المالكي يلوح باستخدام القوة لإنهاء مظاهرات الأنبار.. والصدر يحذره: ربيع العراق قادم

قيادي في التيار الصدري لـ «الشرق الأوسط»: نتجاوب مع مطالب الجماهير الغاضبة

متظاهرون في كركوك يطالبون أمس بإطلاق سراح السجناء والمعتقلين (أ.ف.ب)
TT

دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، المتظاهرين في الأنبار الذين يقطعون منذ عدة أيام الطريق الدولي إلى سوريا والأردن إلى إنهاء اعتصامهم، محذرا من أن الدولة ستتدخل لإنهائه إذا لم يستجيبوا. في الوقت نفسه شن مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، هجوما حادا ضد المالكي مطالبا إياه بالاستجابة لمطالب المتظاهرين في الأنبار.

وقال المالكي في مقابلة مع قناة «العراقية» الحكومية، إن «الاعتصامات التي تجري حاليا في الأنبار مخالفة للدستور العراقي وأنا أقول عنها بصراحة إن هناك عددا كبيرا من البسطاء من المشاركين فيها يريدون قضايا معينة منها التعيين». وأضاف: «لكن الآخرين لديهم أجندات ظهرت من خلال الأعلام والشعارات واللافتات. وأنا أقول لهؤلاء البسطاء لا تكونوا وقودا لأحد وعليكم الانسحاب وقدموا طلباتكم إلى الدولة». ويشير المالكي إلى صور ولافتات للجيش السوري الحر ورئيس الوزراء التركي التي رفعها المتظاهرون. وأضاف: «أقول لأصحاب الأجندات لا تتصوروا أنه صعب على الحكومة أن تتخذ إجراء ضدكم أو أن تفتح الطريق وتنهي القضية ولكن عليكم أن تعلموا أن الوقت ليس مفتوحا وعليكم التعجل في إنهاء هذا الموضوع وأحذركم من الاستمرار لأنه مخالف للدستور العراقي». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تابع المالكي: «لقد صبرنا عليكم كثيرا لكن لا تتوقعوا أن المسألة مفتوحة ولا تتوقعوا التمرد على الدولة».

إلى ذلك، قال الصدر في مؤتمر صحافي عقده في مقره بمدينة النجف أمس، إن المالكي «يلقي المسؤولية على الوزراء في الحكومة ويتنصل منها»، متسائلا: «لماذا يتصالح مع الإرهابيين ويوصلهم إلى الكرسي ومن ثم ينقلب عليهم؟». وبشأن اقتراح المالكي بحل الحكومة واللجوء إلى انتخابات مبكرة، اعتبر الصدر أن «هذا الرأي يمثله ويمثل كتلته ومقاعده التسعين وإذا أراد التخلص من الحكومة فعليه أن يستقيل لا أن يقيل الحكومة»، محذرا بالقول إن «ربيع العراق قادم إذا بقي المالكي على سياسته».

وبالنسبة للمظاهرات، عاتب الصدر متظاهري الأنبار لرفعهم صور الرئيس الأسبق صدام حسين، داعيا إياهم إلى «عدم الميل إلى الديكتاتورية وعدم رفع الشعارات الطائفية». وأكد الصدر «كنت أنوي الذهاب شخصيا للمشاركة في مظاهرات الأنبار إلا أن رفع صور صدام منعني من ذلك»، لافتا إلى أنه «مع المظاهرات السلمية ما دامت مشروعة». ودعا زعيم التيار الصدري «المسؤولين وعلى رأسهم المالكي إلى الاستجابة لمطالب المتظاهرين»، مبديا استعداده «لإرسال وفد لسماع مطالب المتظاهرين».

وفي السياق نفسه، أكد عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري محمد رضا الخفاجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن مظاهرات المحافظات الغربية: «إننا نؤيدها ولكننا نطالب الإخوة هناك بمنع المندسين من تخريبها وهو ما منع زعيم التيار الصدري من المشاركة فيها». وعبر الخفاجي عن ترحيب تياره بالدعوات «التي أطلقها الشيخ عبد الملك السعدي وهي دعوات شريفة وتعبر عن روح إسلامية حقيقية وسوف تجد صداها العميق في نفوسنا جميعا وأننا نتجاوب مع مطالب الجماهير العادلة في كل مكان بالعراق وفي المقدمة منه مطالب أهلنا في المنطقة الغربية».

وفي كركوك تظاهر العشرات من عرب المحافظة أمس مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين في سجون إقليم كردستان والسجون العراقية وتطبيق الشراكة الأمنية والإدارية التي يهيمن عليها الأكراد. وقال الشيخ خالد حسين العاصي، نائب رئيس مجلس مدينة كركوك: «وقفنا اليوم لنوصل رسالة الرفض للتهميش والإقصاء والمطالبة بتطبيق الإدارة المشتركة والتوازن الأمني والإداري وإيقاف مسلسل النفي والتهميش والتغيب للمكون العربي في كركوك».