل هذه التحركات ونتوقع أن يبدأ هجوم من قبل القوات السودانية على الميل 14 في أي وقت خلال اليومين المقبلين»، وتابع «الخرطوم تسعى لاحتلال مناطق في جنوب السودان لفرض أمر واقع جديد بوضع قبائل في المنطقة التي سيتم احتلالها حتى إذا ذهبنا إلى التحكيم الدولي حول الحدود يصبح هنا واقع جديد في الأراضي»، وقال إن السودان رفض تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية وما زال يرفض تحديد المنطقة منزوعة السلاح وتنفيذ الآليات الخاصة بها، وأضاف «نحن نحذر الخرطوم من مغبة اللعب باستقرار وأمن جنوب السودان وهذا سيكلفها كثيرا وقد جربت من قبل في هجليج». وقال أقوير إن الحكومة السودانية بعد إعلان الترتيب لإجراء لقاء بين البشير وسلفا كير تقوم بهذه العمليات الصبيانية بالعبث بأمن جنوب السودان، وأضاف «لقد تكرر ذلك من الخرطوم منذ أبريل (نيسان) العام الماضي وحتى بعد اتفاق أديس أبابا»، وتابع «لا نعرف الآن إن كانوا يسعون لإنجاح لقاء البشير وسلفا أم سيتم الهجوم على أراضينا». من جانبه قال الدكتور برنابا مريال وزير الإعلام في جنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده لن توقف الحوار مع السودان، مؤكدا التزام رئيسه سلفا كير بإجراء اللقاء المزمع مع نظيره السوداني عمر البشير في أديس أبابا بعد أسبوعين، مشيرا إلى أن مقترح اللقاء كانت وراءه جوبا ومنذ العام الماضي تأكيدا على حرصها لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وقال «لكن على الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أن يعملا على حث الخرطوم على وقف هذه الاعتداءات المتكررة وغير المبررة على أراضي بلادنا وأدت إلى مقتل مواطنين أبرياء في شمال بحر الغزال»، وأضاف «نحن لدينا حق الرد في حال الاعتداء على أرضينا من أي جهة خارجية».

من ناحيته قال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين في تصريحات صحافية إن جولة المحادثات المقبلة بين بلاده ودولة جنوب السودان في أديس أبابا ستعمل على تشكيل آليات جديدة لمعالجة قضايا فك الارتباط ووقف دعم الحركات المتمردة والتوصل لحلول بشأنها، مشيرا إلى أن الجولة المقبلة ستنظر في الجداول الزمنية لإنفاذ الاتفاقيات. وكان البلدان قد تبادلا الاتهامات الأسبوع الماضي حول عمليات عسكرية جرت في مناطق بشمال بحر الغزال، حيث قالت جوبا إن القوات السودانية قصفت جوا واعتدت برا على أراضيها وقتلت (5) مواطنين، فيما اتهمت الخرطوم جيش جنوب السودان بزرع ألغام وقتل رعاة داخل الأراضي السودانية.