البابا تواضروس يرأس قداسا لإحياء الذكرى الثانية لضحايا تفجيرات كنيسة بالإسكندرية

شبان مسلمون وزعوا ورودا على المصلين المسيحيين

TT

في خطوة غير متوقعة، فوجئ المصلون المسيحيون المشاركون في قداس العام الجديد الذي أقيم الليلة قبل الماضية بكنيسة القديسين في حي سيدي بشر بشرق الإسكندرية بدخول البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية إلى قاعة الصلاة، حيث رأس بنفسه القداس الذي تضمن صلاة تأبين لضحايا التفجيرات التي شهدتها الكنيسة عشية أول أيام عام 2011.

وقالت مصادر كنسية لـ«الشرق الأوسط» إن البابا تواضروس توجه صباح أول من أمس إلى أحد الأديرة بمنطقة كينج مريوط (غرب الإسكندرية) فيما لم يعلن عن زيارته المفاجئة لكنيسة القديسين التي رافقتها إجراءات أمنية مشددة.

وأضافت المصادر: «كان لافتا أن عددا من الشبان والفتيات المسلمين كانوا يقفون أمام باب الكنيسة يوزعون الورود على المصلين المسيحيين وحملوا لافتات التهنئة، كما مدوا علما كبيرا لمصر بين مبنى الكنيسة ومبنى مسجد (شرق المدينة) المواجه لها».

وأضافت المصادر أن البابا تبادل الحديث مع الشبان والفتيات المسلمين وشكرهم على مبادرتهم قبل دخوله إلى الكنيسة، حيث رأس القداس وألقى عظة قبل أن يغادر الكنيسة، لزيارة والدته المريضة في مستشفى كنيسة مارمرقس، خاصة أنه تردد على زيارتها عدة مرات.

ودارت عظة البابا تواضروس الثاني عن التوبة وأوصي المصلين بضرورة الإخلاص في الصلاة والدعاء، وطالب المسيحيين بعدم التقصير في العلاقة الروحية، والتوبة من ذنوب العام الماضي بأكملها، واستقبال العام الجديد بالصلاة والأعمال الصالحة.

وشهدت الكنائس والأديرة المسيحية في مختلف أنحاء مصر إجراءات أمنية منذ يوم أول من أمس تستمر حتى احتفال المسيحيين الأرثوذكس، الذين يمثلون أغلبية مسيحيي مصر بأعياد الميلاد في السابع من يناير (كانون الثاني) الجاري.

وفي محافظة قنا، وضعت أجهزة الأمن خطة أمنية محكمة لتأمين الاحتفالات برأس السنة وعيد الميلاد المجيد بمختلف مراكز المحافظة، حيث تم تعزيز الخدمات الشرطية والمرورية والإجراءات التأمينية بمختلف المناطق الحيوية بكافة المراكز وأمام كافة الكنائس.

وقال اللواء صلاح مزيد مدير أمن قنا إنه تم نشر فرق قتالية وتشكيلات من قوات الأمن المركزي بمختلف المناطق الحيوية لتأمين الاحتفالات، مشددا على أن حالة الأمن في المحافظة مطمئنة للغاية.

وكانت مدينة نجع حمادي في محافظة قنا قد شهدت في السادس من يناير (كانون الثاني) 2010 إطلاقا للنار على مسيحيين أثناء خروجهم من مطرانية نجع حمادي عقب صلاة قداس عيد الميلاد مما أسفر عن مصرع 7 أشخاص وإصابة العشرات الآخرين.

وفي محافظة البحيرة، نظم العشرات من النشطاء السياسيين وقفة صامتة بالشموع بميدان الساعة بدمنهور، لإحياء الذكرى الثانية لضحايا تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية.وقد قام النشطاء برفع الأعلام المصرية، كما رفعوا أيضا لافتات صغيرة عليها أسماء ضحايا حادث الكنيسة. ثم نظم المتظاهرون مسيرة سليمة من ميدان الساعة جابت شوارع دمنهور، واستقرت أمام كنيسة ماري جرجس بدمنهور، منددين بكل أشكال محاولات زرع الفتن والنيل من الوحدة الوطنية.

وفي محافظة الغربية، فرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة حول الكنائس والأديرة بالمحافظة تزامنا مع الاحتفال برأس السنة الميلادية. وانتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن المركزي حول مداخل ومخارج الكنائس مع وضع المتاريس الحديدية حولها.. كما تم فرض حراسة مشددة على دير (ماري مينا) بقرية أبيار التابعة لكفر الزيات وهو أحد أكبر الأديرة على مستوى الجمهورية ويعد المقر الرئيسي للأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها.

من جهة أخرى، قال السفير هشام عبد الوهاب سفير مصر في طرابلس إن السلطات الليبية قامت بتعزيز إجراءات التأمين على المصالح المصرية في ليبيا، كما أبدت السلطات الليبية اهتمامها بمتابعة التفجير الذي استهدف مبنى خدمات تابعا للكنيسة المصرية في مدينة مصراتة الليبية الذي أدى إلى مصرع اثنين وإصابة اثنين آخرين.

وكان الرئيس المصري محمد مرسي قد أجرى اتصالا هاتفيا الليلة قبل الماضية بمحمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي، حيث استفسر منه عن الحادث.