قصف المستشفى الوطني في أعزاز وإيقاف العمل في مطار حلب وتقدم «الحر» في إدلب

اغتيال مدير أوقاف الرقة.. وفيديو يظهر اعتداء جنود النظام على جرحى

TT

كان المستشفى الوطني في أعزاز بحلب هدف البراميل المتفجرة التي ألقتها طائرات قوات النظام أمس، وأدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، ولا سيما من النساء والأطفال، بحسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية. وبينما أعلن المركز الإعلامي السوري أن «الجيش الحر» تمكن من إحراز تقدم ميداني «مهم» في الجبهتين الشرقية والغربية في ريف إدلب، أفاد المرصد السوري بإيقاف النظام العمل في مطار حلب الدولي بعد الانفجار الذي وقع فيه أول من أمس. وقد وصل عدد قتلى أمس إلى نحو 59 قتيلا، بحسب الحصيلة الأولية التي أعلنت عنها الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وتأتي هذه العمليات العسكرية في وقت تستمر الاشتباكات حول مطار منغ العسكري الاستراتيجي في ريف حلب، حيث قال ناشطون إن دبابات الجيش الحكومي استهدفت البلدات المحيطة به لمنع مقاتلي المعارضة المسلحة من التقدم نحوه. وأضاف المرصد أن «مسلحي المعارضة تمكنوا من إعاقة وصول الإمدادات إلى القوات النظامية في مدينة حلب، وهم يحاصرون وادي الضيف القريب من معرة النعمان منذ ذلك الوقت، ويحاولون دخوله للحيلولة دون تمكن قوات النظام من إعادة فتح طريق دمشق - حلب».

وأفاد المرصد عبإيقاف السلطات السورية حركة الطيران إلى مطار حلب الدولي، وذلك بعد الانفجار الشديد الذي أعلن عن وقوعه ونتج عنه تصاعد الدخان من دون معرفة الأسباب الحقيقية له. كما لفت إلى أن الاشتباكات التي دارت بين مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية في كتيبة الدفاع الجوي في منطقة تل حاصل بريف حلب، أدت إلى مقتل 3 عناصر من الكتائب المقاتلة، وما لا يقل عن 16 من القوات النظامية.

بينما أعلنت مصادر ميدانية نجاح عناصر «الجيش الحر» في «إعطاب 3 طائرات (لام 39) نهائيا نتيجة قصفها بالهاون والصواريخ المحلية» في مطار كويرس بحلب، إلى جانب تأمين انشقاق 11 جنديا من المطار. بينما نفذت طائرات حربية غارات جوية دمرت خلالها نحو 20 صاروخ أرض/ جو من طراز «سام 6»، كي تمنع الكتائب المقاتلة من الاستيلاء عليها.

أما في العاصمة دمشق، حيث تجدد القصف براجمات الصواريخ على المناطق الجنوبية، أشار مصدر قيادي عسكري لـ«الشرق الأوسط» إلى محاولة العناصر استهداف القصر الجمهوري باستخدام صواريخ من صنع «الجيش الحر»، وأكد أيضا استهدافهم أول من أمس، فرع أمن الدولة في كفرسوسة بقذائف الهاون، وهو الذي كان قد تم تفجير سيارة مفخخة في محيطه نهاية عام 2011 من قبل قوات النظام نفسها، بحسب المصدر.. لافتا إلى أن الاشتباكات في محيط مطار دمشق لم تتوقف ولا سيما على طريق المطار، الجسر الثالث والرابع في عقربا المحررة التي تشهد بدورها قصفا عنيفا براجمات الصواريخ والمدفعية. كما أكد المصدر نجاح «الجيش الحر» في الاستيلاء على عدد من الحواجز الموجودة على طريق دمشق - القنيطرة، ولا سيما حاجز الأربعين في معضمية الشام وحاجز مفرق صحنايا.

