نجاد ينتقد فرض القيم الدينية على الإيرانيين بالمراسيم والتوجيهات

إيران تجري تدريبا معلوماتيا خلال مناورات بحرية * صحيفة «شرق» الإصلاحية تعود للصدور بعد منعها لثلاثة أشهر

جانب من عرض عسكري في طهران وتبدو صواريخ رعد الإيرانية الصنع (أ.ب)
TT

جدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد انتقاداته لفرض القيم الإسلامية على الإيرانيين بالقوة حسب ما ذكرت وسائل إعلام أمس. وقال أحمدي نجاد في خطاب نقلته وكالة الأنباء الإيرانية «لا يمكننا أن نفرض أمورا بمراسيم وتوجيهات.. لا قيمة لأمور مفروضة بالقوة».

وأضاف: «في بعض الجامعات ترغم الطالبات على ارتداء النقاب. لكن بعضهن يرتدين النقاب بطريقة يكون من الأفضل عدم وضعه. إرغام النساء على ارتداء النقاب لا قيمة له». وانتقد أيضا بعض المعايير لاختيار الطلاب في الجامعات وذكر حالة طالب رفض طلب تسجيله في ثمانينات القرن الماضي لأنه كان يحلق لحيته. كما ذكر حالة أخرى خلال الفترة نفسها لفتاة رفض انتسابها إلى الجامعة لأنها «شوهدت تتحدث مع شاب في الشارع ولأن حجابها أظهر سنتيمترا من شعرها». وأضاف أنه تدخل في الحالتين لقبول الطالبين في الجامعة عندما كان يشارك في لجنة قبول الطلاب.

وانتقد الرئيس الإيراني أيضا الأسئلة التي تطرحها إدارة الجامعة على الشباب قبل قبولهم. وقال: «توجه إلى الشباب أسئلة عما إذا تناولوا الكحول أو أقاموا علاقات جنسية غير مشروعة. إنه أمر مهين ومخالف للدين». وأضاف أن «الأمور المفروضة بالقوة تشجع على الازدواجية». وأثار أحمدي نجاد الذي ينهي ولايته الرئاسية في العام الجاري 2013 استياء المحافظين في النظام في السنوات الأخيرة لدعوته إلى رؤية أكثر ليبرالية للإسلام منتقدا اللجوء إلى القوة لإرغام النساء على ارتداء الحجاب.

من جهة ثانية أجرت إيران للمرة الأولى تدريبا هجوميا ودفاعيا معلوماتيا في إطار مناورات بحرية قبل أسبوع حول مضيق هرمز الاستراتيجي، كما نقلت وسائل الإعلام الإيرانية أمس عن متحدث عسكري. وقال الأدميرال أمير راستاغاري في تصريحات نشرتها صحيفة «إيران ديلي» الرسمية إن وحدة للدفاع المعلوماتي «شنت هجوما على الشبكة المعلوماتية للقوات الدفاعية (خلال المناورات) بهدف اختراق هذه الشبكة من أجل قرصنة معلومات ودس فيروسات». وأضاف أن القوات الدفاعية كشفت الهجوم وتصدت له. وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها إيران علنا عن تدريب على الحرب المعلوماتية في إطار مناورات عسكرية.

ومنذ ثلاث سنوات استهدفت إيران بسلسلة هجمات معلوماتية نسبتها طهران إلى الولايات المتحدة وإسرائيل وطالت الهجمات منشآتها الصناعية وخصوصا النووية والنفطية وشبكات الاتصالات والمصارف. وردا على ذلك طورت طهران وحدات للدفاع الإلكتروني المدني والعسكري بهدف مواجهة هذا التهديد الجديد. وقامت القوات البحرية الإيرانية قبل أسبوع بمناورات كبيرة في الخليج ومضيق هرمز الذي يمر عبره ثلث التجارة النفطية العالمية وفي بحر عمان. وقال المسؤولون العسكريون إن هذه المناورات تهدف إلى «عرض القدرات البحرية» لإيران و«اختبار سيناريوهات دفاعية وأمنية».

وقد شملت المناورات تدريبات بغواصات واختبارات لمنظومات صواريخ كثيرة، كما كشفت معلومات نشرتها وسائل الإعلام. وأكدت طهران الطابع «الدفاعي» لهذه المناورات التي تهدف إلى «ردع أي عدوان» في أجواء من التوتر الإقليمي الشديد. وهذا التوتر مرتبط بالتهديدات الإسرائيلية بشن ضربة على المنشآت النووية الإيرانية وكذلك النزاع المستمر بين الإمارات العربية المتحدة وإيران على ثلاث جزر. وأكد المسؤولون العسكريون الإيرانيون أن هذه المناورات لا تهدف إلى إغلاق مضيق هرمز.

إلى ذلك عادت صحيفة «شرق» الإصلاحية التي منعت من الصدور في نهاية سبتمبر (أيلول) لنشرها رسما اعتبر مهينا للمحاربين القدامى، إلى الصدور أمس بعد قرار قضائي. وإثر نشرها الرسم أمرت لجنة مراقبة الصحف بإغلاق «شرق» أبرز صحيفة إيرانية إصلاحية معلنة رفع شكوى قضائية ضدها. والأسبوع الماضي ردت محكمة الصحافة في طهران الشكوى باعتبار أن الرسم لم يتضمن أي إهانة بحق المحاربين القدامى. وكان الرسم يظهر رجالا يقفون في طابور وعلى أعينهم عصابة سوداء تذكر بتلك التي كان يضعها الجنود خلال الحرب بين العراق وإيران (1980 - 1988). وكان إغلاق الصحيفة أثار احتجاجات داخل السلطة المحافظة إذ انتقد الرئيس محمود أحمدي نجاد علنا وزير الثقافة في هذا الخصوص خلال مؤتمر صحافي.

وأغلقت هذه الصحيفة مرارا في الماضي وعادت إلى الأكشاك في 2010 بعد حظرها لثلاث سنوات إثر نشر مقابلة لشاعرة تعيش في الخارج ويشتبه بأنها من مثليات الجنس. و«شرق» من بين نحو ست صحف إصلاحية تنشر في إيران منها صحيفة «بهر» التي استأنفت مؤخرا صدورها بعد حظرها لسنوات. واعتقل عدد من الصحافيين معظمهم من المقربين من الإصلاحيين في السنوات الماضية في إيران في حين أغلقت صحف عدة بقرار من القضاء الذي يسيطر عليه المحافظون.