إسلام آباد: مقتل 8 متمردين في قصف جوي عقب مصرع أفراد شرطة

بان كي مون «غاضب» إزاء الاعتداءات الأخيرة في باكستان

TT

أعلن مسؤولون أن 8 مسلحين إسلاميين، على الأقل، لقوا حتفهم أمس عندما قصفت طائرات باكستانية مخبأ لهم في منطقة قبلية شمال غربي البلاد، في أعقاب مقتل أفراد شرطة. وصرح مسؤول أمن باكستاني لوكالة الأنباء الألمانية أمس بأن القصف نفذ بناء على تقارير استخباراتية أفادت بأن مجموعة من المسلحين الذين تورطوا في إعدام 21 فردا من الشرطة القبلية بالرصاص، مطلع هذا الأسبوع، كانت داخل المنزل الكائن بمنطقة خيبر المتاخمة لحدود أفغانستان. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «طائرات مقاتلة هاجمت المخبأ في منطقة وادي تيراه صباح اليوم، بناء على تقارير أفادت بوجود قائد مهم ومجموعة من 10 إلى 12 مسلحا بالداخل». وأكد مسؤولون بالإدارة المحلية ومصادر عسكرية حدوث الهجوم ومقتل المتمردين، لكن دون الكشف عن هويات القتلى. وكانت جماعة تحريك طالبان (طالبان الباكستانية) أعلنت مسؤوليتها عن قتل رجال الشرطة القبلية، وذلك بعد أيام من خطف إجمالي 23 فردا في هجوم استهدف موقعين للشرطة قرب بيشاور، عاصمة إقليم خيبر باختونخوا. وأعلنت السلطات الباكستانية أيضا نجاة أحد رجال الشرطة القبلية، الذي تمكن من الفرار، بينما يبقى آخر في حالة خطيرة بالمستشفى مصابا بطلق ناري في الرأس. وخلال الهجوم الذي وقع يوم الخميس الماضي، لقي اثنان من أفراد الشرطة القبلية حتفهما، وتمكن ثالث من الفرار، حسبما أفادت به السلطات. ووقع الهجوم قبل يوم واحد من إعلان حكيم الله محسود، رئيس طالبان باكستان، في رسالة عبر الفيديو استعداد الجماعة لإجراء مفاوضات سلام «جادة» مع الحكومة في إسلام آباد، ولكن دون التخلي عن السلاح.

من جانبه، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قتل أفراد الشرطة القبلية، وأيضا حوادث استهداف المسلمين الشيعة في باكستان، ودعا إلى تقديم الجناة للعدالة.

وكان جنوب غربي باكستان شهد تفجير سيارة مفخخة بتقنية التحكم عن بعد، مما أسفر عن تدمير حافلة كانت تقل مسلمين شيعة، أول من أمس.

وذكرت صحيفة «دون» الباكستانية التي تصدر بالإنجليزية، أمس، أن جماعة غير معروفة حتى الآن تطلق على نفسها اسم «جيش الإسلام» أعلنت مسؤوليتها عن التفجير.

وأفاد بيان صادر عن المتحدث باسم بان كي مون في نيويورك أول من أمس بأن «الأمين العام (للأمم المتحدة) أصابته صدمة إزاء تصاعد العنف في باكستان». ونقل عن بان كي مون القول: «لا يمكن تبرير أعمال العنف الوحشية هذه بأي سبب أو شكوى».

وأعرب بان في بيان وزعه المتحدث باسمه مارتن نيسيركي عن «إدانته خصوصا للعنف الممارس ضد أقليات دينية».

وأضاف البيان أن الأمين العام «يدين بشدة» أيضا قتل جنود باكستانيين بعد خطفهم قبل أيام، إثر معارك قرب بيشاور.

وقال: «ما من قضية أو مطلب يمكن أن تبرر مثل أعمال العنف الوحشية هذه».

إلى ذلك أكد مسؤولون باكستانيون، أمس، العثور على جثث 9 مقاتلين من طالبان مصابة بأعيرة نارية وملقاة في المنطقة القبلية بشمال غربي باكستان، قرب الحدود الأفغانية.

وعثر على الجثث على جانب طريق في قرية بير كالي بشمال وزيرستان, معقل الجماعات المرتبطة بـ«القاعدة», على بعد 10 كلم شرق ميرانشاه, كبرى بلدات الولاية.

وقال مسؤول أمني في ميرانشاه لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مجهولين رموا الجثث التسع. لا أحد يعرف من قتلهم». وأكد أهالي المنطقة العثور على الجثث. وقال مسؤول أمني آخر في ميرانشاه إن هوية القتلى لم تُعرف بعد.

غير أن إحسان الله إحسان, المتحدث باسم الفصيل المنتمي لطالبان في باكستان, قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن القتلى التسعة جميعهم من مقاتلي طالبان, متهما القوات الحكومية بقتلهم.

وقال مسؤولون أول من أمس إنهم عثروا على جثث 21 شرطيا قبليا خطفهم متشددون قرب مدينة بيشاور الشمالية الغربية. والمناطق القبلية السبع في شمال غربي باكستان تؤوي متمردين وتشكل معاقل لعناصر طالبان و«القاعدة».

وتقول إسلام آباد إن أكثر من 35 ألف شخص قتلوا نتيجة الإرهاب منذ هجمات سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة.