تعاون سعودي ـ روسي لإطلاق قمرين صناعيين عبر سفن بحرية

القنصل الروسي لـ«الشرق الأوسط» إطلاقهما سيتم خلال العام الحالي

TT

كشف سيرجي كوزينسوف القنصل العام لروسيا الاتحادية في جدة لـ«الشرق الأوسط» عن إطلاق قمرين صناعيين تابعين للحكومة السعودية، خلال العام الحالي 2013، ضمن عدد من التوجهات لدى بلاده لتعزيز التعاون بين البلدين في القطاع التجاري والثقافي والتعليمي ومختلف المجالات.

وبين القنصل العام لروسيا الاتحادية بجدة أن مهمة القمرين اللذين سيطلقان عبر سفن روسية ستكون في مجال الاتصالات والمعلومات، خاصة أن روسيا لديها كثير من الإمكانات التكنولوجية لتقديم كثير من الخدمات للسعودية في الطاقة الشمسية والطاقة النووية، مما يفتح المجال للمستقبل في تنمية العلاقات بين البلدين، التي تمتد لأكثر من 100 عام.

وحول مجالات القمرين الصناعيين والفائدة المتوقعة، قال الدكتور محمد بن إبراهيم السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لـ«الشرق الأوسط»: «تصنف هذه الأقمار الصناعية كأقمار استشعار عن بعد، وتستخدم لمراقبة الأرض من مدارات فضائية منخفضة لأغراض التنمية المختلفة في السعودية»، مبينا أنها تعد من الجيل الجديد المتطور للأقمار الصناعية حيث تحمل مجسات استشعار عن بعد فائقة الحساسية وقدرة فائقة الدقة على التصوير، وبين أن القمر الأول مختص بالتجارب العلمية بالتعاون مع جهات علمية عالمية متعددة.

وأضاف السويل أن من الأهداف رفع إمكانيات السعودية في مجال تصميم وتطوير وإنتاج أقمار صناعية للاستشعار عن بعد محليا، بكوادر وطنية، من الجنسين، وتحقيق الاكتفاء الذاتي والتعاون مع جهات دولية متقدمة في هذا المجال، وتوثيق علاقات التعاون بين المدينة ومراكز البحوث في الجامعات ومعاهد وكليات التقنية في البلاد، وفتح المجال أمام طلاب الدراسات العليا ومشرفيهم للعمل في هذا المجال، بالإضافة إلى دعم الصناعة المتقدمة المحلية وتوجيهها، وخدمة الجهود المبذولة لحماية حقوق السعودية في مجالها الفضائي.

وبين أن خطط السعودية التنموية، ستلبى من خلال الاستفادة من المستجدات العلمية والأبحاث في قطاعي الفضاء والطيران على مستوى المنطقة وعلى المستويين القاري والدولي, حيث تهدف خطة السعودية الاستراتيجية في مجال علوم الفضاء طويلة المدى التي بدأت مرحلتها الأولى منذ 2005 وتستمر حتى 2025، للوصول إلى العالمية في مجال تقنية أبحاث الفضاء.

وفيما يخص الإطلاق، أوضح السويل أن الموعد تم تحديده وفق جداول وحجوزات معينة تتحكم فيها الجهات التي تمتلك القدرة على إطلاق الصواريخ الباليستية السلمية، التي قال إن عددها قليل جدا، إلا أن جميع الترتيبات تمت لإطلاق القمر الأول «سعودي سات - 4» في الربع الأخير من العام الحالي 2013.

وأشار إلى أن شركة «كوزموتراس» الروسية ستتولى التعاون مع شركة «يوجنا» الأوكرانية عمليات الترتيب للإطلاق باستخدام الصاروخ «دينبر» من قاعدة «يازني» الفضائية في جنوب روسيا، وهي تابعة للحكومة الروسية من خلال عقود إطلاق مع عدة جهات، ومنها المدينة، مما يقلل من التكلفة على كل جهة، وبخصوص التكلفة؛ فكل قمر تتم حساب تكلفة إطلاقه بحسب وزنه، وتحصل المملكة على تخفيضات مميزة نتيجة التعاون المستمر منذ الإطلاق الأول في عام 2000 ولخبرة المدينة في الإعداد للإطلاق، مما يقلل الجهد المبذول من الشركة المسؤولة عن الإطلاق، وتعد تكلفة الإطلاق عن طريق هذه الشركة الأقل تكلفة على مستوى العالم مقارنة بقواعد الإطلاق الأخرى.