النظام يحشد لاستعادة داريا.. و«الحر» يفرض حصارا على المقاتلات في حلب

أكثر من 82 قتيلا في أول أيام السنة.. و20 عسكريا منشقا يصلون إلى تركيا

سوريون يبحثون عن ضحايا اسفل الركام الناتج عن القصف الجوي لعدد من مباني حي المرجة في حلب أول من أمس (رويترز)
TT

كثّفت القوات النظامية السورية حملتها العسكرية على مدينة داريا في ريف دمشق أمس، حيث أعلن ناشطون عن تعرض المدينة لأكثر من 200 قذيفة خلال فترة بعد الظهر، فيما واصل المعارضون حملتهم العسكرية على مطارات حلب العسكرية، وتواصل المعارك على محور ريف إدلب، وذلك بعيد إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى السوريين في عام 2012 ناهز الـ40 ألف قتيل.

وفي وقت أعلنت فيه لجان التنسيق المحلية أن الحصيلة الأولية لقتلى أمس تجاوزت الـ82 قتيلا في أول أيام السنة الجديدة، ذكر ناشطون أن الطيران الحربي التابع للجيش السوري قصف أمس عدة مناطق متفرقة من سوريا، حيث شن غارات على مدينة عربين وزملكا وبيت سحم وعقربا في ريف دمشق، كما أشاروا إلى تعرض مدينة معضمية الشام في ريف دمشق للقصف، كما تعرضت داريا لقصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف وصل، بحسب لجان التنسيق المحلية إلى حدود 200 قذيفة في فترة بعد ظهر أمس.

وتطور الوضع في داريا في الغوطة الغربية لدمشق، بعيد إرسال القوات النظامية السورية تعزيزات عسكرية ضخمة إلى أطراف البلدة، في محاولة للسيطرة عليها. واندلعت اشتباكات عنيفة حين حاولت قوات النظام المدعومة بالدبابات استعادة السيطرة على المدينة، التي تعتبر ذات أهمية استراتيجية. وقال ناشطون معارضون إن «خمسة أشخاص قتلوا، منهم طفل، بنيران صواريخ الجيش التي سقطت على داريا».

وقال أحد الناشطين في المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن القوات النظامية «حشدت ما لا يقل عن مائة عربة عسكرية تجر مدافع ثقيلة وتحمل عددا من الجنود إلى ضواحي داريا»، مشيرا إلى أن الهجوم «بدأ فجر أول من أمس بتحرك الآليات العسكرية النظامية من الجهتين الجنوبية والغربية، حيث مشطت البساتين المحاذية لأوتوستراد درعا، قبل أن تبدأ بقصف المدينة في محاولة للسيطرة عليها». وأضاف الناشط أن القصف استهدف محورين «وسط داريا، وبساتينها الممتدة إلى الغرب باتجاه معضمية الشام»، لافتا إلى أن القصف «طال معضمية الشام أيضا». وأفاد بسقوط عدد كبير من القذائف المدفعية والصواريخ على المدينة «التي بدأ ما تبقى من سكانها النزوح منها».

وفي هذا السياق، ذكرت وكالة رويترز أن قوات النخبة الحكومية السورية، مدعومة بالدبابات، تخوض معارك لاستعادة السيطرة على ضاحية داريا بعد أن تقدم مقاتلو المعارضة لمسافة تجعل وسط العاصمة السورية في مرمى نيرانهم.

إلى ذلك، قال الجيش الحر إنه استهدف مبنى المخابرات الجوية في حرستا بريف دمشق بصواريخ محلية الصنع، كما قصف مطار دمشق الدولي بقذائف الهاون. كما أفادت شبكة «شام» بوقوع اشتباكات في المتحلق الجنوبي، أهم طرق العاصمة دمشق، وفي مدينتي زملكا وداريا، كما أفادت الشبكة بدوي انفجارات هزت المدينة، ولجأت قوات النظام لقصف بلدات بيت سحم والسبينة والذبابية.

بموازاة ذلك، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنه تم العثور على 30 شخصا قتلوا معظمهم ذبحا وحرقا في بلدة معان بريف حماه منذ أسبوع، وتم الكشف عن جثثهم أمس.

هذا، وأعلنت مصادر عسكرية معارضة لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش الحر يواصل قتاله في حلب «مستهدفا مطاري كويرس العسكري الذي يبعد نحو 30 كيلومترا عن حلب المدينة، ومطار منغ العسكري في ريف أعزاز». وقالت المصادر إن القوات المعارضة «تفرض حصارا على الطائرات النظامية، من خلال استهدافها لحظة إقلاعها، ما يمنعها من التحليق»، فيما أشار ناشطون إلى «توقف مولدات الكهرباء في مطار منغ العسكري بسبب انقطاع مادة المازوت عن المطار».

في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية أن وحدة من القوات النظامية نفذت عمليات نوعية أمس في بلدتي طعوم وبنش أسفرت عن مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أدوات حقدهم وإجرامهم التي كانوا يستخدمونها في أعمالهم الإرهابية.

من جهة أخرى، صرح دبلوماسي تركي لوكالة الصحافة الفرنسية بأن مجموعة جديدة من 20 عسكريا بينهم ضابط برتبة عميد انشقوا أمس وانتقلوا إلى تركيا، في اليوم الأول من السنة الجديدة، وانضموا إلى مئات الجنود المنشقين. وقال المصدر طالبا عدم ذكر اسمه إن «عميدا وثلاثة عقداء وضباطا وضباط صف بين العسكريين الذين لجأوا إلى تركيا».

إلى ذلك، قال المرصد إن «اشتباكات عنيفة في تدور في أطراف بلدة بصر الحرير في درعا بين مقاتلين من عدة كتائب معارضة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة من الجهتين الشرقية والغربية للبلدة». وأشار إلى تفجير عبوة بحافلة صغيرة عند مدخل البلدة تسبب بمقتل وجرح تسعة عناصر من قوات النظام. بينما أكد ناشطون انسحاب القوات النظامية من أطراف المدينة، وتدمير المقاتلين لتسع دبابات.. فيما لم تتأكد الأنباء الواردة حول إسقاط مقاتلة حربية على أطراف المدينة باستخدام مضادات الطيران.