وفاة الدبلوماسي الكندي الذي ساهم في إنقاذ الرهائن الأميركيين في طهران

تمكن من تهريب 6 منهم بجوازات سفر كندية

TT

بعد ثلاثة أشهر من صدور فيلم «ارغو» الأميركي عن إنقاذ رهائن أميركيين في طهران، بعد ثورة عام 1979. وعن دور الدبلوماسي الكندي جون شيردوان في الإنقاذ، أعلن التلفزيون الكندي أول من أمس الاثنين عن وفاة الدبلوماسي.

وتوفي المسؤول السابق عن القنصلية الكندية في إيران في ذلك الوقت في مستشفى في أوتاوا، عن عمر بلغ 88 عاما. لم يوضح التلفزيون سبب وفاته، لكنه كان مصابا بمرض الزهايمر.

وكان طلاب إسلاميون احتجزوا دبلوماسيين أميركيين بعد أن احتل الطلاب السفارة الأميركية في طهران في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1979. لكن ستة من هؤلاء الدبلوماسيين نجحوا في الفرار، واللجوء إلى منزل شيردوان، وأيضا منزل السفير الكندي حينذاك كين تايلور. وبعد ترتيبات سرية ومعقدة، تمكن الدبلوماسيون الستة من مغادرة إيران في يناير (كانون الثاني) عام 1980 بفضل جوازات سفر كندية.

وبعد الثورة الإيرانية، استمر احتجاز الرهائن 444 يوما. وأدى ذلك إلى قطع العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، وهي العلاقات التي لا تزال مقطوعة حتى اليوم. وكان الطلاب الإيرانيون يريدون الضغط لنقل الشاه السابق محمد رضا بهلوي، الذي كان يعالج من السرطان في الولايات المتحدة، إلى إيران. وأيضا، تسليم ثروته إلى إيران.

أفرج عن الرهائن الأميركيين في 20 يناير عام 1981 بعد اتفاق بين واشنطن وطهران بوساطة جزائرية، في آخر يوم للرئيس كارتر في البيت الأبيض، وأول يوم للرئيس رونالد ريغان هناك.

وعندما هرب الدبلوماسيون الأميركيون ولجأوا إلى منازل الكنديين، اتصل السفير الكندي، في سرية غير عادية، مع وزيرة الدولة الكندية للشؤون الخارجية، فلورا ماكدونالد، ومع رئيس الوزراء الكندي، جو كلارك، للمساعدة. وفي الحال، أعربا عن دعمهما للجهود. وقالا إنهما سيفعلان كل شيء ممكن.

وفي النهاية، تقرر تهريب الستة أميركيين من إيران في رحلة جوية دولية باستخدام جوازات سفر كندية. وللقيام بذلك، أمر رئيس الوزراء الكندي بإصدار جوازات سفر كندية للدبلوماسيين الأميركيين. وهنا زاد دور مسؤول الجوازات والقنصلية شيردوان. وعمل، في سرية، وفي مغامرة دبلوماسية خطيرة، على إصدار جوازات السفر، وفيها مجموعة من التأشيرات الإيرانية المزورة. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) أعدت هذه التأشيرات.

جندت «سي آي إيه» عميلها توني مينديز للإشراف على العملية. وقام هذا بإعداد الوثائق، والملابس المناسبة، ومواد تغيير مظهر كل واحد من الأميركيين. وعمل عن كثب مع موظفي الحكومة الكندية في أوتاوا. وأرسل هؤلاء الجوازات عن طريق دبلوماسية كندية. ثم طار مينديز إلى طهران للمساعدة في عملية الإنقاذ.

لكن، في الشهر الماضي، قال روبن شيردوان، نجل الدبلوماسي الراحل، إن الفيلم لا يعد تكريما للدبلوماسيين الكنديين. بل ركز على دور رجل وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) توني مينديز. وإن الفيلم «تجاهل تجاهلا كاملا المساهمة الكندية».