الأطلسي يشيد بالتقدم الذي حققته قوات الأمن في أفغانستان

وزير الدفاع الفرنسي يمضي رأس السنة مع قوات بلاده في كابل

وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان يتفقد القوات الفرنسية خلال زيارته العاصمة الأفغانية كابل أمس وذلك خلال زيارة تستمر يومين بمناسبة رأس السنة (أ.ف.ب)
TT

أعلنت أفغانستان أمس بدء الجولة الرابعة من عملية تسلم المسؤولية الأمنية من القوات الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلنطي (الناتو) للقوات الأفغانية، بحيث تمتد سيطرتها الأمنية لتشمل 87% من الشعب الأفغاني.

وقال رئيس العملية الانتقالية في أفغانستان أشرف غاني أحمد زاي: «إن الخطوة جاءت قبل موعدها المحدد بفترة كبيرة فيما يتعلق بأهداف تولي المسؤولية في عام 2014». وأضاف: «خضنا التجربة، لسنا في أجواء احتفالية. نحن في حالة تعلم. نأخذ خبراتنا وانتقادات شعبنا، بالإضافة إلى تقديرهم على محمل الجد». ومن جانبه رحب الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوج راسموسين بهذا الإعلان، واصفا إياه «بالخطوة الكبيرة» نحو التولي الكامل للمسؤولية الأمنية خلال العامين المقبلين.

وأضاف أن هذه الخطوة هي «نتيجة التقدم الذي حققناه معا وبفضل شجاعة وتصميم الشعب الأفغاني، والقوات الأفغانية.. وقواتنا والمدربين». وقال راسموسين إن قوات الشرطة الأفغانية تقود بالفعل معظم العمليات وتنمو قدرتها وثقتها، مضيفا أن الشعب الأفغاني يوليهم ثقة كبيرة.

وتشهد المرحلة الرابعة انتقال السيطرة الأمنية في 52 منطقة جديدة للقوات الأفغانية، ليصل عدد المناطق التي تدخل تحت سيطرة الأفغان إلى 312، بالإضافة إلى 23 إقليما.

يذكر أن هناك 398 منطقة و34 إقليما في أفغانستان.

ورحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسين، بإعلان الحكومة الأفغانية بدء المرحلة الانتقالية في البلاد.

وقال راسموسين، في تصريحات أمس، «إنني أرحب بإعلان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي ببدء المرحلة الانتقالية خلال الأشهر القليلة المقبلة للمجموعة الرابعة من المحافظات الأفغانية والمدن والأحياء»، مشيرا إلى أنه بموجب هذا القرار، فإن قوات الأمن الأفغانية سوف تتولى زمام المبادرة لتحقيق الأمن للشعب الأفغاني وبسط سيطرتها على 23 مقاطعة من مجموع 34 مقاطعة أفغانية. ووصف راسموسين هذه الخطوة «بالهامة» لأنها ستساهم بشكل فعال في تحقيق الهدف المشترك المتمثل في تمكين السلطات الأفغانية من تولى المسؤولية الأمنية بشكل كامل بحلول نهاية عام 2014.

وتابع راسموسين «هذا هو نتيجة التقدم الذي أحرزناه معا، وبفضل شجاعة وعزم الشعب والقوات الأفغانية وقوات (إيساف) والمدربين الذين تولوا مهمة إعداد وتدريب القوات الأفغانية، ما أدى إلى تطوير قدرات هذه القوات واكتسابها الثقة بالنفس بحيث أصبحت مؤهلة لتولى معظم المهام الأمنية في البلاد».

وأكد على استمرار دعم الحلف لمن سماهم «شركاءنا الأفغان» في جميع مراحل العملية الانتقالية قائلا «حتى بعد اكتمال مهمتنا القتالية في نهاية عام 2014، فإننا سنظل ملتزمين بدعم أفغانستان، في مهمة جديدة لتدريب قوات الأمن هناك وتقديم المشورة والمساعدات لها، وهو ما نخطط له في الوقت الحالي».