كما ذكرت لجان التنسيق أن قصفا عنيفا بطيران الميغ استهدف الغوطة الشرقية، ولا سيما مزارع بلدة حتيتة الجرش، وأنباء عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين وحالة ذعر تصيب سكان البلدة. بينما استمر القصف المدفعي وبالهاون والدبابات على الزبداني منذ الصباح وسقط أكثر من 300 قذيفة، بحسب لجان التنسيق، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات النظام في السهل وعلى أوتوستراد دمشق - الزبداني.

الوضع نفسه لم يختلف في حرستا التي استهدفت منذ الصباح الباكر بغارات جوية شنتها الطائرات حربية، وخصوصا على محيط إدارة المركبات بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيشين «الحر» والنظامي.

أما في إدلب، فقد قال المركز الإعلامي السوري إن «الجيش الحر» تمكن من إحراز تقدم ميداني وصفه بـ«المهم» في الجبهتين الشرقية والغربية في ريف إدلب، مشيرا إلى تمكن الثوار من إحراز تقدم في محيط معسكري وادي الضيف والحامدية، أهم معسكرين لقوات النظام في ريف إدلب، وذلك في محاولاتهم لاقتحام المعسكرين بعد تدمير عدد من الحواجز والدبابات والمدافع والآليات للجيش السوري النظامي، وتكبيده خسائر في الأرواح.

وأفاد المرصد بأن مدينة معرة النعمان وقرى مجاورة تعرضت للقصف براجمات الصواريخ، في الوقت الذي قتل سبعة من مسلحي المعارضة في اشتباكات معسكر وادي الضيف. ولفت المرصد إلى اشتباكات عنيفة وقعت بين مقاتلين من «جبهة النصرة» و«كتائب أحرار الشام» وكتائب أخرى في محيط معسكر وادي الضيف، أكبر معسكر للقوات النظامية في المنطقة، وجنوب المدينة وحاجز الحامدية وعين قريع. وأكد المرصد السوري إسقاط مروحية هجومية بنيران «لواء جبهة ثوار سراقب» وريفها قرب مطار تفتناز العسكري.

وفي درعا، ألقت طائرات حربية البراميل المتفجرة على بلدة بصر الحرير واستهدفت بالقصف المنطقة الشرقية من المدينة وفقا لمصادر المعارضة. واقتحمت القوات النظامية الأحياء الغربية من بلدة إزرع بعدد من الآليات والجنود، بالتزامن مع عمليات دهم واعتقال شملت عددا من المواطنين.

وتعرضت، بحسب المرصد، بلدتا خربة غزالة والكتيبة للقصف من قبل القوات النظامية، ومعلومات عن سقوط جرحى، بينما نفذت القوات النظامية حملة دهم وتفتيش في حي درعا المحطة بمدينة درعا، رافقها انتشار لقوات الأمن في الحي.

وفي الرقة، أفاد المرصد باغتيال مدير أوقاف الرقة الشيخ عبد الله الصالح إثر إطلاق الرصاص أمام منزله في منطقة البصراوي على أيدي مسلحين، لافتا إلى أن الصالح كان معروفا بولائه للنظام وإشادته برئيسه بشار الأسد. بينما استمر القصف في حمص، حيث تعرض حي الخالدية في مدينة لقصف من القوات النظامية، بينما شهد حي جورة الشياح اشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة.

في موازاة ذلك، بث ناشطون سوريون فيديو مسربا من قبل جنود الجيش السوري النظامي، خلال اقتحامهم مستشفى ميدانيا أقامته المعارضة لمعالجة المصابين من «الجيش الحر». وأظهر الفيديو قيام عناصر قوات النظام بالاعتداء على الجرحى وركلهم وضربهم بالأسلحة، محاولين الضغط عليهم للاعتراف بأماكن وجود الأسلحة، مهددين بأن من لم يعترف سيكون مصيره الإعدام، الأمر الذي جعل بعضهم الرضوخ للأوامر والاعتراف، بينما رفض آخرون الاستجابة متعرضين بذلك للضرب والتعذيب. كما قامت العناصر بتخريب المستشفى الميداني وبعثرة محتوياته.