وأشاد الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أمس بقرار الرئيس الأفغاني حميد كرزاي نقل السلطات الأمنية إلى القوات الأفغانية في مجموعة رابعة من الولايات الأفغانية. وقال راسموسن في بيان «إثر هذا القرار ستتسلم قوات الأمن الأفغانية مسؤولية الأمن في 23 من أصل 34 ولاية في البلاد حيث يعيش 87% من السكان».

وتابع راسموسن في بيانه «إنها مرحلة مهمة نحو تحقيق هدفنا المشترك بتسلم الأفغان كامل مسؤولية أمنهم بحلول نهاية عام 2014» وهو الموعد المقرر لانسحاب القوات الدولية من البلاد.

وسيتم تسليم السلطات الأمنية إلى القوات الأفغانية في هذه المجموعة الرابعة من الولايات والأقاليم والمدن بشكل تدريجي يمتد على بضعة أشهر. وكان الحلف الأطلسي قرر نقل كل المسؤوليات الأمنية إلى القوات الأفغانية بحلول منتصف عام 2013 ليصبح دوره داعما حتى الانسحاب الكامل للقوات الدولية البالغ عددها نحو مائة ألف جندي بنهاية عام 2014. كما رحب راسموسن بـ«شجاعة وحزم» القوات الأفغانية التي «تزداد كفاءاتها وثقتها بنفسها» معتبرا أنها «باتت تقود القسم الأكبر من العمليات ومسؤولة عن غالبية التدريب وباتت تحظى أكثر فأكثر بثقة الشعب الأفغاني».

وقتل نحو ألف جندي أفغاني في المعارك عام 2012 وهي الحصيلة الأكبر منذ بدء تمرد حركة طالبان في البلاد حسب ما أعلن مسؤول أفغاني الأحد.

وأضاف راسموسن «سنواصل تقديم الدعم لشركائنا الأفغان خلال العملية الانتقالية» قبل أن يبدأ الحلف الأطلسي بعد 2014 «مهمة تدريب جديدة تتضمن أيضا تقديم النصح والمساعدة» للقوات الأفغانية.

وتقاتل القوات الأفغانية بشكل أساسي قوات طالبان التي طردت من السلطة عام 2001.

إلى ذلك وصل وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان صباح أمس إلى كابل في زيارة تستمر يومين يتفقد خلالها القوات الفرنسية في أفغانستان بمناسبة عيد رأس السنة ويجري مباحثات مع كبار المسؤولين.

وسيمضي الوزير الفرنسي ليلة رأس السنة مساء الاثنين مع الجنود الفرنسيين في معسكر ويرهاوس في العاصمة الأفغانية. وسيجري لودريان محادثات مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي ومع نظيره الأفغاني باسم الله خان محمدي.

كما سيلتقي قائد قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال الأميركي جون ألن.

وسيؤكد لودريان خلال زيارته رغبة فرنسا في مواكبة الانتقال العسكري والسياسي لأفغانستان خلال المهمة القتالية للقوة الدولية التي تنتهي في نهاية 2014. وكانت آخر وحدة من القوات الفرنسية المقاتلة غادرت كابل منتصف الشهر الجاري. ولم يتبق في أفغانستان سوى نحو 1500 جندي فرنسي أغلبهم في كابل لإعادة المعدات وتدريب الجيش الأفغاني على تولي المسؤولية الأمنية في البلاد.

ولن يتجاوز عددهم نحو الـ500 الصيف المقبل. ويتولى الفرنسيون قيادة المطار الدولي وإدارة المستشفى العسكري في كابل حتى نهاية مهمة إيساف. وبلغ أعلى عدد للقوات الفرنسية في أفغانستان 4000 جندي حيث كانت خامس أكبر قوة في قوات الحلف الأطلسي بعد الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.